نحن أحفاد الفراعنة ولنا أن نفتخر بمصريتنا.
قبل أن يطوي العام آخر أيامه ومع اقترابنا من بداية سنة جديدة، فإنني اعتدت في كل عام أن أتوقف لأتأمل ما حولي، وأن أرصد أهم الأحداث التي مرّت بنا على المستوى العام، وأهمها أيضًا على المستوى الشخصي.
فقبل أن ينتهي العام كان العالم ينظر إلينا بانبهار شديد، وتشاهد كل الدول على الهواء أمجاد أجدادنا الفراعنة، ويتابع معنا العالم على الهواء مباشرة احتفالاً أسطورياً، بافتتاح طريق الكباش بمحافظة الأقصر، الذي يعود تاريخه إلى 3400 سنة، واستطاعت مصر أن تبهر العالم من خلال تقديم احتفال لا مثيل له بين آثار الفراعنة العظيمة، مصحوبة بعروض واستعراضات فنية رائعة، شارك فيها فنانون رائعون ومجاميع على أعلى مستوى من الإبهار التقني، مما يعد دليلاً على انطلاق دولة كبرى بآثارها وبحاضرها المشرف.
كما شهدت القاهرة خلال هذا العام قبل ذلك تطوير ميدان التحرير.
ويجري العمل على قدم وساق للانتهاء من العاصمة الإدارية، ومن استكمال بناء مدينة العلمين، ومن استكمال شبكة طرق عملاقة على أحدث مواصفات عالمية، ستفيد في ربط المدن المصرية، وإعدادها للمستقبل، وتوسيع الطرق في القاهرة، لتخفيف الزحام والتكدس الحالي، كما يجري العمل لتجميل وجهها. وتم نقل سكان عدة مناطق عشوائية كانت تشكّل خطورة للمقيمين والمتكدسين فيها فتم نقلهم إلى مناطق جديدة وإسكان حديث صحي ومريح.
كما تم بناء واستكمال شبكه مترو الأنفاق، لتخفيف الزحام عن الشوارع وربط الأحياء ببعضها بعضاً، وحل مشكلة تكدس وزحام المواصلات الحالي.
وأعود أيضاً إلى حدثين يعدان دليلاً على أن مصر هي قبلة الفن الرفيع والحديث، وقلعة الثقافة العربية وحارسة الفنون الراقية، وأقصد بالحدثين الكبيرين اللذين شاهدتهما هما مهرجان الموسيقى العربية الـ 30، الذي استمرت حفلاته كل ليلة على مدار 15 يوماً بمسرح النافورة الكبير المفتوح والرائع بدار الأوبرا المصرية، الذي قد بني خصيصاً للمهرجان مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية، للحماية من جائحة كورونا.
أيضاً سعدت بحضور افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 43 بدار الأوبرا المصرية، ولفت انتباهي تطور المهرجان هذا العام، وتقديم عدد من الأفلام العالمية والعربية الجديدة، وإقامة ندوات فنية وثقافية ناجحة حول فن السينما، وستظل القاهرة بهذا المهرجان العالمي قلعة السينما الحديثة وقبلة الفنون العالمية.
كما شهدت حدثاً مهماً للمصريين المتميزين في الخارج من خلال مؤتمر أقامته الوزيرة المتميزة نبيلة مكرم، لتقديم مقترحات لدفع الصناعة المصرية، وتذليل عقبات الاستثمار، كما شاركت في مائدة مستمرة معها مع عدد من الإعلاميين البارزين لإطلاق برنامج طموح لربط المصريين في الخارج بلغتهم العربية، اتكلم عربي، للأطفال والنشء من الجيل الرابع من المهاجرين المصريين في الخارج، ومن الأجيال الجديدة من أطفال المهاجرين المصريين في الخارج.
كذلك هناك حدث ثقافي وفني وإنساني مهم أقيم، وهو ملتقى أولادنا لذوي القدرات الخاصة، الذي أقيم على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية بحضور عدد من الوزراء، وقدمت فيه عروض استعراضية للأطفال وللنشء من ذوي القدرات الخاصة، فأبرزت مواهبهم الفنية المتميزة.
وأيضاً لا بد من أن أذكر حدثاً أسطوريا تاريخياً شهدته شوارع القاهرة، وأبهر العالم أيضًا، وقامت بتغطيته الصحافة والإعلام الدولي، وأقصد به الاحتفال بموكب المومياوات الملكية، الذي بدأ بالمتحف المصري وميدان التحرير، ليصل إلى متحف الحضارة بقلب القاهرة، الذي كان في استقباله الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ليؤكد للعالم أنه الحامي الشجاع لتراث مصر العظيم من آثارها العظيمة وحضاراتها العبقرية التي سبقت العالم في كل شيء، وكان بها ملكات وملوك تركوا وبنوا وقدموا للعالم أعظم آثار عرفتها البشرية، ولا تزال مصر تكتشف آثاراً في كل يوم، وتقدمها للعالم في أروع صوره من خلال الاحتفال بها بشكل مبهر، وفي عمل دؤوب لوزير الآثار والسياحة خالد العناني وفريقه المتميز في ملحمة عمل متواصلة، الذي شهدت مصر معه احتفالات مبهرة أسطورية لم تحدث من قبل، وشهد بها العالم ولا يزالون يقدمون جهداً وفكراً وعملاً متواصلاً في كل الاتجاهات المتعلقة بالآثار والسياحة.
وقبل أن ينتهي عام 2021 ونبدأ عاماً جديداً، أقول إننا بهذه الأحداث المبهرة التي حدثت على أيدي المصريين وبدعم من رئيسنا المحبوب فإن لنا أن نفخر بمصريتنا، ونفخر بأننا أحفاد الفراعنة الذين سبقوا العالم، الذين سنظل نتباهى بأنهم أجدادنا العظام، دائماً وأبداً.
ودمت لنا يا مصر جميلة ومتقدمة وعريقة ومستنيرة وحديثة، مصر التاريخ والحاضر والمستقبل، الذي نحلم به مشرقاً ومشرفاً، وكل سنة والمصريين بخير مع احتفالات الكريسماس ورأس السنة الجديدة، وكل عام وقرائنا في مجلة لايف بألف خير مع السنة الجديدة، التي ندخلها بكثير من التفاؤل والأمل والبهجة.