تُعد الأعشاب نباتاً أو جزءاً منه، وتستخدم إما لرائحتها، أو نكهتها، أو لخصائصها العلاجية، وتُعتبر الأدوية العشبية نوعاً من المكملات الغذائيّة، وتُباع على شكل أقراص، وكبسولات، ومساحيق، وشاي، ومستخلصات، ونباتات طازجة أو مجففة، ويتناولها الناس للحفاظ على صحتهم أو لتحسينها، وبالرغم من اعتقاد الكثيرين أنّ المنتجات الطبيعية آمنة وجيدة دائماً، إلا أنّ هذا ليس صحيحاً بالضرورة، حيث إنّ بعض الأدوية العشبية قد تُسبب أضراراً خطيرة، كما يمكن لبعض الأعشاب أن تتداخل مع الوصفات الطبية أو الأدوية.
أفضل الأعشاب لحرق الدهون
تُسوّق المنتجات العشبية على نطاق واسع لخصائصها في إنقاص الوزن، وغالباً ما يسأل المرضى عن فعاليتها وسلامتها، ففي حين أنّ الأعشاب ليست دواء شاملاً لكل داء، إلا أنّها قد تُستخدم كأغذية أو أدوية لتكملة ودعم النظام الغذائي والتمارين الرياضية، وقد ثبت أنّ هناك العديد من الأعشاب التي تساعد على تقليل الشهية، وتزيد من حرق الدهون ونقصان الوزن، ومنها:
الحلبة:
إذ إنّها تُعتبر من التوابل المنزلية الشائعة، وتنتمي إلى نبات يعود إلى فصيلة البقوليات، وقد وجدت العديد من الدراسات أنّها قد تساعد على ضبط الشهية، وتقلّل من الطعام المُتناول، حيث أظهرت دراسة أجريت على 18 شخصاً أن تناول 8 غرامات من ألياف الحلبة يومياً زاد من الشعور بالامتلاء، وقلل من الجوع وتناول الطعام، ووجدت دراسة صغيرة أخرى أنّ تناول مستخلص بذورها قلّل من تناول الدهون يومياً بنسبة 17% مما أدى إلى تقليل عدد السعرات الحرارية المستهلكة خلال اليوم.
الزنجبيل:
حيث إنّه يُعتبر من التوابل المصنوعة من جذمور نبات الزنجبيل المُزهر، واستخدم غالباً في الطب الشعبي كعلاج طبيعي لمجموعة واسعة من الاعتلالات، وتُشير بعض الأبحاث إلى أنّه قد يساعد أيضاً على إنقاص الوزن، حيث أظهرت مراجعة لدراسة أجريت على أشخاص أنّه يُقلل بشكل كبير من وزن الجسم ودهون البطن، بالإضافة إلى ذلك، أشارت مراجعة أخرى لـ 27 دراسة أجريت على الانسان والحيوان وأنابيب الاختبار إلى أنّه قد يساعد على إنقاص الوزن عبر رفع عملية الأيض وحرق الدهون، ويُقلل امتصاص الدهون والشهية في وقت واحد.
المردقوش الشائع:
إذ إنّه يُعد عشبة معمرة تنتمي إلى الفصيلة ذاتها التي تنتمي لها النباتات التي تشمل النعناع، والزعتر، وإكليل الجبل، والميرمية، كما يحتوي على مركب قوي قد يساعد على تعزيز إنقاص الوزن ويسمى الكارفاكرول (بالإنجليزية: Carvacrol)، حيث وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران الذين اتبعوا نظاماً مرتفعاً بالدهون أنّ الذين تلقوا مادة الكارفاكرول اكتسبوا وزناً أقل بشكل كبير بالاضافة إلى انخفاض الدهون، وتجدر الإشارة إلى أنّ مكملات الكارفاكرول الغذائية وُجد أنّها تؤثر أيضاً بشكل مباشر على بعض الجينات والبروتينات المحددة التي تتحكم في تكوين الدهون في الجسم.
القرفة:
حيث إنّها تُعتبر توابل عطرية، وهي مصنوعة من اللحاء الداخلي لأشجار الدارصيني، وهي غنيّة بالمواد المضادة للتأكسد، وتوفر العديد من الفوائد الصحية، وقد وجدت بعض الدراسات أنّها قد تزيد من إنقاص الوزن، وهي فعالة بتثبيت نسبة السكر في الدم، الأمر الذي قد يساعد على تقليل الشهية والجوع، وتشير الدراسات إلى أنّ هناك مركباً معيّناً موجوداً في القرفة يمكن أن يماثل في تأثيره الإنسولين، كما يساعد على نقل السكر من مجرى الدم إلى الخلايا لاستخدامه كطاقة، ويمكن أيضاً أن تقلل مستويات بعض الإنزيمات الهضمية لإبطاء تكسير الكربوهيدرات في الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الآثار يمكن أن تقلل الشهية وتؤدي إلى إنقاص الوزن إلّا أنّ هناك حاجة إلى المزيد من البحث لدراسة آثار القرفة على الوزن.
