أحمد عزت .. نجم الوسية بعد غياب عن الساحة منذ أكثر من 30 عامًا.
أحمد عزت: وصلت لمرحلة الغرور وانا صغير.. والورق «بيجيلي» لحد باب البيت.
ابني كان سبب رجوعي للتمثيل بمشهد في مسلسل «قيد عائلي»
بدأت بأجر 35 جنيهًا.. وآخر أجر كان 150 جنيهًا في الحلقة
اشتريت بفلوس التمثيل كمبيوتر.. وأمى اشترت مكنسة بالكهربا.
محمد خضير
إن الوسيلة الوحيدة لاتخاذ القرار الصحيح هو الاعتراف بالقرار الخاطئ، وأشقى العذاب ألا ندري ما القرار، لأنه في لحظة القرار يتشكل المصير، فقرارات الأمس هي التى تحدد مستقبلنا.
وقد تكون ليست بالضرورة عن قناعة شخصية، فغالبًا ما نجد أنفسنا ملزمين باتخاذها، وهو الأمر الذي ينطبق على الفنان أحمد عزت الذي قرر فجأة ودون سابق إنذار، الابتعاد عن الساحة الفنية وهو في قمة النجومية، والتي لم تتح لأي من أبناء جيله في ذلك الوقت.
أحمد عزت الذي بدأ حياته الفنية وهو في عمر الـ3 سنوات عندما شارك الفنان عزت العلايلي مسلسل «عدالة الإسلام»، ثم توالت الأعمال الفنية مثل «ليالي الحلمية وبوجي وطمطم»، والتي امتدت لأكثر من 60 عملًا بين السينما والتليفزيون والمسرح على مدار عشر سنوات من عمره الفني.
والتي انتهت عند سن الـ13 عامًا عندما شارك في بطولة الحلقات الأولى من مسلسل «الوسية» بتجسيده شخصية «خليل حسن خليل» طفلًا، وحقق من خلالها شهرة واسعة في ذلك الوقت.
لم ينتبه عزت لهذه المسألة وتناسى النجاح والشهرة، وقرر أن يركز في دراسته ويتخذ المسار الصحيح، على حد قوله، ليعيش حياته وطفولته، ورغم إلحاح المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ في ذلك الوقت بألا يضحي بموهبته، فإنه كان قد اتخذ قراره بالابتعاد بسبب كثرة الضغوط والمسئولية وعدم شعوره بأنه لا يعيش طفولته، على حد قوله.
وبعد فترة غياب استمرت لأكثر من 30 عامًا، عاد عزت للوقوف أمام كاميرات التليفزيون بمشهد ضمن أحداث مسلسل «قيد عائلي» بترشيح من المخرج تامر حمزة؛ كخطوة ومبادرة منه للتواجد ولكن على استحياء؛ ليتحسس رد فعل الجمهور بعد طيلة هذه السنوات من النسيان، ثم توالت بعد ذلك الأعمال.
يؤكد عزت أنه عاد إلى الساحة بعد إلحاح من ابنه «سامر»، الذي يشبهه كثيرًا في مرحلة الطفولة وبعد أن شاهد له العديد من الأعمال المتميزة، وهو ما استدعى له ذكريات فنية تركت علامة واضحة عند جيل معين، واختفت عن أعين الجيل الجديد.
* وسألته.. هل كان القرار صعبًا في الانسحاب والابتعاد عن الساحة؟
بالتأكيد من القرارات الصعبة التي اتخذتها في حياتي، خاصة أنه جاء في قمة نجاحي بعد أن حققت شهرة وانتشارًا في سن صغيرة، وكان بعد عرض الوسية مباشرة عام 1991.
* ندمت بعد هذا القرار؟
على فترات.. وحاولت العودة ثانية للساحة ولكنني واجهت بعض المشاكل فقررت الابتعاد مرة أخرى.
* وما هي المشاكل؟
الجيل كله اختلف ووصلت لمرحلة عمرية جديدة اختلفت معها ملامحي، ولم يكن من السهل أن الناس تفتكرني فعانيت من صعوبة البدايات.
* إذًا لماذا كان قرار الابتعاد من الأساس؟
كان نفسي أحس إني طفل طبييعي.
* ورد فعل الأسرة؟
والدتي قالت لي «إنت ماشي كويس ومحقق نجاح وشهرة، لكن في النهاية إنت اللي هتحدد مستقبلك»، والغريب أن في هذه السن أسرتي كانت سايباني آخد القرارات بنفسي وعندما شعروا بالضغط والإجهاد تركوا لي حرية الاختيار، خاصة أنني في هذه الفترة بالتحديد اكتشفت إني «مكنتش عايش طفولتي» وتعبت من الأوردرات والتصوير طول اليوم، وكانت لدي مميزات لم أدرك حجمها، فقلت لأمي «مش عايز أكمل» لأن التمثيل في الوقت ده كان حمل كبير على طفل صغير.
