كم مرة يجب غسل مناشف الاستحمام واليدين لضمان خلوها من البكتيريا..صحة أسرتك

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

صحة أسرتك تبدأ من نظافة فوطك: كم مرة يجب غسل مناشف الاستحمام واليدين لضمان خلوها من البكتيريا؟

 

فوط الاستحمام ومناشف اليدين هي جزء لا يتجزأ من روتيننا اليومي، نستخدمها لتجفيف أجسادنا وأيدينا بعد النظافة. لكن ما قد لا يُدركه الكثيرون هو أن هذه الأدوات، التي تُلامس بشرتنا بشكل مُباشر، يُمكن أن تُصبح بيئة خصبة لنمو وتكاثر البكتيريا والفطريات والجراثيم إذا لم تُغسل وتُجفف بالطريقة الصحيحة وبشكل مُنتظم. فالرطوبة ودرجة الحرارة الدافئة وبقايا خلايا الجلد الميتة تُشكل جميعها عوامل مثالية لِتجمع الميكروبات، مما يُمكن أن يُشكل خطرًا صحيًا ويُسبب مشاكل جلدية أو يُقلل من النظافة التي نهدف إليها أساسًا من استخدامها.

دعنا نتعمق في الأسباب التي تجعل مناشفنا عرضة لِتجمع البكتيريا، ونُحدد التكرار الأمثل لغسل كل من فوط الاستحمام ومناشف اليدين، ونُقدم لك نصائح شاملة لِضمان خلوها من الجراثيم والحفاظ على صحة عائلتك.


 

1. لماذا تُصبح المناشف أرضًا خصبة للبكتيريا؟

 

عدة عوامل تُساهم في تحويل المناشف إلى بيئة مثالية لنمو الميكروبات:

  • الرطوبة: تُعد الرطوبة العامل الأساسي. بعد كل استخدام، تُصبح المناشف مُشبعة بالماء، والبكتيريا تُفضل البيئات الرطبة لِلتكاثر. إذا لم تُجفف المناشف تمامًا بعد الاستخدام، فإنها تبقى رطبة لفترة طويلة، مما يُسرع من نمو البكتيريا.
  • خلايا الجلد الميتة: عند تجفيف الجسم أو اليدين، تلتصق خلايا الجلد الميتة (التي تُعد غذاءً للبكتيريا) بألياف المُنشفة.
  • الزيوت الطبيعية وبقايا الصابون: تُوفر بقايا الصابون والزيوت الطبيعية من البشرة بيئة غنية بالمُغذيات لِنمو الميكروبات.
  • درجة الحرارة: تُعد الحمامات، خاصًة بعد الاستحمام، دافئة ورطبة، وهي ظروف مثالية لِتزايد البكتيريا.
  • قلة التهوية: إذا تُركت المُنشفة مُتجمعة أو في مكان سيء التهوية، فإنها لن تجف بشكل صحيح، مما يُفاقم المشكلة.
  • البكتيريا المُنتقلة: يُمكن للبكتيريا من الجسم واليدين، وحتى من الهواء (مثل بكتيريا البراز التي قد تتطاير عند سحب سيفون المرحاض)، أن تنتقل إلى المناشف.

 

2. فوط الاستحمام: تكرار الغسيل لِضمان النظافة والصحة

 

فوط الاستحمام تُستخدم لتجفيف الجسم بالكامل، مما يعني أنها تُلامس مساحة أكبر من الجلد وتحمل المزيد من خلايا الجلد الميتة والبكتيريا.

  • الاستخدام المُتكرر يضاعف الخطر: مع كل استخدام، تزيد كمية البكتيريا على المُنشفة.
  • التوصية العامة: لِضمان النظافة والحفاظ على صحة البشرة، يُوصى بغسل فوط الاستحمام بعد 3-4 استخدامات كحد أقصى.
  • اعتبارات خاصة:
    • الأشخاص ذوو البشرة الحساسة أو المُعرضون لحب الشباب أو الأكزيما: يُفضل غسلها بشكل مُتكرر أكثر، ربما كل استخدامين أو حتى بعد كل استخدام إذا كانت المشكلة شديدة.
    • عند المرض: إذا كان أحد أفراد الأسرة مريضًا (خاصًة بمرض جلدي أو معدي)، يجب غسل فوط الاستحمام بعد كل استخدام لِمنع انتشار الجراثيم.
    • الرطوبة الزائدة: إذا كانت المُنشفة لا تجف تمامًا بين الاستخدامات (بسبب الرطوبة العالية في الحمام أو قلة التهوية)، يجب غسلها بشكل مُتكرر أكثر لِمنع نمو العفن والرائحة الكريهة.
    • الرياضيون أو الذين يتعرقون كثيرًا: يُفضل غسلها بعد كل استخدام.

 

3. مناشف اليدين: الحاجة لِغسيل أكثر تكرارًا

 

تُعد مناشف اليدين في الحمامات (خاصة تلك التي تُستخدم من قِبل عدة أشخاص) من أكثر الأدوات عُرضة لِتجمع البكتيريا، وذلك لأن الأيدي تحمل الكثير من الجراثيم من لمس الأسطح المُختلفة، وغالبًا ما يتم استخدامها عدة مرات في اليوم من قِبل أفراد مُختلفين.

