3 علامات خفية لنقص الحديد يجب على كل امرأة معرفتها..برودة الأطراف

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

برودة الأطراف وتعب مُزمن: 3 علامات خفية لنقص الحديد يجب على كل امرأة معرفتها!

 

يُعد نقص الحديد (Iron Deficiency) أحد أكثر أنواع نقص المغذيات شيوعًا في العالم، ويُصيب النساء بَشكل خاص بَسبب عوامل فسيولوجية مُتعددة مثل الدورة الشهرية والحمل. على الرغم من أهمية الحديد الحيوية لِصحة الجسم، فِإن أعراض نقصه غالبًا ما تكون مُبهمة، مُتداخلة مع أعراض التعب والإرهاق اليومي الذي تُعاني منه الكثير من النساء، مما يُؤخر التشخيص ويُفاقم المشكلة. فِالحديد ضروري لِإنتاج الهيموجلوبين، البروتين المسؤول عن حمل الأكسجين في الدم إلى جميع أنسجة الجسم. عندما تنخفض مُستوياته، يُصبح الجسم مُحرومًا من الأكسجين الكافي، مما يُؤثر على وظائفه الكُلية.

دعنا نتعمق في 3 علامات رئيسية، غالبًا ما يتم تجاهلها أو تفسيرها بَشكل خاطئ، تُشير بَوضوح إلى احتمالية نقص الحديد عند النساء، ونُفصل الأسباب الكامنة وراء هذه الأعراض، ونُقدم دليلًا شاملًا لِطرق التشخيص والعلاج والوقاية لِضمان صحة وحيوية أفضل.


 

1. الحديد: عنصر حيوي لِجسم المرأة

 

يُعتبر الحديد عنصرًا غذائيًا أساسيًا لا يُمكن للجسم إنتاجه بَشكل ذاتي. دوره الرئيسي يتمثل في:

  • إنتاج الهيموجلوبين: وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء والذي يرتبط بَالأكسجين في الرئتين ويُحمله إلى الأنسجة والأعضاء في جميع أنحاء الجسم.
  • إنتاج الميوجلوبين: وهو بروتين مُشابه يُخزن الأكسجين في العضلات.
  • وظائف الإنزيمات: يُشارك الحديد في العديد من الإنزيمات الضرورية لِإنتاج الطاقة في الخلايا، ودعم وظيفة الجهاز المناعي، وتكوين بعض الهرمونات.

لماذا تُعد النساء أكثر عرضة لنقص الحديد؟

  • الدورة الشهرية (Menstruation): تُفقد النساء كميات مُختلفة من الحديد مع الدم أثناء الدورة الشهرية، خاصًة إذا كانت الدورة غزيرة.
  • الحمل (Pregnancy): تزداد حاجة الجسم للحديد بَشكل كبير أثناء الحمل لِدعم نمو الجنين وزيادة حجم الدم لدى الأم.
  • الرضاعة الطبيعية: تُزيد من مُتطلبات الحديد.
  • الأنظمة الغذائية النباتية: إذا لم يتم التخطيط لها بَشكل جيد، فقد لا تُوفر كميات كافية من الحديد الهيمي (Heme Iron) الأكثر امتصاصًا.
  • اضطرابات الامتصاص: بعض الحالات مثل مرض الاضطرابات الهضمية (Celiac Disease) أو مرض كرون (Crohn’s Disease) تُمكن أن تُعيق امتصاص الحديد.
  • نزيف داخلي: مثل قرحة المعدة أو نزيف الجهاز الهضمي (قد لا يكون واضحًا).

 

2. 3 علامات خفية ومُميزة لنقص الحديد عند النساء:

 

بَالإضافة إلى التعب الشديد وشحوب البشرة الذي يُعدان من الأعراض المعروفة، هناك علامات أُخرى قد تُشير إلى نقص الحديد:

  • أ. برودة اليدين والقدمين (Cold Hands and Feet):
    • لماذا؟ عندما يكون هناك نقص في الحديد، يُقل إنتاج الهيموجلوبين، وبالتالي لا يصل الأكسجين الكافي إلى أطراف الجسم. يُصبح الجسم أقل قدرة على تنظيم درجة حرارته.
    • المظهر: شعور مُستمر بَبرودة غير مُبررة في اليدين والقدمين، حتى في الأجواء الدافئة. قد تُلاحظين أن أطرافك تستغرق وقتًا أطول لِلتدفئة مُقارنة بَالآخرين.
  • ب. هشاشة الأظافر وسهولة تكسرها أو تشققها (Brittle Nails) وتغير شكلها (Koilonychia – Spoon Nails):
    • لماذا؟ يُؤثر نقص الحديد على صحة الأنسجة التي تتطلب إمدادًا جيدًا بَالأكسجين والمغذيات لِتنمو بَشكل سليم. الأظافر، كونها تتكون من بروتينات الكيراتين التي تحتاج إلى مغذيات مُناسبة، تتأثر بَشكل واضح.
    • المظهر: تُصبح الأظافر ضعيفة، سهلة الكسر، مُتشققة، وقد تُصبح مُقعرة أو على شكل “ملعقة” (Koilonychia) في الحالات الشديدة، وهي علامة قوية جدًا على نقص الحديد المُتقدم.
  • ج. ضعف الشهية أو الرغبة الشديدة في تناول أشياء غير غذائية (Pica):
    • لماذا؟ على الرغم من أن السبب الدقيق لِظاهرة “البيكا” في نقص الحديد غير مفهوم تمامًا، إلا أنه يُعتقد أنه مُرتبط بِحاجة الجسم لِبعض المعادن أو لِتعويض نقص بعض الإنزيمات.
    • المظهر: قد تُلاحظ المرأة انخفاضًا غير مُبرر في الشهية العامة للطعام. وفي بعض الحالات، قد تُعاني من رغبة قوية وغير عادية في تناول مواد غير غذائية مثل الثلج (Geophagia)، التراب (Pagophagia)، الطين، النشا، أو الطباشير. هذه الرغبة تختفي عادةً بَعد علاج نقص الحديد.

