تكنولوجيا الأمل الروسي: لقاح السرطان المُخصص يبدأ التجارب السريرية.. كيف تُدرب الخلايا التائية على تدمير الأورام؟
أعلنت روسيا عن بدء التجارب السريرية للقاح مُبتكر ضد السرطان خلال الأسابيع الستة المُقبلة. لا يُعد هذا اللقاح لقاحاً وقائياً كلقاحات الفيروسات، بل هو علاج مناعي مُخصص (Therapeutic Vaccine) يهدف إلى تسخير أقوى سلاح في الجسم، وهو الجهاز المناعي، ليتعلم كيفية التعرف على الخلايا السرطانية المُتمردة وتدميرها بدقة بالغة، مما يُبشر بجيل جديد من العلاجات ذات الأعراض الجانبية الأقل.
1. 4 خطوات لعملية التدريب المناعي المُخصص
يعتمد هذا اللقاح، الذي يُعتقد أنه يرتكز على تكنولوجيا شبيهة بـ الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) أو الخلايا المتغصنة (Dendritic Cells)، على مبدأ التخصيص الكامل:
- تحديد المستضدات الجديدة (Neoantigens): تبدأ العملية بأخذ خزعة من ورم المريض. يتم تحليل الحمض النووي للورم لتحديد المستضدات الجديدة، وهي بروتينات فريدة موجودة فقط على سطح الخلايا السرطانية ومُميزة لطفرات المريض وحده. هذه المستضدات هي “بطاقة التعريف” التي يجب على الجهاز المناعي مُهاجمتها.
- تصنيع اللقاح: يتم تصنيع اللقاح مُعتمداً على المعلومات الجينية لهذه المستضدات الجديدة التي تم تحديدها. يكون اللقاح مُختلفاً لكل مريض، على عكس العلاج الكيميائي القياسي.
- تدريب الخلايا التائية: يتم حقن اللقاح في الجسم. يعمل اللقاح على عرض هذه المستضدات على الخلايا المناعية الرئيسية (مثل الخلايا المتغصنة)، والتي تقوم بدورها بتدريب الخلايا التائية القاتلة (Cytotoxic T-cells).
- الاستجابة المُستهدفة: تُصبح الخلايا التائية “مُبرمجة” للبحث عن أي خلية تحمل المستضدات السرطانية الجديدة التي تعلمتها وتدميرها على الفور، مما يُؤدي إلى تدمير الورم بشكل مُنتقٍ دون الإضرار بالخلايا السليمة.
2. المزايا المُحتملة عن العلاج التقليدي
يُمكن أن يُمثل هذا النهج ثورة علاجية لأنه:
- أكثر تحديداً: يُهاجم الخلايا السرطانية فقط، مما يُقلل من الأعراض الجانبية القاسية المُرتبطة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي.
- يمنع الانتكاس: يُؤسس ذاكرة مناعية قوية تُساعد الجسم على مُراقبة أي خلايا سرطانية قد تظهر مُستقبلاً، مما يُقلل من احتمالية انتكاس المرض.
خاتمة
إن دخول هذا اللقاح مرحلة التجارب السريرية يفتح باب أمل جديداً للمرضى الذين لم تستجب أورامهم للعلاجات القياسية. ورغم أن التجارب ما زالت في مراحلها الأولية، فإنها تُؤكد أن العلاج المناعي المُخصص هو مستقبل مكافحة الأورام الخبيثة.














