فخ “الأكل الصحي” في السوبر ماركت.. سكريات وسعرات لا تراها العين

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

فخ “الأكل الصحي” في السوبر ماركت.. سكريات وسعرات لا تراها العين

بمجرد دخولك إلى السوبر ماركت، ستجد مئات المنتجات التي تحمل ملصقات جذابة ووعوداً براقة مثل “قليل الدسم“، “طبيعي 100%”، أو “بدون سكر مضاف”. هذه العبارات التسويقية صُممت بعناية فائقة لتعطيك شعوراً بالأمان الصحي، لكن الحقيقة الكامنة وراء هذه الأغلفة قد تكون صادمة ومخيبة للآمال. فالكثير من الأطعمة التي تُسوق على أنها صديقة للرشاقة والصحة تحتوي في الواقع على “سكريات خفية” وسعرات حرارية مرتفعة جداً تهدف لتحسين المذاق بعد نزع الدهون منها، مما يجعلها سبباً رئيسياً في زيادة الوزن غير المبررة لمن يتبعون حميات غذائية صارمة دون نتيجة واضحة.

أبرز هذه المنتجات وأكثرها خداعاً هي زبادي الفواكه والمنتجات قليلة الدسم. عندما تنزع شركات التصنيع الدهون من الزبادي، يصبح المذاق باهتاً وغير مستساغ، ولتعويض ذلك النقص في الطعم، يتم إضافة كميات هائلة من السكر أو شراب الفركتوز المركز؛ فعبوة واحدة صغيرة من الزبادي بنكهة الفواكه قد تحتوي على ما يعادل 4 إلى 6 ملاعق صغيرة من السكر، وهو ما يتجاوز نصف الحصة اليومية الموصى بها من منظمة الصحة العالمية. أيضاً، تُعد أصابع الحبوب (الجرانولا) من الخدع الكبرى؛ فهي تروج كوجبة خفيفة ومثالية للرياضيين، لكنها غالباً ما تتماسك بواسطة العسل الأسود، أو الشراب السكري، أو الشوكولاتة، مما يحولها من وجبة ألياف مفيدة إلى قطعة حلوى مغلفة بالسعرات الحرارية التي ترفع سكر الدم بسرعة وتؤدي للشعور بالجوع الشديد بعدها بفترة وجيزة.

الخدعة الأخرى تكمن في عصائر الفاكهة المعلبة وما يسمى “مشروبات الطاقة الصحية”. حتى وإن كُتب عليها “بدون سكر مضاف”، فإن عملية العصر الصناعي تزيد من تركيز سكر الفاكهة الطبيعي وتنزع منه الألياف الضرورية التي تبطئ امتصاص السكر في الدم، مما يجعل تأثيرها على الجسم والبنكرياس مشابهاً لتأثير المشروبات الغازية تماماً. كما أن الصلصات الجاهزة مثل تتبيلات السلطة “لايت” والكاتشب والمايونيز تحتوي على كميات مذهلة من السكر والملح لتعزيز النكهة المفقودة. الحل الوحيد لتجنب هذه المصيدة التسويقية هو تجاهل الواجهة الأمامية للمنتج تماماً والتركيز على القراءة الدقيقة لجدول القيمة الغذائية وقائمة المكونات؛ فإذا وجدت السكر في أول ثلاث مكونات، فاعلم أن هذا المنتج ليس صحياً كما يدعي المسوقون على الرفوف.