وداعا أحمد عمر.. أسطورة مجلات الأطفال في العالم العربي ومؤسس مجلة ماجد.
– ٢٥ سبتمبر ١٩٣٩
– ٦ أغسطس ٢٠٢٤
ببالغ الحزن والأسى، نودع في هذا العدد قامة من قامات الصحافة وأدب الأطفال، الأستاذ أحمد عمر. لقد فقدنا هذا الشهر رجلاً نذر حياته لإثراء عقول الأطفال والنشء، تاركاً وراءه إرثاً صحفياً وثقافياً لا يُنسى. كان أحمد عمر مثالاً للإبداع والتفاني، وساهم بشكل كبير في رسم الإبتسامة على وجوه الملايين من الأطفال عبر مجلة ماجد. إن فقدانه يمثل خسارة كبيرة للمجتمع الصحفي والثقافي، وستظل ذكراه خالدة في قلوب كل من عرفه وأحب أعماله.
• مجلة ماجد وأثرها الباقي
لمجلة ماجد تاريخ طويل من التأثير الذي امتد لأكثر من أربعة عقود، حيث كانت وما زالت تحظى بشعبية واسعة بين الأطفال والبالغين على حد سواء. بفضل جهود الأستاذ أحمد عمر المؤسس للمجلة وفريقه، وصلت المجلة إلى توزيع عالمي بلغ 164 ألف نسخة أسبوعياً، وفقًا لشهادات مؤسسات التحقق من الانتشار العالمية.
• البداية
بدأت الحكاية عندما قرر رئيس تحرير جريدة الإتحاد الظبيانية الأستاذ خالد ومدير تحريرها الأستاذ مصطفى شردي إصدار مجلة للأطفال ومجلة للمرأة.
تم اختيار الأستاذ أحمد عمر، الذي كان مسئولاً عن القسم الداخلي في الجريدة والصحفيًا الخاصً لرئيس دولة الإمارات المتحدة الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله، لقيادة هذا المشروع الطموح رئاسة تحرير مجلة ماجد.
• فريق العمل والمهمة الصعبة
تشكل فريق عمل مجلة ماجد من 12 فردًا فقط، من بينهم محررون ورسامون وحتى الفراشين. كانت المهمة كبيرة والطموحات أكبر. لم يكن الهدف فقط هو إصدار المجلة، بل تحقيق إنجاز ملحوظ في توزيعها، وقد تم بالفعل. بفضل ذكاء الأستاذ أحمد عمر، تجاوزت المجلة التوقعات ووصلت في غضون شهر إلى توزيع 40 ألف نسخة.
• إختيار الإسم والانطلاقة
تم إختيار اسم “ماجد” ليكون عنوان المجلة بعد تصويت من الأطفال أنفسهم، تيمُّناً بأحمد بن ماجد الملاح والجغرافي الشهير. وبعد صدور العدد الأول، بدأت المجلة تحصد النجاح وتحقق أرقام توزيع كبيرة.
• إستقطاب الكفاءات
إستعان الأستاذ أحمد عمر بخبرات رسامين وكتاب من مختلف الدول العربية. كان من بينهم الفنانين احمد ابىاهبم حجازي وعبد العال، الذين أقاموا في أبوظبي لمدة عامين تقريباً، ليضفوا على المجلة الشكل الذي أصبحت عليه لاحقاً، كما تعاون مع رسامين من مصر وسوريا والعراق، بالإضافة إلى كتاب تخصصوا في الكتابة للطفل.