مستخلص حبّ البُنّ الأخضر:
الذي يوجد عادةً في العديد من مكملات إنقاص الوزن، وهو مصنوع من حبوب البُنّ التي لم تُحمَص، ومن الجدير بالذكر أنّه غني بحمض الكلوروجينيك، الذي يُعتقد أنّه المسؤول عن آثاره تخفيف الوزن، حيث وجدت إحدى الدراسات أنّ تناول القهوة الخضراء قلل من مؤشر كتلة الجسم والدهون في البطن لدى 20 مشاركاً، حتى مع عدم وجود تغيرات في تناول السعرات الحرارية، وأظهرت مراجعة أخرى لثلاث دراسات أنّ مستخلص حبوب البن الأخضر قد يقلل من وزن الجسم بمقدار 2.5 كيلوغرام، ومع ذلك، فإنّ نوعية وحجم الدراسات المتاحة محدودة نوعاً ما، وهناك حاجة للمزيد من الدراسات عالية الجودة لتقييم فاعلية حبوب البن الخضراء في إنقاص الوزن.
الكمّون:
حيث إنّه عبارة عن توابل مصنوعة من البذور المجففة المطحونة، وهو من نبات مزهر لعائلة البقدونس، ويشتهر بنكهته الجوزية المتميزة، وهو مليء أيضاً بالمزايا الصحية بما في ذلك القدرة على تسريع إنقاص الوزن وحرق الدهون، حيث وجدت إحدى الدراسات الصغيرة التي أجريت على 88 امرأة يتبعن نظاماً غذائياً لإنقاص الوزن ويعانين من فرط الوزن أو السمنة واستمرت ثلاثة أشهر أن النساء اللاتي تناولن اللبن مع 3 غرامات من الكمون في وجبتين يومياً تحسنت لديهن قياسات بشرية والمؤشرات البَيوكيميائيّة حيث انخفض لديهن مستوى الكوليسترول في الدم، والدهون الثلاثية، والكولسترول السيئ، وكتلة الدهون، والوزن، بالإضافة إلى دراسة أخرى استمرت ثمانية أسابيع أجريت على 78 بالغاً يعاني من فرط الوزن أن الذين تناولوا مكمّلات الكمون الغذائية ثلاث مرات في اليوم قل الوزن لديهم ومؤشر كتلة الجسم وتحسن لديهم أيض الإنسولين بشكل مماثل لتأثير الأورليستات.
حَبّ الهال:
أو الهيل حيث إنّه يعتبر من النباتات الثمينة للغاية، وهو مصنوع من بذور نبات من فصيلة الزنجبيل، ويستخدم في جميع أنحاء العالم في الطهي والخَبز، ولكنه قد يعزّز أيضاً من إنقاص الوزن، حيث وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الفران الذين تلقّوا نظام غذائي غنيّ بالدهون والكربوهيدرات أن مسحوق مكملات الهيل قد سببت الوقاية من تراكم دهون البطن وارتفاع مؤشرات الدهون وعسر شحميات الدم والإجهاد التأكسدي وتلف الكبد كما حسنت من اختلال تحمل الجلوكوز.
الآثار الجانبية للأعشاب
على الرغم من أنّ الأعشاب تبدو غير ضارة، إلّا أنّ بعضها قد يكون خطيراً، ويوصى دائما التحدث مع الطبيب حول الآثار الجانبية المحتملة والتفاعل مع الأدوية الأخرى، خاصةً أثناء الحمل، وأثناء الرضاعة الطبيعية، وبالنسبة للأطفال المرضى، كما يجب تحديد الجرعات من هذه الأدوية، والتأكد من مدى إتاحتها في المراجع المعترف بها من قبل الأطباء، ويمكن أن تسبب هذه الأعشاب أضراراً خاصةً بالنسبة لأي شخص يتناول أدوية لمشاكل القلب، وقد أبلغ عن تفاعلات خطيرة وحتى مميتة بين أدوية القلب وبعض المكملات الغذائية، إذ تجدر الإشارة إلى أنّ المكملات العشبية لا تخضع لدراسة علمية صارمة، كما يحذّر أخصائيو أمراض القلب أي شخص من تناول مدرّات البول أو أدوية انخفاض السكر في الدم، أو العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرودية من استخدم المكملات الغذائية العشبية دون استشارة طبيب، حيث إنّه قد يسبب الآتي:
_ يمكن أن تتفاعل الأدوية والمكملات العشبية بطرق ضارة مع الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية أو بوصفة.
_ يمكن أن يقلل تناول المكملات العشبية من فعالية الأدوية الأخرى المتناولة، أو قد يزيد من الآثار الجانبية السلبية لها.