في عالم السينما، هناك أدوار تظل عالقة في أذهان الجمهور ليس فقط بسبب الأداء المميز، بل لأنها تلامس جوانب إنسانية عميقة. هذا ما يجسده الفنان القدير محمد ثروت في شخصية “أبو علي”، بطل الملاكمة الذي يلقبه الجمهور بـ “روكي الغلابة”، في فيلمه الجديد. يكشف ثروت عن كواليس هذا الدور، مؤكداً أنه ليس مجرد قصة رياضية، بل هو رحلة إنسانية مليئة بالتحدي والأمل.
يقول الفنان محمد ثروت إن اختيار هذا الدور جاء من قناعة تامة بأن السينما يجب أن تكون مرآة تعكس واقع المجتمع بكل تفاصيله، وأنها أداة قوية لتقديم قصص ملهمة. شخصية “أبو علي” ليست مجرد ملاكم يسعى للفوز ببطولة، بل هو رمز لكل إنسان بسيط يكافح من أجل تحقيق أحلامه في ظل ظروف قاسية. يطلق عليه لقب “روكي الغلابة” لأنه يشبه بطل الفيلم الأمريكي الشهير “روكي”، لكن في سياق مصري خالص، حيث يواجه بطلنا صعوبات اقتصادية واجتماعية تزيد من صعوبة رحلته.
أكد ثروت أن التحضير لهذا الدور كان مكثفاً للغاية، حيث تطلب منه تدريبات بدنية شاقة لفهم طبيعة رياضة الملاكمة وحركاتها. لم يكن الهدف هو مجرد إتقان الحركات القتالية، بل كان الأهم هو فهم نفسية الملاكم، شعوره باليأس والأمل، لحظات ضعفه وقوته، إصراره على الوقوف بعد كل سقوط. يرى ثروت أن تجسيد هذه التفاصيل الدقيقة هو ما يمنح الشخصية عمقاً وواقعية تجعل الجمهور يتعاطف معها.
يُعد “روكي الغلابة” أكثر من مجرد فيلم رياضي، فهو يلقي الضوء على قضايا مهمة مثل الفقر، الإصرار، وأهمية الدعم الأسري. قصة “أبو علي” تظهر كيف يمكن للإنسان أن يحول التحديات إلى فرص، وكيف يمكن للإيمان بالنفس أن يفتح أبواباً كانت تبدو مستحيلة. يوضح ثروت أن الرسالة الأساسية للفيلم هي أن الأمل لا يموت، وأن كل شخص، بغض النظر عن ظروفه، يملك القدرة على أن يكون بطلاً في حياته.
فيلم “روكي الغلابة” ليس فقط إضافة قيمة لمسيرة الفنان محمد ثروت الفنية، بل هو أيضاً عمل سينمائي هادف يترك بصمة في وجدان المشاهدين. من خلال شخصية “أبو علي”، يثبت ثروت أن الفن الحقيقي هو الذي يلامس القلوب ويدفعنا للتفكير في معاني البطولة الحقيقية التي لا تقتصر على حلبة الملاكمة، بل تمتد إلى كل زاوية من زوايا الحياة.