* الشهرة حققت لك إيه؟
أنا شايف إنها ضرتني، لأني كطفل لم أتأسس دراسيًا بالشكل المطلوب وكنت باعدي من الامتحانات، والغياب بيتشال بجرة قلم مجاملة ليا، كنت بتعامل معاملة النجوم الكبار، وكانت ليا «أوضتي» الخاصة بي والورق بيجيلي لحد البيت، وأعتقد أنها عوامل ضرر واتظلمت بسبب الشهرة.
* كيف كنت تتعامل مع أصدقائك وزملاء الدراسة؟
كنت بتعامل بتعال وغرور في بعض الأحيان على المعجبين، يمكن بسبب إني كنت أوقات كتير أتعرض لبعض التنمر من أقراني في الدراسة، احتمال بسبب غيرتهم أو من الامتيازات اللي باخدها في المدرسة وانا عاذرهم، فأنا مثلًا كنت بخبط على مكتب مدير المدرسة وأقوله أنا ماشي عشان عندي تصوير.
* وبالنسبة للمنافسة بينك وبين أبناء جيلك من الأطفال؟
إحنا كجيل كنا متميزين وموهوبين وبيتكتب لنا الورق، لأن المخرجين والكتاب بيحددوا تواجد الطفل على الشاشة، وتكون المساحة الأكبر للنجم الأوحد مقارنة بالماضي، وعلى الرغم من نجاحنا إلا أننا كنا مصنفين، وكل طفل بيلعب فى منطقة معينة، فأنا أخدت سكة الدراما، وكنت نجمًا فيها، ووسام حمدى وأحمد عقل السينما، وعمري ما فكرت أنا ليه خدت هذا الدور وليه ماخدتش الدور اللي خده فلان.
* كنت بتقيم نفسك إزاي؟
أنا عمري ما فكرت أتفرج على نفسي أو أقيمها لأني كنت محروم من طفولتي وكان كل هدفي إني ألعب في وقت عدم وجود أوردرات، والمشكلة إني كنت في زمن النحت، وطول الوقت كنت بشتغل ومثلت في حاجات كتيرة مش فاكرها، وبالصدفة كنت باتفرج على مسلسل «الطاحونة» استغربت إني مثلت وشاركت فيه.
* فاكر أول أجر لك؟
طبعًا.. كان 35 جنيه، وأجري في آخر عمل «الوسية» كان 150 جنيه في الحلقة، وكان ده أعلى شريحة لطفل وقتها.
* كنت بتتفق على أوردرات التصوير إزاي؟
والدتي هي اللي كانت بتتفق على كل التفاصيل.
* كنت بتاخد مصروفك منها؟
كأطفال لم نسع وراء الفلوس لأن الريال كان بيوديني المدرسة ويرجعني، وكل الفلوس كانت بتتصرف على مظهري وكنت بالبس أغلى وأحسن لبس بحكم إني كنت مشهور والعين عليا في هذه الفترة ومن صغرى وأنا متحمل مسئولية نفسي.
* فاكر أول حاجة اشتريتها من فلوس التمثيل؟
كان كمبيوتر صخر، بعد مسلسل «دمعة على خد القمر»، وأمي اشترت مكنسة بالكهربا.
* ابنك كان سبب قرار عودتك للتمثيل فكيف واجهت الكاميرات في
أول يوم تصوير؟
بالفعل سامر هو اللي شجعنى إني أرجع تاني وكان دايمًا يقولي إن الناس لما بتشوفني في الشارع بتقولي كان فيه واحد شبهك كان بيمثل وهو صغير، فطلب مني أجرب مرة تانية!
وأنا تربطني علاقة صداقة بالمخرج تامر حمزة فطلبت منه إذا أتيحت الفرصة ألا ينساني وبعد عدة محاولات أرسلت له رسالة قلت له فيه أمل ولا أمل ماتت؟، فرد سريعًا ابعتلي صورتك حالًا، فأرسلت له صورة قديمة فقال لي صورة حديثة، فأرسلت له صورة بالبيچاما وأنا في البيت فكلمني وحكى لي المشهد في التليفون ورحت التصوير وواجهت الكاميرا تاني بعد غياب سنين وشعرت باختلاف في التكنيك عن زمان، وكنت خايف من البلاتوه بسبب إن الناس مش عارفاني وكانت بتسألني وتقولي إنت مين؟
*صورت المشهد مجاملة ولّا بفلوس؟
طبعًا بفلوس ولكنها بسيطة وهدفي العودة وليست الماديات.
* ابنك عنده موهبة التمثيل؟
بصراحة لحد دلوقتى مش شايف فيه الموهبة، لكن لو حصل وبدأت تظهر عليه الموهبة لو وقف على شعر راسه مش هخليه يسيب التمثيل ويكمل مشواره بجانب دراسته.