كتب : إلهامي عزت
قرن من السيارات
100 سنة سيارات .. التناقض والثورية
خمسينيات القرن بدأت بنوع من الإستقرار والراحة بعد عقود من النزاعات والتحالفات والحروب التي أرهقت العالم ولكنها إنتهت بركود إقتصادى.
وسنسرد فيما يأتي بماذا تسبب هذان النقيضان في صناعة السيارات الأمريكية والاوروبية، بل إمتد إلى اليابان والتي لم تكن سوى قزم يحاول اللحاق بركب الدول العمالقة.
Cars of America
ففي القارة الأمريكية تبارى الصناع في ابراز عضلاتهم وقواتهم بسيارات ذات أحجام و أوزان ومحركات ضخمة.
فكان المفهوم أن السيارات الكبيرة الثقيلة أكثر ثباتاً وأماناً على الطرقات والمحركات ذات السعة الليترية الكبيرة والاسطوانات العديدة هي دليل القوة والسرعة دون الإهتمام بالمصروفات والوقود والتوفير، فكانت الست اسطوانات هي الضعيفة، وذات ال V8 و ال V12 هي البطل المهاب، وكلما زادت مساحة الصاج والكروم والمعادن زادت السيارة وقاراً.
Duesenberg Coupe
Delahaye 175S
GM Le Sabre
Studebaker Manita
وسارت القارة الأوروبية على ذات النهج، خاصة في السيارات الفخمة مثال بنتلي ورولز رويس وجاجوار وبنز.. الخ.
Piaggio Vespa 400
BMW Isetta
Messerschmitt KR 200
Bianchina 500
Goggomobil
Fiat 600 Multipla
ولكن بعض الصانعين أدركوا مبكراً أن الأزمة قادمة لا محالة فلا مانع من البدء في التفكير في سيارات صغيرة موفرة إقتصادية بكفاءة مقبولة وسعر مناسب وعملانية مغرية تناسب كل الفئات، وانتشرت السيارات الصغيرة حتي تحولت لمتناهية الصغر، وبدأت صرعة المايكرو كارز تزامناً مع المايكرو چيب.
فكانت السيارت تكبر في أمريكا وتصغر في أوروبا..
على صعيد أخر بدأت محاولات عديدة لتطوير تصاميم السيارات والبدء في ظهور سيارات تجريبية (كونسبت Concept) خرج بعضها للنور واستقر البعض في المتاحف.
وأحياناً لم تتعدي إن تكون رسوماً على اسكتشات الرسم، الجدير بالذكر أن بعض هذة التصاميم نرى منها الآن في سيارات حديثة بعد ان إقتُبست أو قلدت أو سُرق منها أفكار بعد أن رسمها مبدعوها بسبعون عاماً.
حقاً كان زمناً ذهبياً، وكما هو الحال دائماً ظهرت ولمعت واختفت واستمرت وانضمت وانشقت أسماء وأسماء من صناع السيارات والعلامات التجارية، ولكن يبقى لي أن أحسد من عاصر تلك الحقبة.
فما كان يراه الناس في الطرقات بصورة يومية أصبح الآن نوادر لا تقدر بثمن وكنوزاً تزين المحافل والمتاحف وإدماناً لهواة السيارات الكلاسيكية والتاريخية يهرولون لرؤيتها من كل حدب وصوب.
إلى حلقة جديدة.