7 علامات خفية تُنذر بمخاطر صامتة..هشاشة العظام في الصغر

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

هشاشة العظام في الصغر: 7 علامات خفية تُنذر بمخاطر صامتة.. لا تتجاهل صحة عظام طفلك

 

عند الحديث عن هشاشة العظام (Osteoporosis)، غالبًا ما يتبادر إلى الأذهان كبار السن، وذلك لكونه مرضًا يُصيب عادةً العظام بالضعف والهشاشة مع التقدم في العمر، مما يزيد من خطر الكسور. لكن الحقيقة المُقلقة التي لا يُدركها الكثيرون هي أن هذا المرض “الصامت” يُمكن أن يُصيب الأطفال أيضًا، وإن كان بنسبة أقل. هشاشة العظام عند الأطفال ليست مجرد حالة نادرة، بل هي تحدٍ صحي يُمكن أن يُؤثر بشكل كبير على نمو الطفل وتطوره المستقبلي. فالفترة الحرجة لبناء العظام هي مرحلة الطفولة والمراهقة، وأي خلل في هذه العملية قد تُعطي إشارات تحذيرية يجب على الآباء والأطباء عدم تجاهلها. تجاهل هذه العلامات قد يُفوت فرصة التدخل المُبكر الذي يُمكن أن يُحدث فرقًا جوهريًا في مستقبل صحة عظام الطفل.

دعنا نتعمق في 7 أعراض رئيسية تُعد بمثابة علامات تحذيرية لهشاشة العظام لدى الأطفال، مُفصلين كيف تُمكن أن تظهر هذه الأعراض ولماذا يجب الانتباه إليها جيدًا.


 

1. الكسور المتكررة وغير المُبررة: الإنذار الأقوى

 

  • التفاصيل: تُعد هذه العلامة هي الأكثر وضوحًا وخطورة. إذا كان طفلك يُعاني من كسور مُتكررة في العظام (خاصة كسور بسيطة لا تتناسب مع شدة الإصابة أو السقوط العادي)، فقد يكون ذلك مؤشرًا قويًا على ضعف العظام. الكسور في الأطفال الأصحاء غالبًا ما تتطلب قوة كبيرة.
  • لماذا تُعد خطيرة؟ العظم الهش لا يستطيع تحمل الضغط الطبيعي، مما يُعرض الطفل لخطر الكسور حتى من الأنشطة اليومية أو السقوط الطفيف. هذه الكسور قد تكون مؤلمة، تتطلب وقتًا طويلاً للشفاء، وتُؤثر على نمو العظام.

 

2. آلام الظهر المُزمنة: شكوى تتجاوز مجرد الإرهاق

 

  • التفاصيل: يُمكن أن يُعاني الأطفال المُصابون بهشاشة العظام من آلام مُستمرة أو مُتكررة في الظهر، خاصة في العمود الفقري. قد تكون هذه الآلام خفيفة في البداية وتُزداد سوءًا مع الوقت، وقد تُصاحبها تصلب في الظهر.
  • لماذا تُعد مهمة؟ آلام الظهر عند الأطفال غالبًا ما تكون حميدة، لكن في سياق هشاشة العظام، قد تُشير إلى كسور انضغاطية صغيرة في فقرات العمود الفقري، أو إجهاد على العظام الضعيفة.

 

3. فقدان الطول أو تقوس الظهر (الحداب): تغيرات هيكلية مُقلقة

 

  • التفاصيل: يُمكن أن تُؤدي كسور الفقرات الانضغاطية الصغيرة أو ضعف العظام بشكل عام إلى انحناء العمود الفقري (الحداب) أو فقدان الطفل لبعض من طوله بشكل مُلاحظ ومُفاجئ.
  • لماذا تُعد مهمة؟ هذه التغيرات تُشير إلى تدهور في بنية العظام، خاصة في العمود الفقري الذي يُعد أساس الهيكل العظمي. تُؤثر على وضعية الجسم وتُمكن أن تُسبب ألمًا مُزمنًا.

 

4. صعوبة المشي أو الوقوف لفترات طويلة: ضعف العظام يُؤثر على الحركة

 

  • التفاصيل: قد يُلاحظ الآباء أن الطفل يُعاني من صعوبة في المشي لمسافات طويلة، الوقوف لفترات مُتصلة، أو يُصاب بالإرهاق بسرعة عند أداء الأنشطة البدنية التي لا تُرهق الأطفال الآخرين في نفس العمر.
  • لماذا تُعد مهمة؟ العظام الضعيفة تُصبح أقل قدرة على دعم وزن الجسم والحركة الطبيعية، مما يُؤثر على قدرة الطفل على المشاركة في الأنشطة العادية ويُقلل من نشاطه البدني، والذي بدوره يُفاقم ضعف العظام.

