إشارات خفية من جسدك: لماذا تُصبح نزلات البرد والتهابات اللثة خطرًا على قلبك؟
يُعتقد الكثيرون أن أمراض القلب تُصيب من يُعاني من ارتفاع الكوليسترول أو السمنة فقط، ولكن الحقيقة أن هناك عوامل أخرى غير مُتوقعة يُمكن أن تُشكل خطرًا. تُشير الأبحاث الحديثة إلى أن الالتهابات، سواء كانت حادة (مثل نزلات البرد الشديدة) أو مُزمنة (مثل التهاب اللثة)، تُمكن أن تُشكل خطرًا حقيقيًا على صحة قلبك.
1. من اللثة إلى القلب: رحلة الالتهاب
تُعد اللثة المُلتهبة بوابة للبكتيريا. عندما تُصبح اللثة مُصابة بالالتهاب، تُمكن للبكتيريا أن تدخل مجرى الدم وتُسبب التهابًا في جميع أنحاء الجسم. يُمكن أن يُؤثر هذا الالتهاب على الشرايين، ويجعلها أكثر عرضة لتراكم الترسبات الدهنية (البلاك). إنها حلقة مُفرغة: التهاب الفم يُؤدي إلى التهاب الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
2. العدوى الشديدة: هجوم على الجهاز الدوري
عندما تُصاب بمرض شديد مثل الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي، يعمل جهازك المناعي بجهد كبير لمُحاربة المرض. هذا الجهد المُكثف يُسبب التهابًا يُمكن أن يُؤثر سلبًا على الشرايين. يُمكن لهذا الالتهاب أن يُحفز انزلاق البلاك من جدران الشرايين، مما يُؤدي إلى تكون الجلطات الدموية التي تُسبب النوبات القلبية. وهذا يُفسر لماذا يزداد خطر الإصابة بالنوبات القلبية خلال مواسم الأمراض.
3. نصائح يومية لحماية قلبك
تُعطينا هذه الاكتشافات سببًا إضافيًا للاهتمام بصحتنا بشكل عام. إليك بعض النصائح اليومية التي تُمكن أن تُساعدك:
- لا تُهمل صحة فمك: احرص على تنظيف أسنانك بانتظام وزيارة طبيب الأسنان لفحص اللثة.
- اهتم بنظافتك الشخصية: اغسل يديك باستمرار لتجنب التقاط العدوى من الآخرين.
- استمع لجسدك: عندما تُصاب بالمرض، امنح جسدك الوقت الكافي للتعافي ولا تُجهد نفسك.
- التطعيم: احرص على الحصول على اللقاحات المُوصى بها، مثل لقاح الإنفلونزا، لتقليل خطر الإصابة بالعدوى الشديدة.
خاتمة
إن الحفاظ على صحة القلب يتطلب أكثر من مُجرد نظام غذائي جيد. إنها رحلة تتضمن العناية بجميع أجزاء جسدك، حتى تلك التي قد تبدو غير مُرتبطة بالقلب.