لماذا يعاني الأطفال من نقص فيتامين د؟ أسباب متعددة تستدعي الانتباه
يعد فيتامين د من العناصر الغذائية الأساسية لنمو وتطور الأطفال بشكل صحي. فهو يلعب دورًا حيويًا في امتصاص الكالسيوم والفوسفور، وهما ضروريان لبناء عظام وأسنان قوية. بالإضافة إلى ذلك، يساهم فيتامين د في دعم وظائف الجهاز المناعي والعضلات والأعصاب. ومع ذلك، يعاني الكثير من الأطفال حول العالم من نقص في هذا الفيتامين الهام، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة على المدى القصير والطويل. فلماذا يواجه الأطفال هذا النقص تحديدًا؟ هناك عدة أسباب متداخلة تساهم في هذه المشكلة.
قلة التعرض لأشعة الشمس المباشرة
يُعتبر الجلد المصدر الرئيسي لفيتامين د في الجسم، حيث يقوم بإنتاجه عند التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية ب (UVB). ومع نمط الحياة الحديث الذي يميل إلى قضاء المزيد من الوقت في الأماكن المغلقة، سواء في المنزل أو المدرسة أو أمام الشاشات الإلكترونية، يقل تعرض الأطفال لأشعة الشمس المباشرة بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام واقي الشمس، على الرغم من أهميته في الحماية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية وسرطان الجلد، يقلل أيضًا من قدرة الجلد على إنتاج فيتامين د. الملابس التي تغطي الجسم بشكل كامل تحد أيضًا من هذا الإنتاج.
محدودية المصادر الغذائية الطبيعية لفيتامين د
تعتبر المصادر الغذائية الطبيعية لفيتامين د محدودة نسبيًا. تشمل بعض الأطعمة التي تحتوي على كميات قليلة من فيتامين د الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والماكريل، وصفار البيض، والفطر المعرض للأشعة فوق البنفسجية. ومع ذلك، فإن كمية فيتامين د الموجودة في هذه الأطعمة غالبًا ما تكون غير كافية لتلبية احتياجات الأطفال اليومية، خاصة إذا كان تعرضهم للشمس محدودًا.
الاعتماد المتزايد على الرضاعة الطبيعية الخالصة لفترة طويلة
حليب الأم هو الغذاء المثالي للرضع ويوفر العديد من العناصر الغذائية الهامة. ومع ذلك، فإن محتوى فيتامين د في حليب الأم غالبًا ما يكون منخفضًا، خاصة إذا كانت الأم نفسها تعاني من نقص في فيتامين د. الاعتماد على الرضاعة الطبيعية الخالصة لفترة طويلة دون تزويد الرضيع بمصدر إضافي لفيتامين د يمكن أن يؤدي إلى نقصه لديهم. توصي العديد من المنظمات الصحية بإعطاء مكملات فيتامين د للرضع الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية.
سوء الامتصاص لبعض الحالات الصحية
قد يعاني بعض الأطفال من حالات صحية تؤثر على قدرتهم على امتصاص فيتامين د من الطعام، مثل بعض اضطرابات الجهاز الهضمي مثل مرض كرون والتليف الكيسي. في هذه الحالات، حتى مع تناول كميات كافية من فيتامين د في النظام الغذائي أو الحصول على مكملات، قد لا يتمكن الجسم من امتصاصه بشكل فعال، مما يؤدي إلى نقص مستمر.
عوامل أخرى مثل لون البشرة والسمنة
يلعب لون البشرة دورًا في إنتاج فيتامين د. الأشخاص ذوو البشرة الداكنة يحتاجون إلى وقت أطول للتعرض لأشعة الشمس لإنتاج نفس الكمية من فيتامين د التي ينتجها أصحاب البشرة الفاتحة. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الأطفال الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة لنقص فيتامين د، حيث يميل فيتامين د إلى التخزين في الأنسجة الدهنية، مما يقلل من كميته المتاحة في الدورة الدموية.
قلة الوعي والفحص الروتيني
قد يكون نقص فيتامين د صامتًا في كثير من الأحيان، حيث لا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة. قلة الوعي بأهمية فيتامين د للأطفال وعدم إجراء فحوصات روتينية لمستويات الفيتامين يمكن أن يؤدي إلى تأخر التشخيص والعلاج، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات.
الخلاصة
نقص فيتامين د مشكلة شائعة بين الأطفال لأسباب متعددة تشمل قلة التعرض لأشعة الشمس، ومحدودية المصادر الغذائية، والاعتماد على الرضاعة الطبيعية الخالصة دون مكملات، وبعض الحالات الصحية، وعوامل أخرى مثل لون البشرة والسمنة. من الضروري زيادة الوعي بأهمية فيتامين د للأطفال وتشجيع التعرض الآمن لأشعة الشمس وتناول الأطعمة المدعمة أو الحصول على مكملات فيتامين د تحت إشراف طبي لضمان نمو صحي وتطور سليم للأطفال وتجنب المضاعفات الناجمة عن هذا النقص.














