محمد أبو بكر يوضح الفرق بين عاقر وعقيم في القرآن الكريم .. تحدث الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، عبر قناته الرسمية على يوتيوب عن الفارق بين “عاقر” و”عقيم” لغويًا حسب ورودهما في القرآن الكريم، فقال أبو بكر إن من اللطائف القرآنية الفرق بين عاقر وعقيم، إذ وصفت بهما امرأة زكريا وامرأة إبراهيم، ولكنهما مختلفتان بشكل كبير.
فيقول أبو بكر إن الله سبحانه وتعالى قال على لسان زكريا: “قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ”، وقال أيضًا على لسان زكريا: “قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا”، أما زوجة إبراهيم عليه السلام فقالت: “فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ”، وأوضح أبو بكر أن العاقر والعقيم معناهما أنهما لا ينجبون، ولكن هناك فارق بينهما، فيوضح أبو بكر أن العاقر صفة عارضة، أي لا تنجب بسبب شيء طاريء، قد يكون كبر سن أو غيره، أما العقيم فهي في أصل الخلقة، فالأمر ميئوس منه وهو ما لا يرتجى منه ولادة قط، ولذلك وصفت زوجة إبراهيم بالعقم، لأنها عبر سنوات كثيرة جدًا حاولت ولم تنجب.
إنما زوجة سيدنا زكريا فكان عندها مشكلة مؤقتة، فيوضح أبو بكر أن إجابة الله سبحانه وتعالى لسيدنا زكريا تختلف عما قاله لزوجة إبراهيم، فقال لزكريا : “يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا”، ولكن الأمر اختلف عند زوجة إبراهيم عليه السلام، لأنه لو قال لها لن تصدق، ولذا أرسل لها الملائكة، فقال: “وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ”، فقالت: “قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ “، وفي آية أخرى: “أَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ”،فحتى تصدق وتستوعب المعجزة الإلهية مهد لها هذا، بـ “الضحك” وهو الحيض، فيقول أبو بكر أن قوله تعالى: “فضحكت”، وهي لا تعني الضحك بمعناه المعروف ولكنها تعني حاضت، أي أنزل عليها الحيض في هذا السن، فالضحك اسم من أسماء الحيض.