مصر.. إلى أين؟

لايت نيوز

0:00

مصر.. إلى أين؟

بقلم: أ. د. عمروبسطويسي

ندركُ جميعاً حجم ذلك التلاطم السياسي والتخبُّط المجتمعي والاضطراب الأمني الذي نال المنطقة العربية، فيما يُسمى بالربيع العربي. هذه الفوضى بدأت مع سقوط بغداد فى ٢٠٠٣، ثم تفاقمت في دول المنطقة إلى أن طالت مصر مع بداية أحداث ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، ولم يكن سقوط مصر في خِضَم هذا إلا الجائزة الكبرى والحلم الأعظم لأعداء الوطن، الذي لم يتحقق.

ومع مرور نحو الثمانية عشر عاماً على احتلال بغداد وما يزيد على السنوات العشر على أحداث يناير ٢٠١١، وما تلى ذلك من موجات من الاضطراب المجتمعي والسياسي والأمني، حتى جاءت ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ لتوقف ذلك المَد الأسود ولتُجَمِّد ذلك الانحدار إلى الأسفل، ولتُرمم أيادي الرجال من الشعب والجيش والشرطة والساهرين على أمن الوطن ما أفسدته أيادي العابثين، ولتطهر سواعدهم ثرى الوطن مما أفرزته قلوب الخونة والطامعين.

وبعد كل ما مررنا به من معاناة وصراع وكبواتٍ ثم نصرٍ ونهوض وصحوةٍ وصعود، وفى ظل أحداث ما زالت تعصف بدول جارة وشقيقة حتى اللحظة نجد أنه من الطبيعي أن نتساءل اليوم، إلى أين تذهب مصر؟

وللإجابة عن هذا السؤال بصدق يجب علينا إدراك العديد من المعطيات والحقائق الملموسة على أرض الواقع السياسي والأمني والاقتصادي المصري.

والمؤكد أن تلك المعطيات والحقائق لن تستوعبها سطور هذا المقال لكثرتها وتعدد مجالاتها، لكن نذكر منها ما جرى إنجازه مصرياً فى الملف الأمني ونجاح مصر في القضاء على الإرهاب بشكلٍ كبير.

وكذلك تجفيف منابعه ومصادر تمويله والتحكم فى رؤوسه وأطرافه ومفاصله حين تحكمت القبضة المصرية فى أطراف المؤامرة وأجهضتها، مما كان له الأثر الكبير في تحرك مصر لتحقق التطوير فى مجالاتٍ عِدة، منها الإصلاح الاقتصادي الذي حقق طفرة لم تتوقعها أكبر المؤسسات الاقتصادية العالمية، الذي لم يتوقف حتى فى ظروف وباء كورونا.

ومنها أيضاً ذلك التطور الرهيب في تحسين البنية التحتية من طرقٍ وكباري وأنفاق ومدنٍ جديدة ومنشآت نوعية فى كل المجالات، وكذلك العديد من مشاريع الثروة الزراعية والسمكية والحيوانية.

والمُتمعن فى الشأن المصري يدرك ما أنجزته مصر في مجال الطاقة، حيث تحولت إلى مركز رائد فى إنتاج وتصدير الطاقة التقليدية، وكذلك الطاقة النظيفة من الرياح والطاقة الشمسية.

والمتابع للإنجازات المصرية يلمس بسهولة اتجاه الدولةِ إلى رقمنة الخدمات والأنظمة وتحديثها وتسهيلها في كل الوزارات والهيئات، التي ستظهر نتائجها أكثر وضوحاً عندما تنتقل الإدارات والوزارات إلى مواقعها الجديدة بالعاصمة الإدارية، لتتبوأ مكانها الذي تستحقه في خارطة العالم المتقدم.

هذا النجاح كله لم يكن ليجد طريقه إلى النور إلا في ظل جيش قوي يحمى المنجزات ويخلق الأمن الذي تزدهر به الأوطان فكان تحديث وتطوير منظومة التسليح والتدريب وإنشاء القواعد والمطارات والموانئ العسكرية الحديثة، حتى أصبحت التدريبات المشتركة مع الجيش المصري هدفا وحلما لدول العالم الصديقة كي ترتقي بمستوى أداء جيوشها إلهاماً بما يرونه من مستوى عالٍ في أداء جيش مصر العظيم.

ولم تنس القيادة المصرية في خضم كل هذا العمل الضخم الشِق الإنساني والمجتمعي، فكرست الجهود لتحسين حياة المواطن بعديد من المبادرات الرئاسية الصحية وإزالة العشوائيات وإحلالها بتجمعات سكنية حضارية تحترم حق المواطن في الحياة.

وعلى الصعيد الدولي نجد كيف استعادت مكانتها بين دول العالم، وكيف تبوأت مقعدها بين الكبار لما رآه العالم من حِنكة سياسية وحكمة فى اتخاذ القرار وقوة في تنفيذ السياسات ودبلوماسية في التعامل مع أصعب الظروف وهدوء عند الشدائد وقدرة على استيعاب الأحداث وعمق في قراءة ما يحدث من حولنا.

فيا أهل مصر، اسجدوا لله واحمدوه حمداً كثيراً على ما أنعم به على مصركم وحافظوا على ما آتاكم من خيرٍ ونِعَم.

يا أهل مصر، افتحوا أعينكم وزودوا عن وطنكم، ولا تجعلوا للأعداء والخونة إليكم سبيلاً. ولكل من يسأل “إلى أين تذهب مصرُنا؟” سيجد الإجابة تخرج عليه في هدوءٍ ووقار. مصر ترسم ملامحَ تاريخِها الحديث.

مصر تكتب فصلاً جديداً في تاريخ الحضارة البشرية، مصر تنطلق إلى الأمام وتصعد إلى العُلا، مصر تسطع نجومها وتستعيد مجدَها.

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر