تعزيز صحة القلب: مكملات غذائية قد تُساعد في خفض الكوليسترول المرتفع
يُعتبر ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم أحد عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب، ويُعد التحكم فيه أولوية صحية للعديد من الأفراد. ورغم أن نمط الحياة الصحي، بما في ذلك النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني، هو الأساس، إلا أن بعض المكملات الغذائية قد تُقدم دعمًا إضافيًا لجهود خفض الكوليسترول. تُشير الأبحاث العلمية إلى أن هذه المكملات، عند استخدامها بحكمة وتحت إشراف طبي، يُمكن أن تُساعد في تحسين مستويات الكوليسترول وحماية صحة القلب.
المكملات الغذائية: ليست علاجًا بديلاً
من المهم التأكيد على أن المكملات الغذائية ليست بديلاً عن الأدوية الموصوفة لعلاج ارتفاع الكوليسترول، ولا تُغني عن استشارة الطبيب. هي تُعد أداة مساعدة يُمكن إدراجها في الخطة العلاجية المتكاملة التي تُحددها الطبيب المُعالج. قبل البدء في تناول أي مكمل، يجب استشارة الطبيب لتجنب أي تفاعلات محتملة مع الأدوية أو حالات صحية أخرى.
مكملات غذائية واعدة في خفض الكوليسترول
تُظهر العديد من المكملات نتائج إيجابية في الأبحاث المتعلقة بخفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) ورفع الكوليسترول الجيد (HDL).
1. الألياف القابلة للذوبان (Soluble Fiber):
- الدور: تُعتبر الألياف القابلة للذوبان من أقوى المكملات الطبيعية لخفض الكوليسترول. عندما تصل إلى الأمعاء، تُشكل مادة هلامية تُلتصق بالكوليسترول والدهون وتمنع امتصاصها في مجرى الدم، مما يُجبر الجسم على التخلص منها.
- مصادر: تُوجد في قشور السيليوم (Psyllium Husk)، ودقيق الشوفان، والشعير، والبقوليات.
- الجرعة: تُشير الدراسات إلى أن تناول 5-10 جرامات من الألياف القابلة للذوبان يوميًا يُمكن أن يُخفض الكوليسترول الضار.
2. زيت السمك (Fish Oil) وأحماض أوميجا 3:
- الدور: يُعد زيت السمك مصدرًا غنيًا بأحماض أوميجا 3 الدهنية (EPA و DHA)، التي تُساعد على خفض مستويات الدهون الثلاثية بشكل كبير، وهي نوع من الدهون يُؤثر سلبًا على صحة القلب. كما تُساعد أوميجا 3 على تقليل الالتهابات وتحسين وظائف الأوعية الدموية.
- مصادر: الأسماك الدهنية مثل السلمون، السردين، والتونة، بالإضافة إلى مكملات زيت السمك وزيت الطحالب (للنباتيين).
- الجرعة: تُوصي جمعية القلب الأمريكية بجرعة 1000 ملليجرام يوميًا من EPA و DHA للبالغين الأصحاء، وقد تُوصف جرعات أعلى (تحت إشراف طبي) لمن يُعانون من ارتفاع في الدهون الثلاثية.
3. النياسين (فيتامين ب3):
- الدور: يُستخدم النياسين، خاصة في جرعاته العلاجية العالية، لرفع مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، وهو أمر حيوي لصحة القلب. كما يُساعد في خفض الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية.
- مصادر: الدواجن، الأسماك، الكبد، والحبوب الكاملة.
- الجرعة: تُستخدم جرعات عالية من النياسين (من 500 إلى 2000 ملليجرام يوميًا) لعلاج ارتفاع الكوليسترول، ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي لتجنب الآثار الجانبية مثل احمرار الجلد (Flushing) وتلف الكبد.
4. مستخلص الثوم (Garlic Extract):
- الدور: تُظهر العديد من الأبحاث أن الثوم، وخاصة مستخلصه، يُمكن أن يُساهم في خفض مستويات الكوليسترول الكلي والضار بشكل طفيف، بالإضافة إلى خصائصه المضادة للأكسدة.
- مصادر: الثوم الطازج أو مكملات مستخلص الثوم.
- الجرعة: تختلف الجرعات الموصى بها، ولكن الدراسات تُشير إلى أن تناول 600-1200 ملليجرام يوميًا يُمكن أن يُقدم فوائد.
5. ستانولات وستيرولات النبات (Plant Sterols and Stanols):
- الدور: تُشبه هذه المركبات الكوليسترول في تركيبتها، وعند تناولها، تُتنافس معه على الامتصاص في الأمعاء. هذا التنافس يُقلل من كمية الكوليسترول التي يمتصها الجسم، مما يُؤدي إلى خفض مستوياته في الدم.
- مصادر: تُضاف إلى بعض الأطعمة المدعمة مثل المارغرين والزبادي.
- الجرعة: يُمكن أن يُخفض تناول 2 جرام يوميًا من هذه المركبات الكوليسترول الضار بنسبة تصل إلى 10%.
نصائح هامة قبل تناول المكملات
- استشارة طبية: لا تُبدأ أي نظام مكملات غذائية دون استشارة الطبيب، خاصة إذا كنت تُعاني من أمراض مزمنة أو تتناول أدوية أخرى.
- الجرعات الصحيحة: الالتزام بالجرعات الموصى بها أمر بالغ الأهمية لتجنب الآثار الجانبية.
- نمط حياة صحي: لا تُعتمد على المكملات وحدها. النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني هما حجر الزاوية في أي خطة للتحكم في الكوليسترول.
خاتمة
يُمكن أن تُشكل المكملات الغذائية أداة قوية في معركتك ضد ارتفاع الكوليسترول، ولكنها ليست الحل الكامل. من خلال دمجها بشكل واعٍ في خطة علاجية شاملة، تحت إشراف طبي، يُمكنك تعزيز صحة قلبك وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب. إن الوقاية هي استثمار في صحتك المستقبلية، وكل خطوة تُتخذ في هذا الاتجاه تُحقق فرقًا كبيرًا.













