حظر الشاشات: 5 آليات يعتمدها قرار أستراليا لحماية عقول الأطفال من السموم الرقمية
يمثل قرار الحكومة الأسترالية بحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون سن 16 عاماً سابقة عالمية جريئة، تستند إلى قناعة راسخة بأن البيئة الرقمية الحالية تشكل خطراً مباشراً على التطور المعرفي والصحة العقلية للأطفال والمراهقين. لا يهدف القرار إلى مجرد تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشة، بل يسعى إلى إزالة آليات الضرر الهيكلية التي تسببها منصات التواصل الاجتماعي بطبيعتها. يتمثل جوهر الحماية في خمس آليات رئيسية يركز عليها هذا التشريع، والتي تحول المسؤولية من الآباء إلى شركات التكنولوجيا العملاقة.
1. إزالة ضغط المقارنة السامة وتشويه صورة الجسد: تُعد منصات مثل إنستغرام وتيك توك أرضاً خصبة لانتشار الصور والمحتوى الذي يروج لمعايير جمال غير واقعية أو مُعدَّلة. التعرض المستمر لهذا المحتوى يغرس في أذهان المراهقين، وخاصة الفتيات، شعوراً بالنقص وعدم الرضا عن الذات، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة باضطرابات الأكل والقلق المتعلق بصورة الجسد. يوفر الحظر مساحة زمنية ونفسية تسمح للشباب بتطوير تقدير ذاتي صحي بعيداً عن وهم الكمال الرقمي.
2. كسر خوارزميات الإدمان والتركيز على النوم: صُممت خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أقصى قدر من التفاعل، مما يشجع على قضاء ساعات طويلة أمام الشاشة. هذا الاستخدام المفرط يؤدي إلى إدمان رقمي حقيقي ويتداخل بشكل مباشر مع دورة النوم الطبيعية للمراهقين. تقييد الوصول الإجباري يكسر هذه الحلقة المفرغة، مما يحسن جودة النوم ووقت الانتباه والتركيز، وهي عناصر حيوية للصحة العقلية والتفوق الأكاديمي.
3. الحد من التعرض للتنمر الإلكتروني والتهديدات: التنمر عبر الإنترنت هو أحد أشد الأخطار التي تهدد الصحة العقلية للمراهقين، حيث يمكن أن يتسبب في الاكتئاب، العزلة، بل ويصل إلى التفكير في الانتحار. إن إبعاد الأطفال عن المنصات الأكثر عرضة لهذا النوع من التفاعلات السامة يوفر بيئة أكثر أماناً للتنشئة الاجتماعية ويقلل من حالات التعرض للمحتوى العنيف أو المحتوى الذي يروج للانتحار وإيذاء الذات.
4. خلق مساحة للأنشطة الاجتماعية الواقعية: عندما يتم شغل وقت الأطفال والمراهقين بالتمرير اللانهائي على الشاشات، تقل فرصهم في الانخراط في التفاعلات الاجتماعية الواقعية، والهوايات، والنشاط البدني. يهدف الحظر إلى إعادة توجيه وقت الفراغ نحو الأنشطة التي تعزز الروابط الأسرية والاجتماعية المباشرة، والتي ثبت علمياً أنها أساسية لتكوين شبكة دعم عاطفي سليمة.
5. تقليل التعرض للمحتوى غير اللائق أو المتطرف: تُقدم خوارزميات التوصية محتوى ضاراً أو متطرفاً أو غير لائق جنسياً للأطفال والمراهقين، مما يؤثر على رؤيتهم للعالم وقيمهم. بفرض الحظر، تُجبر الشركات على اتخاذ إجراءات صارمة للتحقق من العمر، مما يقلل من تدفق هذا المحتوى الضار إلى الفئات العمرية غير المستعدة له نفسياً.