  • الاستخدام المُتعدد يُسرع التلوث: تُلامس مناشف اليدين أيديًا قد لا تكون نظيفة تمامًا حتى بعد الغسيل، وتُستخدم بشكل مُتكرر على مدار اليوم.
  • التوصية العامة: يجب غسل مناشف اليدين كل يوم أو يومين كحد أقصى.
  • اعتبارات خاصة:
    • الحمامات المُشتركة: في الحمامات التي يستخدمها عدة أفراد، يُفضل غسل منشفة اليدين يوميًا لِتقليل خطر انتقال الجراثيم.
    • وجود أطفال صغار: الأطفال غالبًا ما يكونون أقل حرصًا على نظافة اليدين، مما يجعل غسل منشفة اليدين يوميًا ضروريًا.
    • ظهور روائح: أي رائحة كريهة تُشير إلى نمو البكتيريا ويجب غسل المُنشفة فورًا.

 

4. نصائح فعّالة لِغسل وتجفيف المناشف وضمان خلوها من البكتيريا:

 

لِتحقيق أقصى درجات النظافة والمحافظة على مناشفك خالية من الجراثيم، اتبع هذه الإرشادات:

  • أ. درجة حرارة الماء:
    • اغسل المناشف في الماء الساخن (حوالي 60 درجة مئوية أو أكثر) لقتل معظم البكتيريا والفطريات. إذا كانت المناشف بيضاء أو فاتحة اللون، يُمكن استخدام الماء الساخن جدًا.
    • إذا كنت تستخدم ماءً باردًا لِأسباب بيئية أو اقتصادية، فتأكد من استخدام منظف غسيل جيد مُصمم لِقتل البكتيريا في درجات الحرارة المُنخفضة.
  • ب. استخدام المُبيض (بحذر):
    • لِلمناشف البيضاء، يُمكن إضافة ربع كوب من المُبيض المُخفف (مثل الكلور) إلى دورة الغسيل لِتعقيمها.
    • لِلمناشف الملونة: استخدم مُبيضًا آمنًا على الألوان أو الخل الأبيض.
  • ج. الخل الأبيض: مُطهر طبيعي:
    • أضف نصف كوب إلى كوب من الخل الأبيض المُقطر إلى دورة الشطف. يُساعد الخل على قتل البكتيريا، إزالة الروائح الكريهة، وتليين الألياف دون ترك بقايا كيميائية.
  • د. التجفيف السليم:
    • التجفيف الفوري: بمجرد الانتهاء من الغسيل، جفف المناشف فورًا في مُجفف الغسيل على حرارة عالية، أو علقها في مكان جيد التهوية ومُعرض لِأشعة الشمس (إذا أمكن).
    • التجفيف الكامل: تأكد من أن المناشف جافة تمامًا قبل طيها وتخزينها. أي رطوبة مُتبقية ستُشجع نمو العفن والبكتيريا.
    • لا تُكدس المناشف المُبللة: لا تترك المناشف المُبللة مُتجمعة في سلة الغسيل أو على الأرض، لأن ذلك يُعد بيئة مثالية لنمو البكتيريا.
  • هـ. التهوية في الحمام:
    • بعد الاستحمام، انشر المُنشفة مُجعدة على علاقة مُناسبة أو قضيب المناشف لِتسمح لها بالجفاف تمامًا.
    • افتح نافذة الحمام أو استخدم مروحة العادم لِتقليل الرطوبة.
  • و. لا تُشارك المناشف:
    • لكل فرد في الأسرة منشفة استحمام ومنشفة يدين خاصة به لِتقليل خطر انتشار الجراثيم.
  • ز. استبدال المناشف القديمة:
    • مع مرور الوقت، تُفقد المناشف القديمة قدرتها على امتصاص الماء وتُصبح أكثر عُرضة لِتراكم البكتيريا. استبدل المناشف التي تبدأ في الظهور عليها علامات البلى أو تُصبح رائحتها غير مُستحبة حتى بعد الغسيل.

 

الخلاصة: النظافة المستمرة لصحة أفضل

 

إن نظافة فوط الاستحمام ومناشف اليدين ليست مُجرد مسألة جمالية أو شخصية، بل هي جزء أساسي من الحفاظ على صحة عائلتك والوقاية من انتشار الجراثيم. فبتطبيق جدول غسيل مُنتظم – فوط الاستحمام كل 3-4 استخدامات، ومناشف اليدين يوميًا أو كل يومين كحد أقصى – وباتباع إرشادات الغسيل والتجفيف السليمة، يُمكنك ضمان أن تُظل هذه الأدوات ناعمة، مُنعشة، والأهم من ذلك، خالية من البكتيريا. اجعل هذه العادات جزءًا من روتينك اليومي، وستُلاحظ فرقًا كبيرًا في نظافة حمامك وصحة بشرتك.