كنوز خفية في أرض الفراعنة..5 أماكن سياحية في مصر لا يعرفها الكثيرون

سياحة

استمع الي المقالة
0:00

كنوز خفية في أرض الفراعنة: 5 أماكن سياحية في مصر لا يعرفها الكثيرون

مصر ليست فقط الأهرامات وأبو الهول ومعابد الأقصر وأسوان. فبعيدًا عن المسارات السياحية المعتادة، تُخبئ أرض كنوزًا طبيعية وتاريخية ساحرة، أماكن فريدة تُقدم تجربة سياحية مختلفة ومُثرية للباحثين عن المغامرة والاستكشاف والهدوء. إذا كنت تتطلع لاكتشاف وجه آخر لمصر، بعيدًا عن صخب الحشود، فإليك خمسة أماكن سياحية مذهلة قد لا يعرفها الكثيرون، لكنها تستحق الزيارة بكل تأكيد.


1. الفيوم: واحة السحر الطبيعي والآثار المنسية

تقع محافظة الفيوم على بعد ساعة ونصف فقط من القاهرة، لكنها عالم آخر من الجمال الطبيعي والآثار الفريدة. هي ليست مجرد واحة، بل هي موطن لـ “وادي الحيتان” المصنف ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، حيث يمكنك مشاهدة هياكل عظمية متحجرة للحيتان والحيوانات البحرية التي عاشت قبل ملايين السنين. كما تضم بحيرة قارون، التي تُعد من أقدم البحيرات الطبيعية في العالم، وشلالات وادي الريان الساحرة، وهي الشلالات الوحيدة في مصر. بالإضافة إلى ذلك، تُخبئ الفيوم العديد من الآثار الرومانية والفرعونية غير المعروفة نسبيًا، مثل هرم اللاهون وهرم هوارة، وقرية تونس الفنية التي تشتهر بورش صناعة الفخار. الفيوم تُقدم مزيجًا فريدًا من المغامرة الطبيعية والهدوء الثقافي.


2. واحة سيوة: جنة خضراء وسط الصحراء الغربية

في عمق الصحراء الغربية المصرية، تقع واحة سيوة، جنة خضراء معزولة تُشبه الحلم. تُشتهر سيوة بمنازلها المبنية من “الكرشيف” (الملح والطين)، ومياهها الكبريتية العلاجية، وآبار المياه العذبة، وبساتين النخيل والزيتون. يمكن للزوار استكشاف قلعة شالي الأثرية التي تطل على الواحة، والغطس في عيون المياه الطبيعية مثل “عين كليوباترا”، والتزلج على الرمال (Sandboarding) في بحر الرمال الأعظم، أو الاستمتاع بالهدوء والتأمل تحت سماء مليئة بالنجوم. سيوة ليست مجرد مكان، بل هي تجربة ثقافية فريدة ونقطة انطلاق لمغامرات صحراوية لا تُنسى.


3. محمية وادي دجلة: طبيعة بكر على مقربة من القاهرة

قد لا يتوقع الكثيرون وجود محمية طبيعية بكر بهذا الجمال على بُعد خطوات قليلة من زحام القاهرة الكبرى. محمية وادي دجلة هي ممر صخري ضيق يمتد لمسافة 30 كيلومترًا، وتُشكل موطنًا لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات البرية، بالإضافة إلى التكوينات الصخرية الفريدة. تُعتبر مثالية للمشي لمسافات طويلة (Hiking)، ركوب الدراجات الجبلية، أو حتى التخييم في الهواء الطلق. تُقدم المحمية فرصة للاستمتاع بالطبيعة الخلابة والتخلص من ضغوط المدينة، وهي وجهة مثالية لعشاق المغامرات والهدوء.


4. رأس شيطان (نويبع): سحر البحر الأحمر البدائي

على خليج العقبة في جنوب سيناء، تقع منطقة رأس شيطان بالقرب من مدينة نويبع. هذه المنطقة ليست منتجعًا فاخرًا، بل هي مجموعة من “الكامبات” البسيطة والمُريحة على الشاطئ، تُقدم تجربة بدائية ومُريحة بعيدًا عن المنتجعات الصاخبة. تُشتهر رأس شيطان بجمالها الطبيعي الخلاب، مياهها الفيروزية الصافية المثالية للغطس والغطس الحر (Snorkeling) لمشاهدة الشعاب المرجانية البكر، وتكويناتها الجبلية المدهشة. إنها ملاذ للباحثين عن الهدوء والاسترخاء، وفرصة للتواصل مع الطبيعة البكر والتعرف على ثقافة البدو المحليين.


5. متحف النوبة بأسوان: بوابة لثقافة مفقودة

بينما يُعرف الكثيرون بأسوان بكونها مدينة السد العالي ومعابد فيلة وأبو سمبل، فإن متحف النوبة يُقدم تجربة ثقافية عميقة ومؤثرة لا يكتشفها الجميع. يروي المتحف قصة الحضارة النوبية العريقة التي غمرت مياه بحيرة ناصر جزءًا كبيرًا منها بعد بناء السد العالي. من خلال مقتنياته الأثرية النادرة، الصور الفوتوغرافية، الأفلام الوثائقية، والمجسمات، يُعيد المتحف الحياة للقرى النوبية الغارقة، ويُسلط الضوء على الفن، العادات، التقاليد، واللغة النوبية. إنه ليس مجرد متحف، بل هو تكريم لثقافة صمدت أمام التحديات، وفرصة لفهم عمق التنوع الثقافي في مصر.

هذه الأماكن ليست مجرد وجهات سياحية، بل هي دعوة لاكتشاف جوانب مختلفة من سحر مصر الخالد. هل أنت مستعد لخوض غمار هذه المغامرات المنسية؟