الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الست من شوال
من ناحية أخري رد المجمع هل يجوز الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الست من شوال؟ بالقول: اختلف الفقهاء في هذه المسألة
على ثلاثة أقوال؛ القول الأول: يرى أصحابه أن الجمع بين نية صيام الست من شوال ونية قضاء رمضان يصح عن أحدهما لا عن كليهما.
وهو مذهب الحنفية، وإن اختلفوا إن صام جامعًا بين النيتين عن أيهما يقع .
فعند أبي يوسف يصح عن قضاء رمضان؛ لأنه فرض، وعند محمد يصح عن الست، يعني يقع عن النفل، ولا يصح عن القضاء
وساق أبي يوسف عديدا من الأدلة منها : أن نية الفرض محتاج إليها، ونية النفل غير محتاج إليها، فاعتبر ما يحتاج إليها، وبطل ما
لا يحتاج إليها ودليل محمد: أن بين نية النفل ونية الفرض تنافيًا فيصير متطوعا؛ لأنه لم يبطل أصل النية، وأصل النية يكفي للتطوع.
أما القول الثاني: يرى أصحابه صحة الصوم عن الفرض والنفل في حالة الجمع بينهما. وهو مذهب المالكية كما في المدونة، وأكثر
الشافعية، والرواية المعتمدة عند الحنابلة، جاء في المدونة: “في صيام قضاء رمضان في عشر ذي الحجة، وأيام التشريق، قلت: ما
قول مالك أيقضي الرجل رمضان في العشر؟ فقال: نعم. قلت: وهو قول مالك؟ قال: نعم”. وفي شرح التنبيه للحافظ السيوطي: من
فتاوي البارزي فإنه قال: “لو صام في يوم عرفة مثلًا قضاء أو كفارة أو نذرًا ونوى معه الصوم عن عرفة صح وحصلا معا، وكذا إن أطلق”.
ودلل علي صحة هذا القول: ما روي عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: “ما أیام أحب إلىّ أن
أقضي فيها شهر رمضان من هذه الأيام لعشر ذي الحجة”. فدل الأثر على جواز تشريك النية بين الفرض والنفل.