الواقع المختلط يسيطر على الإيفنتات الذكاء الاصطناعي يصمم تجربة الحضور الفردية لكل زائر

إيفينت

استمع الي المقالة
0:00

وداعاً للمؤتمرات والفعاليات التقليدية التي يشعر فيها الحضور بأنهم مجرد أرقام. يتجه قطاع تنظيم الأحداث والإيفنتات نحو دمج مكثف لتقنيات الواقع المختلط (Mixed Reality – MR) والذكاء الاصطناعي، بهدف تحويل كل فعالية إلى تجربة مخصصة (Personalized Experience) تتفاعل مع كل زائر على حدة. هذا الابتكار يمثل نقلة نوعية في كيفية التخطيط للمعارض، والمؤتمرات، وحتى الحفلات الموسيقية.

لم يعد دور التكنولوجيا في الإيفنتات يقتصر على شاشات العرض الكبيرة أو التطبيقات البسيطة. اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي هو “المنظم الخفي” الذي يحلل سلوك الحضور في الوقت الفعلي باستخدام تقنيات متطورة:

  1. تحليل حركة الحضور (Foot Traffic Analysis): تُستخدم مستشعرات إنترنت الأشياء (IoT) والكاميرات الذكية لتحليل أنماط سير الزوار داخل القاعة. يستطيع الذكاء الاصطناعي تحديد الأجنحة الأكثر ازدحاماً، والمناطق التي يقضي فيها الزوار وقتاً أطول، أو المناطق التي يتجنبونها. هذه البيانات تسمح للمنظمين بتعديل التخطيط اللوجستي للفعالية التالية لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة، وضمان توزيع الحضور بشكل متوازن.
  2. التفاعل بالواقع المعزز والمختلط (AR/MR): يُستخدم الواقع المختلط لإنشاء طبقات رقمية فوق العالم المادي. يمكن للحضور ارتداء نظارات MR (مثل Apple Vision Pro أو Meta Quest) لرؤية معلومات إضافية تظهر فوق المنصات أو المنتجات. فمثلاً، يمكن للزائر أن يرى مجسماً ثلاثي الأبعاد لمنتج جديد يطفو فوق الطاولة، أو يتلقى معلومات شخصية عن المتحدثين بمجرد النظر إليهم، مما يعمق الانغماس ويجعل العرض التقديمي تجربة حية.
  3. مطابقة الشبكات الذكية (Smart Networking): أحد أكبر تحديات المؤتمرات هو التواصل الفعال. تعمل تطبيقات الإيفنتات الآن بالذكاء الاصطناعي لمطابقة الحضور مع بعضهم البعض بناءً على اهتماماتهم المهنية، أو أهدافهم في الفعالية، أو حتى احتياجاتهم التجارية، بدلاً من مجرد البحث العشوائي. يتلقى الزائر إشعارات بوجود “شخص ذي صلة” على مقربة منه، مع تقديم اقتراح فوري للمواضيع التي يمكن أن يناقشاها. هذا النظام يزيد من معدلات التواصل المثمر بنسبة تزيد عن 30%.
  4. توليد المحتوى الفوري: يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي إنشاء ملخصات فورية للمحاضرات والجلسات، وتوليد نصوص تسويقية مخصصة بناءً على التفاعل مع الرعاة، وحتى تصميم الجداول الزمنية تلقائياً بناءً على توافر المتحدثين وأهداف الحضور. هذا يقلل من الأعباء الإدارية ويسمح لفرق التنظيم بالتركيز على جودة التجربة.

في المنطقة العربية، ومع النمو السريع في قطاع المؤتمرات الكبرى مثل “جيتكس” وفعاليات موسم الرياض، أصبح تبني هذه التقنيات ضرورة تنافسية. فالهدف هو تحويل الحضور من “مستقبل سلبي” للمعلومات إلى “مشارك نشط” في خلق محتوى الفعالية، لضمان بقاء انطباع استثنائي وطويل الأمد لدى كل زائر.