• التوسع في شمال أفريقيا
كانت رؤية الأستاذ أحمد عمر دائمًا تركز على توسيع انتشار المجلة لتصل إلى أبعد المناطق. توجه إلى دول شمال أفريقيا مثل تونس والمغرب والجزائر، حيث وجد فرصاً كبيرة للتوسع. وجاءته فكرة عبقرية لزيادة أعداد المجلة حيث طلب دليل التلفون في كل بلد، الذي يحتوي على اسماء وعنوانين مدونه به، وعاد بهم إلى أبوظبي، ثك كلّف عدد ممن يكتبون على الآلة الكاتبة أن يكتبوا رسالة ( كتب صيغتها الأستاذ أحمد ) وكانت رسالة تعريف بالمجلة من خلال صديقهم ماجد الذي يخبرهم أن المجلة ستتواجد ببلدهم يوم كذا، وفجرت الفكرة نجاح غير مسبوق في تاريخ المجلة حيث لاقت قبول حافل و كبير من الأطفال وذويهم وحازت تلك العواصم على أعداد كبيرة، فكان المرتجع صفر، حتى وصلنا بالتوزيع للعدد 164,000 نسخة اسبوعياً بأغلب البلاد العربية.
• التحديات والإبداعات
واجهت مجلة ماجد العديد من التحديات، لكن بفضل الإبتكارات والأفكار العبقرية التي قدمها الأستاذ أحمد عمر، إستطاعت التغلب على كل العقبات. كانت المجلة تقدم مواد متميزة ومبنية على أفكار ورسوم جديدة لم يسبق لأحد أن تطرق إليها.
• الأثر الباقي
لم تكن مجلة ماجد مجرد مجلة للأطفال، بل كانت جزءاً من حياة الكثيرين. الوزير الإماراتي الذي صرح بأنه كان يقرأ المجلة في مرحلة الثانوية ويحصل على جوائزها، والأطفال والشباب في شمال أفريقيا الذين انتظروا أعدادها بشغف، كل هؤلاء يشهدون على الأثر العميق الذي تركه الأستاذ أحمد عمر.
إلى جانب دوره البارز في مجلة ماجد، كان الأستاذ أحمد عمر شريكًا أساسيا في نجاح مجلة لايڤ فمنذ العدد الأول لها وكان من مؤسسين المجلة فقد ساهم بشكل كبير في جذب شريحة عريقة من القراء وكتب في كل عدد ذكرياته وخبراته والمواقف التي تعرض لها واللحظات الخطيرة التي عاشها ورؤيته ونصائحه للأطفال وللكبار.
فقدت المجلة عمودا أساسيا بها ولكنه باقي بيننا بروحة وسيرته العطرة وبكل مقالاته السابقة وسوف أستكمل مسيرته وأسير علي نهجة بكل ارشاداته واتمني من الله أن أستطيع ان أقدم جزء ولو بسيط من ما علمني.
أسرة مجلة لايڤ تنعي بكل الحزن والأسى ورضى بقضاء الله وقدره وفاة قامة الصحافة في الوطن العربي الأستاذ أحمد عمر وندعو له بالرحمة والمغفرة والثبات عند السؤال وأن يجعل عمله الطيب وسيرته العطرة في ميزان حسناته.
• رثاء نهال بدران
“إن فقدان الأستاذ العظيم أحمد عمر ليس مجرد فقدان لشخصية صحفية مرموقة، بل هو فقدان لأب بمعني الكلمة كان يجمع بين كل العلاقات الإنسانية بالنسبة لي فهو أقرب صديق وأعز شخص علي قلبي.
كوني رئيسة مجلس إدارة مجلة لايڤ لا يسعني إلا أن أعبر عن حزني العميق لفقدان أقرب الناس إليا، كان دوره أساسيا في حياتي الشخصية قبل المهنية فهو دائما موجهًا ومعلمًا وصديقًا مخلصًا، تعلمت منه الكثير والكثير وأيضًا دائما ما يقدم النصيحة والدعم بلا تردد.. لن أنسى أبدًا اللحظات التي قضيّناها سويًا وسفريات مضينا بها معًا، والمشاريع التي عملنا عليها جنبًا إلى جنب، لقد كان شريكًا حقيقيًا في كل نجاح حققته، سيرته العطرة المهنية و الحافلة وأخلاقه الرفيعة ستظل مصدر إلهام لي وللجميع.
لا يسعني سوي ان أرضي بقضاء الله وقدره رحم الله استاذي ومعلمي الكبير أحمد عمر وأسكنه فسيح جناته وصبرني علي فراقه”.