“مجلة لايڤ” .. سنة ثالثة! .. عقبال ١٠٠ سنة وأكثر
ذكريات صحفية | كتب : أحمد عمر
مؤسس ورئيس تحرير مجله ماجد الأسبق
هذه الكلمات أوجهها إلى نخبة من الإعلاميين والإداريين والفنيين، تحملوا مسئولية إصدر مجلة لايف، التي تحتفل هذا الشهر ببداية عامها الثالث .
إنهم يستحقون التهنئة لقدرتهم على إصدار المجلة في زمن زاد من صعوبته الحرب ضد كورونا، الوباء الذي غزا العالم بأسره، وما زال العلم يبحث عن دواء شاف يخلصنا منه.
وقبل أن نتخلص من كورونا، وقع العالم بأسره في براثن حرب، بين روسيا وأوكرانيا، لا يعلم سوى الله موعد نهايتها، ولا الآثار المدمرة المترتبة عليها .
رغم كل هذا، كان هناك من يملك شجاعة إصدار مجلة «لايف» ومواقعها الإلكترونية، وفي أبهى صورة، والتي تمكنت خلال عامين فقط من أن تتربع على القمة، متميزة بمحتواها وإخراجها الفني وطباعتها الأنيقة، ما جعلها تحظى بثقة القراء والعملاء الذين وجدوها نافذة يطلون من خلالها على صفوة المجتمع.
ها هي مجلة «لايف» تدخل عامها الثالث بكل إيمان وعزم بأن هناك الكثير الذي يمكن أن تحققه في سنواتها المقبلة.
إن التحية موصولة لكل العاملين والعملاء الذين أعطوا ثقتهم للمجلة وإصداراتها الإلكترونية.
مع بداية صدور المجلة بدأت كتابة ذكرياتي الصحفية التي امتدت ٦٠ عامًا.
كان تقديري أن يستمر ذلك بضعة أسابيع، لكن أمام هذا النجاح والتفوق، أجدني أواصل كتابة هذه الذكريات؛ لعلها تحمل بعض الفائدة.
——————–
ملوك ورؤساء.. وذكريات لا تُنسى!
خلال رحلتي في عالم الصحافة، رأيت عددًا من زعماء ورؤساء العالم.. أحيانًا أراهم لدقائق معدودة، وأحيانًا أخرى تطول المدة .
من هؤلاء الزعماء والرؤساء جمال عبدالناصر، الملك فهد، الشيخ زايد بن سلطان، أنور السادات، بورقيبة، القذافي، جعفر نميري، الشيخ صباح الجابر، السلطان قابوس، بومدين، أحمد حسن البكر، صدام حسين، وخروشوف.. كل لقاء له ذكريات.
سأبدأ باللقاء الذي دار بين الشيخ زايد بن سلطان، والعاهل المغربي الحسن الثاني، في القصر الملكي بالرباط، عقب وصول الشيخ زايد إلى الرباط في زيارة رسمية، حيث كان في استقباله بالمطار بحفاوة بالغة العاهل المغربي، الذي اصطحبه إلى القصر الملكي، وسط أجواء احتفالية، خاصة أن هناك علاقات وثيقة بين العاهلين، قبل أن يتولى الشيخ زايد رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وصل الزعيمان إلى القصر يرافقهم جمع من كبار المسئولين ورجال الإعلام، سواء من الإمارات أو المغرب، وبصفتي عضوًا في الوفد وممثلًا لجريدة الاتحاد الإماراتية، كنت أتابع الحدث وأسجل تفاصيله.
كنت أقف على جانب من القاعة أتابع الحدث الذي استمر حوالي 20 دقيقة، طلب بعدها رجال المراسم المغربية من الوفد المرافق ورجال الإعلام مغادرة القاعة، التي لم يبق فيها سوى العاهل المغربي والشيخ زايد، وأنا.