 

3. أعراض أُخرى شائعة لنقص الحديد (الفقر الدم الحديدي):

 

تُوجد علامات أُخرى تُشير إلى نقص الحديد، وقد تكون أكثر وضوحًا:

  • التعب الشديد والإرهاق المُزمن: وهو العرض الأكثر شيوعًا.
  • شحوب البشرة والأغشية المُخاطية: خاصًة داخل الجفون السفلية.
  • ضيق في التنفس: خاصًة عند بذل مجهود بسيط.
  • الدوخة أو الدوار.
  • صداع مُتكرر.
  • خفقان القلب (Palpitations).
  • ضعف التركيز.
  • تساقط الشعر.
  • جفاف الجلد.
  • التهاب أو تورم اللسان (Glossitis).
  • مُتلازمة تململ الساقين (Restless Legs Syndrome).
  • ضعف الجهاز المناعي: زيادة التعرض للعدوى.

 

4. تشخيص نقص الحديد: خطوة حاسمة نحو العلاج

 

إذا لاحظتِ أيًا من هذه العلامات، فِمن الضروري استشارة الطبيب لِلتشخيص الدقيق. يُعتبر تشخيص نقص الحديد بسيطًا نسبيًا ويُجرى عادةً بَواسطة:

  • فحص الدم الشامل (Complete Blood Count – CBC): لِتقييم مُستويات الهيموجلوبين والهيماتوكريت وحجم كريات الدم الحمراء.
  • فحص الفيريتين (Ferritin): هو بروتين يُخزن الحديد في الجسم. يُعتبر مُستوى الفيريتين في الدم أفضل مُؤشر على مخزون الحديد في الجسم. إذا كان مُنخفضًا، فِذلك يُشير إلى نقص الحديد حتى لو كانت مُستويات الهيموجلوبين لا تزال ضمن المعدل الطبيعي في البداية.
  • فحوصات أُخرى: قد يُجري الطبيب فحوصات إضافية لِتحديد سبب نقص الحديد، خاصًة إذا كان هناك شك في نزيف داخلي.

 

5. علاج نقص الحديد والوقاية منه: استعادة حيويتك

 

يعتمد العلاج على شدة النقص وِسببه، ويشمل غالبًا الآتي:

  • أ. مُكملات الحديد الغذائية:
    • يُوصي الطبيب عادةً بَتناول حبوب الحديد (Iron Supplements).
    • نصائح لتناول مُكملات الحديد:
      • مع فيتامين C: يُفضل تناول حبوب الحديد مع مصدر لِفيتامين C (مثل عصير البرتقال أو الفراولة) لِزيادة الامتصاص.
      • بعيدًا عن الكالسيوم وبعض الأدوية: تجنب تناول حبوب الحديد مع مُنتجات الألبان (الكالسيوم يُعيق الامتصاص) أو مُضادات الحموضة.
      • الآثار الجانبية: قد تُسبب حبوب الحديد بعض الآثار الجانبية مثل الإمساك، الغثيان، أو اضطراب في المعدة. يُمكن تناولها مع الطعام لِتقليل هذه الآثار، أو استشارة الطبيب لتغيير النوع أو الجرعة.
      • الاستمرارية: قد يستغرق العلاج بَضعة أشهر لِرفع مُستويات الحديد وِتجديد المخزون في الجسم.
  • ب. التغييرات الغذائية:
    • مصادر الحديد الهيمي (Heme Iron): تُوجد في المنتجات الحيوانية مثل اللحوم الحمراء (خاصًة الكبد)، الدواجن، والأسماك. يمتصه الجسم بَشكل أفضل.
    • مصادر الحديد غير الهيمي (Non-Heme Iron): تُوجد في المصادر النباتية مثل البقوليات (العدس، الفول)، السبانخ، الكينوا، المكسرات، والبذور. امتصاصه أقل، لكن يُمكن زيادته بَتناوله مع فيتامين C.
    • التخطيط الجيد للوجبات: ادمجي مصادر الحديد المختلفة في نظامك الغذائي اليومي.
  • ج. معالجة السبب الكامن:
    • إذا كان نقص الحديد ناتجًا عن نزيف داخلي أو حالة طبية أُخرى، فِإن علاج السبب الأصلي أمر حيوي.
  • د. المتابعة الدورية:
    • يجب إجراء فحوصات دم دورية لِمُراقبة مُستويات الحديد وِالتأكد من فعاليه العلاج.

 

الخلاصة: لا تُهملي إشارات جسدكِ.. الحديد هو مفتاح حيويتكِ

 

نقص الحديد عند النساء ليس مُجرد حالة بسيطة من التعب، بل هو حالة صحية يُمكن أن تُؤثر بَشكل كبير على جودة الحياة، وِتُسبب أعراضًا خفية تُعيق الأنشطة اليومية. فِبرودة اليدين والقدمين، هشاشة الأظافر، والرغبة الغريبة في تناول أشياء غير غذائية، هي إشارات قوية من جسدكِ تُطالب بَالمساعدة. إن الاستماع إلى هذه الإشارات، والتشخيص المُبكر، والعلاج المُناسب، تُمكن أن يُعيد لكِ حيويتكِ ونشاطكِ، لِتُصبحي قادرة على مواجهة تحديات الحياة بَكامل طاقتكِ وصحتكِ.