ما وراء الحلاوة.. فوائد لا تتوقعها للتمر على صحة الدماغ والعظام والوقاية من الأمراض

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

ما وراء الحلاوة.. فوائد لا تتوقعها للتمر على صحة الدماغ والعظام والوقاية من الأمراض

 

بينما يشتهر التمر بقدرته الفائقة على تعزيز الطاقة وتحسين الهضم، فإن فوائده تمتد إلى أبعد من ذلك بكثير، لتشمل جوانب صحية قد لا تخطر على بال الكثيرين. هذه الثمرة الصحراوية العجيبة هي في الحقيقة مجمع متكامل للمركبات النشطة بيولوجيًا التي تحمي الجسم من الأمراض المزمنة وتدعم وظائف أعضائه الحيوية بطرق مذهلة. دعنا نكشف الستار عن بعض هذه الفوائد غير المتوقعة.

1. درع واقٍ لصحة الدماغ

في عصر يزداد فيه القلق بشأن الأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر، يبرز التمر كغذاء واعد لدعم صحة الدماغ.

  • مكافحة الالتهابات والإجهاد التأكسدي: أظهرت الدراسات المعملية أن التمر غني بمضادات الأكسدة القوية مثل الفلافونويد، الكاروتينات، وحمض الفينول. هذه المركبات تحارب “الإجهاد التأكسدي” الذي تسببه الجذور الحرة، والذي يعد عاملًا رئيسيًا في شيخوخة الدماغ وتلف الخلايا العصبية. كما أن لها خصائص مضادة للالتهابات، حيث وُجد أنها تقلل من نشاط الواسمات الالتهابية في الدماغ مثل إنترلوكين 6 (IL-6)، والذي ترتبط مستوياته المرتفعة بزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر.
  • الوقاية من تراكم لويحات الأميلويد: تشير الأبحاث الأولية إلى أن مستخلصات التمر قد تساعد في منع تكوّن لويحات “بيتا أميلويد” في الدماغ، وهي تجمعات بروتينية سامة تعطل الاتصال بين خلايا الدماغ وتؤدي في النهاية إلى موتها، وهي السمة المميزة لمرض الزهايمر.
  • تعزيز الذاكرة والتعلم: بفضل حمايته للخلايا العصبية وتقليل الالتهابات، قد يساهم تناول التمر بانتظام في تحسين وظائف الذاكرة والقدرة على التعلم.

2. بناء عظام قوية والوقاية من الهشاشة

صحة العظام ليست مجرد مسألة كالسيوم وفيتامين د. التمر يقدم مجموعة من المعادن الأساسية التي تلعب أدوارًا حيوية في الحفاظ على كثافة العظام وقوتها.

  • مصدر غني بالمعادن الأساسية: يحتوي التمر على كميات جيدة من الفوسفور، البوتاسيوم، الكالسيوم، والمغنيسيوم. كل هذه المعادن هي جزء لا يتجزأ من بنية العظام وتساعد في الوقاية من أمراض مثل هشاشة العظام، التي تجعل العظام هشة وعرضة للكسور.
  • فيتامين ك: يعتبر التمر أيضًا مصدرًا لفيتامين ك، وهو فيتامين ضروري لعملية تمعدن العظام وتنظيم الكالسيوم في الجسم.

3. دور محتمل في الوقاية من الأمراض المزمنة

بفضل محتواه الاستثنائي من مضادات الأكسدة، يلعب التمر دورًا في حماية الجسم على المستوى الخلوي، مما قد يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.

  • صحة القلب: يساعد محتوى التمر من البوتاسيوم والألياف على تنظيم ضغط الدم وخفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، وهما عاملان رئيسيان في الوقاية من أمراض القلب والسكتات الدماغية.
  • الوقاية من السرطان: مضادات الأكسدة الموجودة في التمر تحمي الخلايا من التلف الذي قد يؤدي إلى تحولات سرطانية. أظهرت بعض الدراسات المعملية أن مستخلصات التمر قد تمنع نمو أنواع معينة من الخلايا السرطانية، وعلى الأخص سرطان القولون والمستقيم.

4. مُحفز طبيعي لتسهيل الولادة

هذه واحدة من أكثر الفوائد التقليدية التي يدعمها العلم الحديث. أظهرت العديد من الدراسات أن تناول النساء الحوامل للتمر في الأسابيع القليلة الأخيرة من الحمل يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية.

  • كيف يعمل؟ يُعتقد أن مركبات معينة في التمر تحاكي تأثير هرمون الأوكسيتوسين في الجسم، مما يزيد من حساسية الرحم ويعزز الانقباضات الطبيعية. كما أنه يساهم في توسع عنق الرحم، مما قد يقلل من الحاجة إلى الطلق الصناعي ويجعل مرحلة المخاض أقصر وأسهل.

5. التحكم في سكر الدم (عند تناوله باعتدال)

على الرغم من حلاوته، يمتلك التمر مؤشرًا جلايسيميًا منخفضًا، مما يعني أنه لا يسبب ارتفاعًا سريعًا في سكر الدم عند تناوله كجزء من نظام غذائي متوازن. الألياف الموجودة فيه تبطئ عملية الهضم والامتصاص، مما يجعله خيارًا أفضل من الحلويات الأخرى لمرضى السكري عند تناوله بكميات مدروسة.

لذا، في المرة القادمة التي تتناول فيها حبة تمر، تذكر أنك لا تتذوق مجرد حلاوة طبيعية، بل تمنح جسمك جرعة مركزة من الحماية والصحة التي تتجاوز كل التوقعات.