تأخرت في الخروج من القاعة بضع دقائق، وظللت واقفًا في مكاني، تم إغلاق أبواب القاعة، ولم أستطع التحرك من مكاني.
كانت المسافة بيني وبين الزعيمين حوالي عشرة أمتار، جعلتني قادرًا على متابعة الحوار بين الشيخ زايد والملك الحسن الثاني.. بدأ الحديث الشيخ زايد الذي تناول الطراز المعماري للقاعة التي نتواجد فيها وأبدى إعجابه بدقته وروعته، وتولى العامل المغربي شرح الأسلوب المعماري.
استمر الحديث حوالي عشر دقائق قُدمت خلالها المشروبات، وأنا واقف مكاني لا أستطيع الخروج، فُتحت أبواب القاعة، وخرج الزعيمان، وتنفست الصعداء، وأنا سعيد بأن أتاحت لي الصدفة أن أكون شاهدًا وحدي على هذا اللقاء الأخوي.
——————————-
وجبة شهية في الشانزليزيه!
لا أدري سر محبتي لباريس، التي أتاح لي عملي الصحفي أن أزورها بضع مرات، ربما يعود هذا الحب إلى الفرنسيين الودودين أنفسهم، أو تمتع باريس بالعديد من المعالم الثقافية والسياحية، في مقدمتها متحف اللوفر وبرج إيفل والشانزليزيه ومسارحها الشهيرة مثل الفولي برجير.
كل زيارة لباريس تترك في ذكرى لا تُنسى.. بعضها ذكريات طريفة.
كنت أسير مع زوجتي في شارع الشانزليزيه حين فكرنا أن نبحث عن مطعم لتناول الغداء.. الشارع ممتلئ بالمطاعم من كل نوع تقدم أشهى الأطعمة التي تشتهر بها دول العالم.. أمام كل مطعم قائمة معلقة توضح الوجبات المقدمة وأسعارها.
قرأنا العديد من هذه القوائم، وعرفنا أسماء أكلات لم نسمع بها من قبل، لذلك كان اختيارنا لمطعم أسماك هو الحل.
دخلنا المطعم وقرأنا قائمة الطعام المكتوبة بأكثر من لغة، ليست بينها العربية، لم نستطع أن نختار منها، لا مفر من انتظار الجرسون الذي يمكن أن يرشدنا إلى نوع الأسماك المناسب لنا.
جاء الجرسون والابتسامة تملأ وجهه، لم يكن يعرف إلا اللغة الفرنسية التي لا نجيدها؛ رغم أنها كانت إحدى اللغات التي درسناها في الجامعة.
ماهو الحل؟
لغة الإشارة العالمية.
كان بالقرب منا سائحون وأمامهم إناء مكون من عدة طبقات بارتفاع حوالي نصف المتر.. في كل طبقة نوع من الأسماك، لاحظنا إقبالًا كبيرًا عليها، أشرنا للجرسون ليأتي لنا بمثلها، وبدأ يوجه لنا أسئلة باللغة الفرنسية لم نفهم معناها، معتمدين على أننا أشرنا إليه بما نريد.. كنا نردد كلمة واحدة بالفرنسية تعني.. نعم.
بعد حوالي نصف الساعة، جاء اثنان من الجرسونات يحملان إناء متعدد الطبقات ممتلئًا بالأسماك، الفرق الوحيد بينه وبين الإناء الذي أشرنا إليه عندما كنا نتحدث مع الجرسون، أن إناءنا أطول وأعرض، وما به من أسماك يكفي سبعة أشخاص على الأقل.
شر البلية ما يضحك.. ضحكنا وأكلنا أكبر كمية ممكنة، وتحسرنا على بقية الأسماك التي تركناها، كان المفروض أن نطلب من الجرسون أن يضعها في عبوة نأخذها معنا، لكننا كنا نستعد للسفر بعد بضع ساعات!
.. وللذكريات بقية
موعدنا الشهر المقبل بإذن الله