كيف يُمكن لضعف المشي والحركة أن يكون مؤشراً مُبكراً لخطر الخرف

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

صلة الساقين بالذاكرة: كيف يُمكن لضعف المشي والحركة أن يكون مؤشراً مُبكراً لخطر الخرف (الدليل العصبي والسلوك الحركي)

 

لطالما ارتبط تشخيص الخرف (Dementia)، بما في ذلك مرض الزهايمر (Alzheimer’s Disease)، بالمشاكل الإدراكية كفقدان الذاكرة والارتباك. ومع ذلك، تُشير الأبحاث الحديثة في علم الأعصاب إلى أن العلامات الخفية لبدء التدهور المعرفي قد تظهر أولاً في الأداء الحركي، وتحديداً في طريقة المشي (Gait) وقوة الساقين. يُحذر أطباء الأعصاب الآن من تجاهل التغيرات في الحركة، لأنها قد تكون بمثابة “مصباح تحذير” يُشير إلى تضرر المسارات العصبية المشتركة بين الدماغ والحبل الشوكي.


 

1. الدماغ كمُنظّم للمشي 🚶

 

يُعد المشي عملية مُعقدة تتطلب تنسيقاً بين مناطق مختلفة في الدماغ، وليست مجرد عمل عضلي بسيط:

  • القشرة الحركية والقشرة الجبهية: تتحكم هذه المناطق في تخطيط الحركة وتنفيذها وتعديلها. هذه المناطق نفسها هي الأكثر تضرراً في المراحل المبكرة من الخرف، خاصة الخرف الوعائي (Vascular Dementia).
  • المسارات العصبية المشتركة: تتطلب الحركة (خاصة الحفاظ على التوازن والتخطيط للمشي المتعدد المهام) مشاركة دوائر عصبية ضرورية أيضاً للذاكرة والتفكير. لذا، فإن تضرر هذه المسارات يؤدي إلى ضعف متزامن في المشي والإدراك.

 

2. علامات الساقين التي تُنذر بالخطر ⚠️

 

لا يتعلق الأمر فقط بضعف العضلات، بل بتغير نوعية الحركة:

علامة حركية مُحتملة دلالتها العصبية التشابه مع الاكتئاب
بطء سرعة المشي تدهور في الأداء الحركي والإدراكي تُشير إلى أن مناطق الدماغ المسؤولة عن الحركة والتخطيط بدأت تتضرر.
قصر طول الخطوة عدم استقرار المشي (Gait Instability) ضعف في التنسيق بين المراكز العصبية، وزيادة خطر السقوط.
مشاكل المشي المزدوج الخلل في الوظيفة التنفيذية صعوبة في المشي أثناء التحدث أو القيام بمهمة عقلية أخرى (Dual-Tasking).
ضعف قوة العضلات السفلية فقدان الكتلة العضلية المرتبط بالخرف يرتبط بانخفاض الأداء الجسدي ونشاط الدماغ.

 

3. العلاقة بين الوظيفة الإدراكية والحركية (Cognitive-Motor Coupling) 🧠🔗

 

تُعرف هذه الظاهرة باسم الاقتران المعرفي-الحركي. يُظهر المرضى الذين يعانون من تدهور إدراكي مُبكر ضعفاً أكبر في المشي عندما يُطلب منهم القيام بمهمة إدراكية في نفس الوقت. هذا الفشل في دمج المهمتين يُؤكد أن التدهور ليس جسدياً بحتاً بل هو تدهور في قدرة الدماغ على التنسيق. الاكتشاف المبكر لهذه العلامات يُمكن أن يُسرع من التدخلات الوقائية والعلاجية.