الأزهر يرد على حرب الإنجاب والظروف المادية لا تربطوا الرزق بالبشر

إسلاميات

استمع الي المقالة
0:00

الأزهر يرد على حرب الإنجاب والظروف المادية لا تربطوا الرزق بالبشر

جدل الإنجاب والواقع الإقتصادي

تزايدت في الآونة الأخيرة الدعوات التي تربط قرار الإنجاب بالظروف الإقتصادية حتى وصل الأمر ببعضهم إلى وصف مَن يُقدم على هذه الخطوة بـ “الأناني والمخطئ” لعدم مُراعاة الواقع المعيشي.

في هذا السياق ورد سؤال مهم إلى فضيلة الدكتور عطية لاشين أُستاذ الفقه المُقارن بكلية الشريعة والقانون ليُجيب على هذه القضية الشائكة من منظور شرعي وإيماني.

الرد الشرعي النهي عن الخوف من الفقر وربط الرزق بالبشر

الأزهر يرد على حرب الإنجاب وأجاب الدكتور لاشين مُستشهدًا بنص قرآني قاطع حيث قال تعالى : (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأً كبيرًا).

وفي هذا الصدد أكد فضيلته أن الله عز وجل نهى عن مجرد الخوف من الفقر أو ربط الإنجاب بمسألة الرزق.

فمن منطلق عقيدي الأرزاق هي بيده وحده سبحانه ولا يملك أحدٌ من خلقه أي تدخُّل فيها.

حدود العبد وإختصاصات الخالق

وإضافة إلى ذلك أوضح الدكتور لاشين مبدأً أساسيًا في العلاقة بين الخالق والمخلوق وهو أن للعبد حدودًا وإختصاصات لا يجوز له تجاوزها.

وكما هو معلوم فإن الخلق والرزق هما من إختصاصات الله تعالى وحده.

لذلك على الإنسان أن يُسلِّم لأمر الله ويثق بوعده مُستدلاً بقوله تعالى : (أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون)

وقوله سبحانه : (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها).

هذه الآيات تُرسِّخ الإيمان بأن الرزق مضمون من الخالق لكل مخلوق.

التوكل واليقين في تقدير الرزق والأجل

علاوة على ذلك أشار الدكتور لاشين إلى الأحاديث النبوية التي تُعزز مبدأ التوكل واليقين في الرزق.

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خِماصًا وتروح بِطانًا”.

كما أكد أن مسألة الرزق هي مسألة مُقدّرة قبل ولادة الإنسان مُستشهدًا بالحديث الشريف : “إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة… ثم يُكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد” هذا يُبيِّن أن الرزق مُرتبط بالخلق وهو سابق للوجود.

الإنجاب قوة بشرية وليست عبئًا إقتصاديًا

وتناول الدكتور لاشين النظرة الإقتصادية المُغلوطة للقضية.

فقد أوضح أن الإنجاب ليس عِبئًا إقتصاديًّا كما يظن البعض بل على العكس تمامًا هو قوة بشرية منتجة إذا أُحسن إستثمارها.

ولإثبات ذلك إستشهد بتجارب دول عالمية كبرى مثل الهند والصين التي نجحت في تحويل كثافتها السكانية الهائلة إلى طاقة تنموية أسهمت بشكل كبير في رفع إقتصادها.

خلاصة القول الإدارة والحكمة لا العدد

أخيرًا شدد الدكتور لاشين على أن القضية لا تتعلق بعدد المواليد في جوهرها إنما تتعلق بحسن إدارة الموارد البشرية.

وبالتالي يظل المبدأ الأساسي هو أن الرزق بيد الله وحده وأن الإنجاب يُمثل جزءًا أصيلاً من عمارة الأرض وتحقيق سنن الله في الخلق.