مريض الاكتئاب .. ما الذي يدفعه إلى الانتحار؟
تختلف قدرة البشرة في مواجهة الاكتئاب وفقًا للنوع والعمر والخلفية المعرفية والتكوين النفسي للشخص، ومع ذلك يعتبر الاكتئاب من الأمراض النفسية التي تحتاج إلى علاج نفسي ودوائي من أجل القضاء عليه لأن تركه دون تدخل أو علاج يطيل من مدته ويصعب من مرحلة العلاج ويتسبب في الكثير من الأضرار النفسية والجسدية للشخص من خلاله تفكيره في التخلص من حياته.
نستعرض في السطور التالية الأسباب التي تدفع المريض النفسي للانتحار، ومراحله المتقدمة.
لماذا يؤدي الاكتئاب إلى التفكير في الانتحار؟
وفي سياق متصل، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن خطورة مرض الاكتئاب تكمن في أنه قد يدفع المريض إلى الانتحار، مشيراً إلى خطورة نوعيه الوجداني والتفاعلي.
وأضاف فرويز، أن المريض يبدأ تدريجيًا في فقدان الشغف في الحياة، ومن ثم يعاني من وجود اضطرابات في النوم، فضلاً عن فقدان التركيز والانتباه، كل ذلك يدفعه إلى الرفض التام للحياة، مؤكدًا أن المريض ينظر إلى الموت والتخلص من الحياة على أنه القرار الصائب.
وأوضح استشاري الطب النفسي، أنه فيما يتعلق بالاكتئاب التفاعلي فإنه يحدث نتيجة الضغوط الاجتماعية أو العاطفية أو عند التعرض إلى مرض معين، فعندها يشعر المريض بأن الموت هو الخيار الأفضل.
ويقول الدكتور محمود أبو العزايم، استشاري الطب النفسي، إن الاكتئاب من الأمراض النفسية التي تؤثر على الحالة المزاجية للإنسان، مشيراً إلى أنه من الأمراض الشائعة حيث يمثل ما يقرب من 8 إلى 10% من السكان في العالم.
ويتابع أبوالعزايم، أن خطورة الاكتئاب تمتد لتصل إلى تفكير الإنسان في الانتحار بل وحدوث ذلك بالفعل في الحالات الجسيمة من المرض، مضيفًا أن الكثيرين يظنون أن الاكتئاب ما هو إلا حالة من الحزن وضعف الشخصية، ولكنه غير ذلك، فهو اضطراب نفسي، يستدعي زيارة أخصائي الصحة النفسية، للسيطرة على أعراضه، التي قد تدفع المريض للانتحار في بعض الأحيان.
أعراض الاكتئاب
ويؤكد استشاري الطب النفسي، أن مرض الاكتئاب قد تصاحبه بعض الأعراض النفسية المزعجة، لافتًا إلى الشعور بالحزن الشديد، التفكير السلبي، الاحساس الدائم بالقلق، اضطرابات في النوم، والرغبة في البكاء.
ويشير أبوالعزايم، إلى أن الاكتئاب يسبب عددًا من الأعراض الجسدية التي تشمل الصداع، ومشكلات المعدة، والتعب العام بالجسم دون سبب جسدي واضح.
ويوضح أبوالعزايم، أن للاكتئاب درجات لكن في الغالب تتجه الاُسُر إلى علاجه في الفترات المبكرة موجهًا بضرورة الدخول إلى المصحة في حالة التفكير في إيذاء النفس أو الغير من أجل تنظيم العلاج وتجاوز مدة النوبة المرضية للحفاظ على المريض وأهله، حيث يتم صرف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب أو إضافة بعض الجلسات النفسية.