مكملات غذائية قد تُساعد في الوقاية من سرطان القولون..دفاعات الجسم

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

تعزيز دفاعات الجسم: مكملات غذائية قد تُساعد في الوقاية من سرطان القولون

 

مع تزايد الوعي بأهمية الوقاية من الأمراض المزمنة، يُصبح البحث عن طرق لتعزيز صحة الجسم أمرًا حيويًا. وبالنسبة لـ سرطان القولون والمستقيم، الذي يُعد ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعًا على مستوى العالم، تُشير الأبحاث إلى أن بعض المكملات الغذائية قد تُقدم دعمًا إضافيًا لجهود الوقاية، بجانب نمط الحياة الصحي. ومع أن هذه المكملات ليست بديلاً عن الفحوصات الدورية أو التوصيات الطبية، إلا أنها قد تُساهم في تقليل المخاطر وتحسين الصحة العامة للقولون.


 

هل المكملات هي الحل السحري؟

 

قبل الغوص في تفاصيل المكملات، من المهم التأكيد على أن الوقاية من سرطان القولون هي عملية شاملة تتضمن نظامًا غذائيًا متوازنًا، نشاطًا بدنيًا منتظمًا، الحفاظ على وزن صحي، والابتعاد عن التدخين والكحول. المكملات الغذائية تُعد أداة مساعدة، وليست علاجًا أو بديلاً عن هذه العوامل الأساسية. يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء في تناول أي مكملات، خاصة إذا كنت تُعاني من حالات صحية أخرى أو تتناول أدوية.


 

مكملات غذائية واعدة في الوقاية من سرطان القولون

 

تُشير الدراسات إلى أن بعض الفيتامينات والمعادن والألياف يُمكن أن تُؤثر بشكل إيجابي على صحة القولون وتقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون.

 

1. فيتامين د (Vitamin D):

 

  • الدور: يلعب فيتامين د دورًا حاسمًا في تنظيم نمو الخلايا وتمايزها، ويُعتقد أن له خصائص مضادة للالتهاب ومُقاومة للسرطان. تُشير بعض الأبحاث إلى أن المستويات الكافية من فيتامين د تُقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون، وتُحسن من نتائج العلاج في بعض الحالات.
  • مصادر: التعرض لأشعة الشمس، الأسماك الدهنية (السلمون، التونة)، الأطعمة المدعمة، والمكملات الغذائية.
  • الجرعة: تُعتمد الجرعة على مستوى النقص، ولكن الجرعة اليومية الموصى بها تتراوح بين 600-800 وحدة دولية، وقد تُوصى بجرعات أعلى (تحت إشراف طبي) لمن يُعانون من نقص حاد.

 

2. الكالسيوم (Calcium):

 

  • الدور: الكالسيوم لا يُفيد العظام فقط، بل يُمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون من خلال الارتباط ببعض الأحماض الصفراوية والدهون في الأمعاء، مما يُقلل من تأثيرها المسرطن على بطانة القولون.
  • مصادر: منتجات الألبان، الخضروات الورقية الخضراء، الأطعمة المدعمة، والمكملات الغذائية.
  • الجرعة: الجرعة الموصى بها للبالغين تتراوح بين 1000-1200 ملليجرام يوميًا، عادةً ما تُؤخذ مع فيتامين د لتعزيز الامتصاص.

 

3. الألياف الغذائية (Dietary Fiber):

 

  • الدور: الألياف هي عماد صحة القولون. تُساعد على زيادة حجم البراز، تُسهل حركته عبر الأمعاء، وتُقلل من وقت ملامسة المواد الضارة لجدران القولون. كما أن الألياف القابلة للذوبان تُفرز أحماض دهنية قصيرة السلسلة (مثل البيوتيرات) التي تُعرف بخصائصها المضادة للسرطان.
  • مصادر: الحبوب الكاملة (الشوفان، الأرز البني)، البقوليات (العدس، الفول)، الفواكه والخضروات بأنواعها.
  • الجرعة: تُوصي معظم الهيئات الصحية بتناول 25-38 جرامًا من الألياف يوميًا للبالغين، وهو ما يُمكن تحقيقه عادةً من خلال نظام غذائي غني بالنباتات، وقد تُستخدم مكملات الألياف (مثل قشور السيليوم) عند الحاجة.

 

4. البروبيوتيك والبريبيوتيك (Probiotics & Prebiotics):

 

  • الدور: تُعزز هذه المكملات صحة ميكروبيوم الأمعاء، وهو مجتمع البكتيريا النافعة. يُمكن للميكروبيوم الصحي أن يُقلل الالتهاب، يُنتج مركبات مُفيدة (مثل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة)، ويُقلل من نمو البكتيريا الضارة التي قد تُساهم في تطور السرطان.
  • مصادر:
    • البروبيوتيك: الزبادي، الكفير، المخللات المخمرة طبيعيًا.
    • البريبيوتيك: الثوم، البصل، الهليون، الموز، الشوفان.
  • الجرعة: تُوجد البروبيوتيك والبريبيوتيك في شكل مكملات غذائية بجرعات وتركيبات مختلفة، ويُفضل استشارة أخصائي التغذية أو الطبيب لتحديد النوع والجرعة المناسبة.

 

اعتبارات مهمة قبل تناول المكملات

 

  • ليست بديلاً عن الطعام الصحي: يجب أن تُكمل المكملات نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا، وليس أن تُحل محله.
  • الجرعات: الالتزام بالجرعات الموصى بها أمر بالغ الأهمية. الجرعات الزائدة من بعض الفيتامينات والمعادن يُمكن أن تُسبب آثارًا جانبية خطيرة.
  • التفاعلات الدوائية: بعض المكملات قد تتفاعل مع الأدوية التي تُتناولها، مما يُقلل من فعاليتها أو يزيد من آثارها الجانبية.
  • الاستشارة الطبية: دائمًا استشر طبيبك أو أخصائي التغذية قبل البدء في أي نظام مكملات جديد، خاصة إذا كان لديك تاريخ عائلي لسرطان القولون أو أي حالات صحية أخرى.

 

خاتمة

 

في سعينا للوقاية من سرطان القولون، تُقدم المكملات الغذائية بارقة أمل إضافية. ومع أن نمط الحياة الصحي والفحوصات الدورية يظلان الركيزة الأساسية، فإن دمج فيتامين د، الكالسيوم، الألياف، والبروبيوتيك في نظامك الغذائي، تحت إشراف طبي، قد يُعزز من دفاعات جسمك ويُقلل من المخاطر. تذكر، الوقاية هي استثمار في صحتك المستقبلية.