بصمة مختلفة للمرض: كيف يُهاجم الالتهاب قلوب النساء ويزيد خطر النوبة القلبية؟
لطالما ارتبطت أمراض القلب والنوبات القلبية في الأذهان بصورة الرجل الذي يُعاني من انسداد في الشرايين الكبيرة. ولكن الأبحاث العلمية الحديثة تُؤكد أن أمراض القلب لدى النساء تتبع مسارًا مختلفًا، وأن الالتهاب يُلعب دورًا رئيسيًا ومُختلفًا في زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية، مما يُغير من منظورنا للتشخيص والوقاية.
1. النوبة القلبية: اختلاف في الأسباب والآليات
في حين أن انسداد الشرايين التاجية الكبيرة بسبب الترسبات الدهنية هو السبب الرئيسي للنوبات القلبية لدى الرجال، تُشير الدراسات إلى أن النساء غالبًا ما يُعانين من مشاكل في الأوعية الدموية الصغيرة جدًا في القلب. إن الالتهاب المزمن يُمكن أن يُسبب ضررًا وتصلبًا في هذه الأوعية الدقيقة، مما يُقلل من تدفق الدم حتى في غياب الانسدادات الكبيرة. يُعرف هذا بـ “الخلل الوظيفي في الأوعية الدموية الدقيقة”.
2. لماذا يُؤثر الالتهاب على النساء بشكل أكبر؟
تُساهم عدة عوامل بيولوجية في جعل النساء أكثر عرضة للالتهاب الذي يُؤثر على صحة القلب:
- أمراض المناعة الذاتية: تُعد أمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمراء أكثر شيوعًا لدى النساء. تُسبب هذه الأمراض حالة من الالتهاب المُستمر في الجسم، والذي يُؤثر سلبًا على صحة القلب.
- التغيرات الهرمونية: تلعب الهرمونات، خاصةً هرمون الإستروجين، دورًا في حماية القلب قبل سن اليأس. ولكن، بعد انقطاع الطمث، ينخفض مستوى هذا الهرمون، مما يزيد من قابلية الجسم للاستجابات الالتهابية.
- الضغوط المزمنة: تُشير الأبحاث إلى أن النساء قد يستجبن للتوتر بشكل يُؤدي إلى حالة من الالتهاب المُستمر، وهو ما يُؤثر على وظائف القلب.
3. الأعراض المُخادعة
نظرًا لاختلاف آلية المرض، تُصبح أعراض النوبة القلبية لدى النساء مُختلفة وأكثر دقة مما هي عليه لدى الرجال. فقد لا تُعاني المرأة من ألم الصدر الشديد. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا:
- ألم في الرقبة، الظهر، أو الفك.
- ضيق في التنفس دون مجهود.
- غثيان وقيء.
- إرهاق غير طبيعي أو مُفاجئ.
- دوخة أو إغماء.
خاتمة
إن فهم هذا الاختلاف البيولوجي في أمراض القلب لدى النساء يُعد خطوة هائلة نحو التشخيص والوقاية الفعالة. إن الوعي بأهمية الالتهاب ودوره في صحة القلب، والتعرف على الأعراض غير النمطية، يُمكن أن يُنقذ حياة.












