التنمر قضية مجتمع
عشان ميضحكش عليك | كتب : المستشار علي طايع
التنمر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة أخرى تكون أضعف في الغالب جسدياً، وغالباً ما يوصف التنمر في كثير من الأحيان على أنه شكل من أشكال المضايقات التي يرتكبها المسيء الذي يمتلك قوة بدنية أو اجتماعية وهيمنة أكثر من الضحية.
وأحياناً يشار إلى ضحية التنمر على أنها هدف، يمكن أن يكون التحرش لفظياً وجسدياً أو نفسياً، وفي بعض الأحيان يختار المتنمرون أشخاصاً أكبر أو أصغر من حجمهم، ويؤذي المتنمرون الأشخاص لفظياً وجسدياً، أما للطفل فالمتنمر بالنسبة إليه ذي القوة الأكبر.
فالتنمر عادة يكون بأشكال مختلفة، قد يكون لفظياً أو جسدياً أو حتى بالإيماءات، ويمكن أن يكون التنمر عن طريق التحرش الفعلي والاعتداء البدني، أو غيرها من أساليب الإكراه الأكثر دهاءً مثل التلاعب، لذلك يمكن تعريف التنمر بطرق مختلفة وكثيرة.
المتنمر هو القرين المزعج
يمكن أن يحدث التنمر في أي مكان تتفاعل فيه البشر مع بعضها بعضاً، ويشمل ذلك المدارس وأماكن العمل والمنازل والأحياء، بل هو سبب شائع من أسباب الهجرة، يمكن أن يوجد التنمر بين الفئات والطبقات الاجتماعية، وأيضاً بين البلدان.
ولذلك كانت الجدوى من توضيح كيفية التعامل ومعاقبه المتنمر وفقاً للأحكام القانون علشان ميضحكيش عليك.
وينقسم التنمر إلى ثلاثة أنواع: اللفظي، والجسدي، والعاطفي.
ويتسبب التنمر في عديد من الآثار السلبية، منها فقدان الثقة بالنفس والتركيز، وتراجع المستوى الدراسي، كما يعمل على ازدياد الخلل الاجتماعي، والخوف من مواجهة كل ما هو جديد، مما يفاقم المشاكل الصحية والنفسية، وزيادة حالات الاكتئاب والقلق وحدوث حالات انتحار.
وبالنسبة لأطفال، فالتنمر يسبب أذى كبيراً لنفسية الطفل، الذي يتعرض له، ويرجع في أغلب الأحوال إلى إهمال أسرة المتنمر في تربيته بشكل سليم وقصورها في تعليمه القيم الأخلاقية والتربوية.
وتشير إلى أن هناك “غياباً لدور المدرسة في توجيه التلاميذ إلى الأخلاق الحميدة والسلوك الصحيح، وكيفية التعامل السليم مع زملائهم، بخاصة ذوي الهمم أو المختلفين عن الأطفال الطبيعيين، لظروف وراثية أو مرضية”.
التنمر يعد من “أسوأ الظواهر التي انتشرت في مجتمعنا، وتتنافى مع النظام الأخلاقي، ومع القيم والأديان السماوية”.
ومن أبرز الآثار النفسية السلبية أيضاً لظاهرة التنمر، خصوصاً ضد الأطفال وذوي الهمم، هو لجوء الشخص، الذي يتعرّض للتنمر إلى العزلة والخوف من التعامل مع الآخرين وعدم الثقة بنفسه، مما يجعله يلجأ للعنف هو الآخر فيما بعد للتنفيس عما بداخله وصد التنمر الذي يتعرض له.
نظراً إلى خطورة هذه الظاهرة، وقف القانون رادعاً أمام كل من تسوّل له نفسه التنمر على غيره، وذلك بوضع عقوبات رادعة تضمنها قانون العقوبات لتحقيق العدالة الاجتماعية، وعليه تم تعديل قانون العقوبات عقوبة التنمر في القانون المصري 189 لسنة 2020.
بإضافة مادة جديدة رقم (309 مكرراً ب)، التي أوردت تعريفاً للتنمر، ونستعرض في النقاط التالية، أبرز العقوبات التى سيتم تطبيقها فى حالة التنمر على الغير:
– يعد تنمراً كل استعراض قوة أو سيطرة للجاني، أو استغلال ضعف للمجني عليه، أو لحالة يعتقد الجاني أنها تسيء للمجني عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية، أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية، أو الحط من شأنه أو إقصائه عن محيطه الاجتماعي.
– عقاب المتنمر بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
– تشديد العقوبة، إذا توافر أحد ظرفين، أحدهما وقوع الجريمة من شخصين أو أكثر، والآخر إذا كان الفاعل من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه.
تشدد العقوبة أيضاً إذا كان مسلماً إليه بمقتضى القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادماً لدى الجاني، لتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
– مضاعفة الحد الأدنى للعقوبة حال اجتماع الظرفين، وفي حالة العود تضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى.
وأكد علماء الاجتماع وعلم النفس والقانون أن شيوع ظاهرة التنمر بذوي الهمم، واستخفاف مرتكبيها بالعقوبات الهشة التي كان يتضمنها القانون، استدعت تحركاً جاداً من المشرع المصري لتغليظ العقوبة.
عقوبة التنمر على أشخاص ذوي الهمم
وتضمنت أن يعاقب المتنمر على الشخص ذي الإعاقة بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه، ولا تزيد على مئة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، ولا تزيد عن خمس سنوات وغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه، ولا تزيد على مائتي ألف جنيه، أو إحدى هاتين العقوبتين، إذا وقعت الجريمة من شخصين أو أكثر، أو كان الفاعل من أصول المجني عليه، أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه أو كان المجني عليه مسلماً إليه بمقتضى القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادماً له، أما إذا اجتمع الظرفان يضاعف الحد الأدنى للعقوبة.
وفي حالة العود، تضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى.
وأخيراً، نظراً لخطورة آثار ظاهرة التنمر، خصوصاً على ذوي الهمم ستتسبب فى إفراز أجيال تفتقد الشعور بالأمان والتقدير في مجتمعها، وتحول شعورهم إلى الانتقام من كل من حولهم، وبدلاً من أن يكون التغلب على الإعاقة نقطة قوة في شخصيتهم تتحوّل إلى نقطة ضعف خطيرة، ومع تشديد عقوبة المتنمر، ومعرفه حق الضحية كل ده علشان ميضحكش عليك.