تقنية عين الصقر تتطور الذكاء الاصطناعي يحل محل الحكم المساعد في 2026

رياضة

استمع الي المقالة
0:00

تتجه الرياضة العالمية نحو مرحلة لم يعد فيها الخطأ البشري جزءاً مقبولاً من اللعبة، خاصة في كرة القدم. فبعد نجاح تقنيات مثل حكم الفيديو المساعد (VAR) وتقنية خط المرمى، يعمل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وشركات التكنولوجيا الكبرى على دمج نظام تحكيم آلي متكامل مدعوم بالذكاء الاصطناعي، يهدف إلى القضاء بشكل شبه كلي على الجدل حول قرارات التسلل والأخطاء التي تعتمد على “تقدير الحكم”.

الهدف الأكبر حالياً هو تقديم نظام “VAR آلي” أكثر سرعة ودقة، خصوصاً في تحديد حالات التسلل المعقدة التي تستغرق وقتاً طويلاً للمراجعة. التقنية الجديدة، التي يُطلق عليها البعض “عين الصقر المُعززة” (Enhanced Hawk-Eye)، تعتمد على مزيج من الكاميرات المتطورة وأجهزة الاستشعار المثبتة داخل الكرة وخلف قمصان اللاعبين (صدريات GPS).

يقوم النظام بتحليل حركة اللاعبين والكرة في الملعب بدقة لا متناهية:

  1. تتبع المفاصل (Limb Tracking): يتم تتبع 29 نقطة بيانات على الأقل على كل طرف من أطراف اللاعب (الكتف، المرفق، الركبة، القدم) بسرعة تصل إلى 500 إطار في الثانية. هذا يسمح لخوارزميات الذكاء الاصطناعي بتحديد لحظة تمرير الكرة بدقة فائقة، وتحديد ما إذا كان جزء من جسد اللاعب الذي يمكن أن يسجل به هدفاً متقدماً على آخر مدافع في لحظة التمرير. يتم إصدار القرار خلال أقل من ثانيتين، مقارنة بمتوسط 70 ثانية تستغرقها مراجعة الـ VAR الحالية.
  2. التنبؤ بالتدريب والإصابات: لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على التحكيم، بل يمتد إلى تحسين أداء اللاعبين. تقوم أنظمة التحليل التنبئي بمعالجة بيانات تتبع اللاعبين (المسافة المقطوعة، السرعة القصوى، معدل ضربات القلب) لتصميم برامج تدريب شخصية. الأهم من ذلك، تستطيع هذه الخوارزميات التنبؤ باحتمالية تعرض لاعب معين للإصابة (مثل إجهاد العضلة الخلفية) بناءً على أنماط حركته غير الطبيعية، مما يسمح للمدربين بإراحته وتعديل حمولته التدريبية قبل حدوث الإصابة فعلياً. هذا الإجراء ساهم في تقليل معدلات إصابات الإجهاد في الأندية الأوروبية الرائدة بنسبة تقارب 15%.

على الرغم من الدقة الهائلة، لا يزال الجدل قائماً حول استبدال الحكام البشر بالكامل. يرى الخبراء أن المستقبل سيكون لـ “التحكيم الهجين”، حيث يتولى الذكاء الاصطناعي القرارات الموضوعية (التسلل، عبور خط المرمى)، بينما يبقى الحكم البشري مسؤولاً عن القرارات التي تتطلب “الحكم البشري” وتفسير النية (مثل لمسة اليد المتعمدة، أو شد القميص، أو الأخطاء التكتيكية). هذا التوازن يهدف إلى الحفاظ على الجانب الإنساني والعاطفي في اللعبة مع ضمان النزاهة.

ويُتوقع أن يتم تطبيق النظام الآلي بالكامل لقرارات التسلل في البطولات الكبرى، وربما في كأس العالم 2026، مما سيجعل الحكم المساعد الذي يحمل الراية على خط الملعب مهمته تتلخص في المساعدة اللوجستية فقط، بدلاً من اتخاذ قرارات مصيرية. هذه الخطوة تمثل تحولاً كبيراً في جوهر اللعبة، مؤكدة أن الدقة التكنولوجية هي السمة الغالبة لمستقبل الرياضات.