قرن من السيارات .. 100 سنة سيارات
الحلقة العاشرة (الألفية الثانية)
كتب : إلهامي عزت
كنا نعتقد منذ نعومة أظافرنا أنه بحلول الألفية الثانية سنطير في الهواء نحن وسياراتنا، وسيكون العالم كما صوّرته لنا أفلام هوليوود يدار من حولنا بالأزرار والشاشات الرقمية الشفافة التي تخرج من الساعة أو تظهر في محطات القطار أو المصالح الحكومية.
وسيكون هذا هو المعتاد، لكن التكنولوجيا لم تتطوّر بهذه السرعة، ولا هذا الخيال العلمي بات حقيقة، لكن احتفل الكوكب بحلول العام ألفين احتفالاً كبيراً على الرغم من أن التطور لم يكن بنفس وتيرة وسرعة الزمن ولا جماح مخيلتنا.
لا ننكر أن صناعة السيارات تطوّرت بشكل ملحوظ، ويشهد الجميع أن هذا العقد هو الأكثر إبداعاً وابتكاراً في عالم السيارات، خاصة السيارات الخارقة ذات الأشكال المستقبلية والقدرات الفائقة والسرعات الخيالية.
كما أدرك الصناع أن المستقبل حتماً سيكون للكهرباء والوقود البديل، لكن باتت عوامل الأمان والسلامة هي رقم واحد، فلم تعد العملية متروكة للصدف، بل سنّت القوانين والاشتراطات.
وزادت الرقابة على المصنعين من جهات عليا تجيز وتمنع، بل تبيح وتجرم ليكون أمان الراكب والمستهلك هو الاهتمام الأول للشركات.
وما بين سيارات super cars معتادة أو بأسماء جديدة لشركات لم تكن على الساحة وبين العودة للماضي بموديلات تاريخية تعود للحياة من جديد في ثوب عصري لتتألق وتنافس مع الكبار بقوة كالبيتل من فولكس فاجن والميني من BMW والفيات 500 من مجموعة فيات.
والعديد من السيارات المسماة بـ New old بمعنى أنها جديدة بشكل قديم أو قديمة بثوب جديد.
لا شك أن الألفية الجديدة هي الأفضل على الإطلاق منذ اخترعت السيارات بما فيها الآسيوية التي همّشها البعض وسخر منها البعض منذ بضعة عقود، لكن تطورها المذهل وعملانيتها في الاستخدام وضعوها في مقدمة الإحصاءات من حيث أرقام الإنتاج والمبيعات.
وبما أننا أنهينا قرناً من السيارات تناولنا فيه ملامح القصة وتطورها، فسوف نبدأ القرن من أوله مرة ثانية بدايةً من الحلقة القادمة، لكن من اتجاهات أخرى، مثل التصميمات والاختباريات والأجمل والأقبح في عالم السيارات. انتظرونا.