 

5. آلام العظام والمفاصل غير المُبررة: إشارة إلى ضعف داخلي

 

  • التفاصيل: يُمكن أن يُعاني الطفل من آلام عامة في العظام والمفاصل، والتي قد لا تُربط بإصابة مُحددة أو نشاط زائد. قد تكون هذه الآلام مُزمنة أو مُتقطعة وتُؤثر على جودة نوم الطفل أو نشاطه اليومي.
  • لماذا تُعد مهمة؟ هذه الآلام تُشير إلى أن العظام نفسها تُعاني من مشكلة بنيوية، وقد لا تستطيع تحمل الضغوط الطبيعية، مما يُسبب الالتهاب أو الألم في المناطق المُتضررة.

 

6. تأخر النمو أو ضعف في النمو: انعكاس للصحة العامة للعظام

 

  • التفاصيل: في بعض الحالات الشديدة، قد يكون تأخر النمو بشكل عام، أو عدم اكتساب الطول والوزن المُناسبين للعمر، أحد الأعراض غير المُباشرة لهشاشة العظام. فالعظام لا تنمو بالكفاءة المُتوقعة.
  • لماذا تُعد مهمة؟ النمو هو عملية مُعقدة تتطلب صحة عظام جيدة. تأخر النمو يُمكن أن يكون مؤشرًا على أن العظام لا تتلقى المغذيات الكافية أو أن هناك خللًا في عملية بناء العظام.

 

7. التاريخ المرضي أو استخدام أدوية مُعينة: عوامل خطر يجب أخذها بالاعتبار

 

  • التفاصيل:
    • الأمراض المزمنة: بعض الأمراض تُزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى الأطفال، مثل:
      • الأمراض الالتهابية المزمنة: مثل مرض كرون، التهاب القولون التقرحي، التهاب المفاصل الروماتويدي اليافع.
      • أمراض الكلى أو الكبد: تُؤثر على امتصاص الكالسيوم وفيتامين D.
      • الأمراض الوراثية: مثل التكون العظمي الناقص (Osteogenesis Imperfecta)، والتي تُسبب هشاشة عظام شديدة.
      • اضطرابات الغدد الصماء: مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو الغدة الدرقية.
    • الأدوية المُستخدمة: بعض الأدوية تُمكن أن تُؤثر سلبًا على صحة العظام مع الاستخدام طويل الأمد، مثل:
      • الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): تُقلل من تكوين العظم وتزيد من تكسيره.
      • مضادات الاختلاج (Anticonvulsants): تُؤثر على امتصاص فيتامين D والكالسيوم.
  • لماذا تُعد مهمة؟ إذا كان طفلك يُعاني من أي من هذه الحالات أو يتناول هذه الأدوية، يجب أن يُراقب الأطباء صحة عظامه عن كثب، حتى لو لم تظهر عليه الأعراض الواضحة لهشاشة العظام.

 

تشخيص هشاشة العظام عند الأطفال والعلاج

 

  • التشخيص: يعتمد على الفحص السريري، التاريخ المرضي، تحاليل الدم (مستويات الكالسيوم، الفوسفور، فيتامين D، هرمون الغدة الدرقية)، وأحيانًا اختبار كثافة العظام (DEXA scan)، والذي يُوفر قياسًا دقيقًا لكثافة المعادن في العظام.
  • العلاج: يهدف إلى تقوية العظام، ويشمل:
    • التغذية السليمة: ضمان الحصول على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين D.
    • النشاط البدني المُنتظم: خاصة التمارين التي تحمل وزن الجسم (المشي، الركض، القفز) لِتحفيز بناء العظم.
    • معالجة السبب الأساسي: إذا كانت هشاشة العظام ناتجة عن مرض كامن، فيجب علاج هذا المرض.
    • الأدوية: في بعض الحالات الشديدة، قد يُصف الأطباء أدوية مثل البايفوسفونات (Bisphosphonates) لِتقوية العظام.

 

الخلاصة: اليقظة والتدخل المُبكر هما مفتاح الحماية

 

على الرغم من أن هشاشة العظام تُعد مرضًا مُرتبطًا بالشيخوخة في أذهان الكثيرين، إلا أن إمكانية إصابة الأطفال به تُبرز أهمية اليقظة والوعي. إن فهم العلامات التحذيرية الخفية وغير المباشرة، بالإضافة إلى العوامل المُؤثرة، يُمكن أن يُمكن الآباء والأطباء من التدخل في الوقت المُناسب. استثمارنا في صحة عظام أطفالنا اليوم هو استثمار في مستقبلهم الصحي، يُحميهم من الآلام والكسور في الكبر ويُمكنهم من عيش حياة مليئة بالنشاط والحيوية.