الذكاء الاصطناعي بيقلب الطاولة في مجال التوظيف فرص جديدة ولا تهديد حقيقي للشغل؟

تكنولوجيا

استمع الي المقالة
0:00

في الوقت اللي التكنولوجيا بتتطور فيه بسرعة غير مسبوقة، الذكاء الاصطناعي بقى حديث الساعة في كل المجالات، خصوصًا في سوق العمل. الشركات النهارده بتستخدم أدوات ذكية لتسريع المهام وتحسين الإنتاجية، لكن السؤال اللي بقى بيشغل الكل هو: هل الذكاء الاصطناعي فعلاً بيفتح أبواب جديدة ولا بياخد مكان البشر في الشغل؟

خلال السنين الأخيرة، ظهرت تطبيقات متعددة للذكاء الاصطناعي في التوظيف، زي تحليل السير الذاتية تلقائيًا، وفرز المتقدمين حسب الكفاءة، وكمان إجراء مقابلات أولية بالصوت والصورة من خلال روبوتات ذكية. الفكرة دي كانت في الأول مبهرة وسهلة، لكنها بدأت تثير القلق عند كتير من الناس اللي شايفين إن الذكاء الاصطناعي ممكن يستبدلهم في المستقبل.

لكن الحقيقة إن الذكاء الاصطناعي مش بيهدف لإلغاء دور الإنسان، بقدر ما هو أداة مساعدة بتخلي الشغل أسرع وأدق. مثلًا في مجال الموارد البشرية، الروبوتات الذكية بقت تقدر تحلل آلاف السير الذاتية في ثواني، وتختار الأفضل بناءً على المهارات المطلوبة، بدل ما كان بياخد وقت ومجهود كبير من الموظفين.

كمان في مجالات زي التسويق والمبيعات، الذكاء الاصطناعي بقى عنصر أساسي في تحليل البيانات وسلوك العملاء، وده ساعد الشركات إنها تعرف احتياجات السوق بشكل أعمق وتقدم منتجات بتناسب الجمهور المستهدف بدقة.

من ناحية تانية، لازم نعترف إن التحول ده بيحمل تحديات حقيقية، خاصة في الوظائف التقليدية اللي ممكن تتأثر أو تختفي مع الوقت. في دراسات حديثة، أكدت إن حوالي 40% من الوظائف الحالية ممكن تتأثر خلال العشر سنين الجاية بسبب الأتمتة والذكاء الاصطناعي. لكن بالمقابل، هيظهر نوع جديد من الشغل، زي مطوري الأنظمة الذكية، ومحللي البيانات، ومهندسي تعلم الآلة، ومشرفي الذكاء الاصطناعي.

الموضوع كمان ليه بُعد إنساني مهم جدًا، وهو فكرة إعادة تأهيل الموظفين بدل استبدالهم. في شركات كبيرة بدأت تستثمر في تدريب العمال على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، علشان يقدروا يواكبوا التطور بدل ما يخسروه.

وفي المقابل، في دول بدأت تفكر في وضع تشريعات جديدة تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق العمل، علشان توازن بين التطور التكنولوجي وحماية العاملين. الاتحاد الأوروبي مثلًا حاليًا بيشتغل على قانون بيحط قواعد صارمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التوظيف، عشان يمنع التحيّز ويضمن الشفافية.

في النهاية، ممكن نقول إن الذكاء الاصطناعي مش هو العدو… هو مجرد مرحلة جديدة في تطور سوق العمل. الفرق الحقيقي هيكون بين اللي يستعد للتغيير واللي يقاومه. التكنولوجيا مش هتاخد مكان الإنسان، لكنها هتخلي اللي يعرف يستخدمها هو اللي في الصدارة.