Because She Created: مبادرة تحتفي بالمبدعات العربيات في مجال صناعة الأفلام.
كَوني امرأة تعمل في مجال الدراما والسينما العربية، دائمًا ما يسألني الآخرون عن مدى تطوّر مشاركة المرأة في هذا المجال على مدى ثلاثين عامًا من مسيرتي المهنيّة.
ولطالما كنت أجيب بتواضع لا يخلو من التفاؤل، بأنّ الرحلة لم تكن دائمًا مكلّلة بالعدل أو المساواة، إلا أنّ المرأة استمرّت بتمثيل القصص و إنتاجها وإبداعها والاحتفاء بها في كلّ مرة.
ورُغم أنّ المرأة قد قطعت شوطًا طويلاً في هذا المجال بلا أدنى شك، إلا أنّ الطريق نحو المساواة لا يزال طويلًا.
نحن في مرحلة مثيرة للعمل في مجال الترفيه، ولا أزال أعمل بذات الشغف الذي عملت به عندما بدأت التمثيل أول مرة في سنّ الرابعة عشر عامًا.
ولا أُخفي سعادتي بمطالبة الجماهير بالمزيد من التنوّع والتعدّدية، على الرُغم من أنّ ذلك يفرض علينا التزامًا كبيرًا تجاههم، بصفتنا صانعات أفلام ومنتجات وممثلات، لسرد قصص تعكس تجارب الآخرين وتمنح المزيد منهم فرصة تمثيل منصفة على الشاشة.
ويعني ذلك بالنسبة لي الاستمرار في تعزيز تمثيل المرأة في مجال السينما العربية، سواء أمام الكاميرا أو خلفها. وأنا فخورة جدًا بمشاركة تجربتي هذه والتحدّث عنها في النسخة الثانية من مبادرة Because She Created من Netflix، والتي تتزامن مع الدورة الثالثة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وأنا أرى في هذه المبادرة منصّة مهمة لتشجيع المبدعات العربيات، وجمعنا معًا للاحتفاء ببعضنا بعضًا، ومواصلة العمل من أجل تحقيق تمثيل أفضل للمرأة في مجال السينما العربية.
وأطمح كممثلة لرؤية المزيد من النساء الرائدات القويات على الشاشة، وأرغب برؤية المزيد من السيناريوهات المكتوبة لشخصيات نسائية قويّة.
وحتى نتمكّن من تغيير نوعية السرد القصصي، أرى أنّ النساء بحاجة إلى مزيد من الاستقلالية في كتابة قصصهن، مع تمكينهنّ لتولّي مناصب قيادية لصنع القرار وتغيير المنظور العام من حيث اختيار المشروع والتمويل والتمثيل.
وأفخر جدًا بكَوني أول فنانة عربية توقّع عقدًا مع Netflix كمنتجة تنفيذية ونجمة مسلسل، وأؤكّد أنّ مسلسل “البحث عن علا” قريب جدًا لقلبي، لأنّه قصة إعادة اكتشافٍ حقيقيةٍ للذات. وسوف يرى الجمهور في هذا المسلسل كيف تقوم الشخصية المحبوبة “علا عبد الصبور” بخوض تجربة تقلب حياتها رأسًا على عقب، ممّا يدفعها للانطلاق في رحلة لاكتشاف ذاتها ومواجهة تحدّيات الواقع الجديد، في قصة تُخرِج المرأة من القوالب النمطية التي عادة ما يتم حشرها فيها. ولا يسعني الانتظار لرؤية ردة فعل الجمهور عند مشاهدتهم “علا” وهي تتحدّى النظام الذكوري وتنتصر عليه.
وفي الحقيقة، لطالما حلمت بأن أخوض تجربة الإنتاج التنفيذي، وأنا ممتنة للثقة التي منحتني إياها Netflix للقيام بذلك. فقد تعلّمت هذه الوظيفة أثناء تنقّلي بين أعمالي، ولا أُخفي حاجتنا لهذا النوع من الثقة للالتفاف حول بعضنا بعضًا. وليس ذلك إلا مثالًا حقيقيًا على دور الرائدين في المجال في دعم تمثيل المرأة، من خلال تطوير علاقات تعاونية لخلق مزيد من الفرص للنساء وتعزيز دورهن في المجال.
ونحن كنساء نتمتّع بمنظور فريد ونحظى بتأييد العديد من صانعي الأفلام الرائدين، من ذكور وإناث، الذين يسعون إلى رفع سقف النقاش العام ويقدّمون وجهات نظر جديدة ويحاولون إرضاء الجماهير عبر تقديم قصص أكثر واقعية تلامس حياتهم وتجاربهم.
وآمل أن أرى المزيد من القصص التي تقدّمها نساء عربيات في السنوات القادمة، لأنّ ما يجعل القصة أكثر عالمية هي واقعيتها وتجذّرها في حياة الناس.
وأنا متشوّقة جدًا للخطوات القادمة التي سنخطوها في هذا المشوار!













