مبادرة “سكّر على السكر” تنطلق لمكافحة داء العصر في المملكة

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

رهان نجران على التوعية: مبادرة “سكّر على السكر” تنطلق لمكافحة داء العصر في المملكة

 

شكلت مبادرة “سكّر على السكر” التي دشنها صاحب السمو الملكي الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد، أمير منطقة نجران، نموذجاً رائداً في تعزيز الوعي الصحي المجتمعي، خاصة فيما يتعلق بمكافحة داء السكري الذي يُعد تحدياً صحياً وطنياً في المملكة العربية السعودية. تتجاوز المبادرة مجرد الفحوصات الطبية، لتصبح حركة اجتماعية تهدف إلى تغيير المفاهيم السلوكية والغذائية، بدءاً من قلب منطقة نجران لتلهم باقي المناطق.

تستند المبادرة إلى فهم عميق لانتشار عوامل الخطر المرتبطة بمرض السكري، والتي تشمل السمنة، وقلة النشاط البدني، والأنماط الغذائية التي تعتمد على السكريات والدهون المشبعة. وقد تم تصميم “سكّر على السكر” لتكون شاملة، حيث تستهدف جميع الفئات العمرية والجنسين، مع تركيز خاص على المجموعات الأكثر عرضة للإصابة. وتعتمد على ركائز أساسية لضمان تأثيرها المستدام:

أولاً: الفحص المبكر والمسح الشامل: توفر المبادرة قوافل صحية متنقلة ومراكز فحص مؤقتة في التجمعات العامة والمدارس والمساجد للكشف المبكر عن مستويات السكر في الدم، خاصة للأشخاص الذين لا يظهرون أعراضاً واضحة، مما يتيح التدخل السريع قبل تطور المضاعفات.

ثانياً: التعليم والتثقيف الصحي: تُقدم المبادرة ورش عمل ومحاضرات توعوية حول الأنماط الغذائية السليمة، وكيفية قراءة ملصقات المنتجات الغذائية، وأهمية النشاط البدني اليومي. هذا الجانب التوعوي يهدف إلى بناء “ثقافة صحية” تجعل الوقاية جزءاً من الحياة اليومية.

ثالثاً: الشراكة المجتمعية والدعم الإماراتي: لا تقتصر المبادرة على الجهات الحكومية، بل تشمل الشراكة الفعالة مع القطاع الخاص والجمعيات الخيرية والمتطوعين، مما يضمن وصول رسالتها إلى أبعد نقطة في المنطقة. كما تتضمن المبادرة دعم القيادات المحلية وأئمة المساجد لتعزيز رسائلها الإيجابية.

إن الهدف النهائي لـ “سكّر على السكر” ليس فقط الحد من عدد المصابين الجدد بالسكري، بل تحسين جودة حياة المرضى الحاليين من خلال توفير معلومات دقيقة حول الإدارة الفعالة للمرض وتقليل المضاعفات مثل أمراض القلب والفشل الكلوي. وتُعد هذه المبادرة مثالاً بارزاً على الدور المحوري الذي تلعبه القيادات الإدارية في المملكة في دعم التنمية الشاملة التي تضع صحة المواطن في قمة الأولويات، تماشياً مع رؤية المملكة 2030.