“عشأنجي” صيف 2022: هل نجح تامر حسني في فك شفرة الجمهور؟

مشاهير

استمع الي المقالة
0:00

أصدر الفنان تامر حسني ألبومه “عشأنجي” في صيف عام 2022، وهو الألبوم الرابع عشر في مسيرته الفنية، واستمرار لخطه الموسيقي الذي يجمع بين الطابع الرومانسي الدرامي والأغاني الإيقاعية الشبابية. ضم الألبوم تسع أغنيات، جاءت بمثابة تأكيد على بصمة تامر حسني التي عرفها الجمهور على مدار عقدين، مع محاولات للاشتباك مع التطورات الموسيقية المعاصرة.

​المحور الأول: الأغنية الرئيسية والجرأة اللغوية

​كانت الأغنية الرئيسية التي تحمل اسم الألبوم، “عشأنجي”، هي الأكثر لفتاً للانتباه، خاصة بسبب المفردة الغريبة (عشأنجي) التي ابتكرها تامر حسني للإشارة إلى الشخص المحب والمغرم. جاءت الأغنية على شكل “مونولوغ فكاهي” يحمل قدراً من السخرية الذاتية، وهو نمط غنائي يتماشى مع صيحات البوب الحديثة. التوزيع الموسيقي لأمير محروس صبّ الأغنية في قالب عصري يميل إلى الإلكترو-بوب، مما منحها طابعاً خفيفاً وسريع الانتشار.

​”عشأنجي” لم تكن مجرد أغنية، بل كانت تجسيداً لحالة فنية يهدف فيها تامر حسني إلى خلق “براند” خاص به، حيث شارك في إخراج الفيديو كليب الخاص بها، مؤكداً على سيطرته الشاملة على المنتج الفني.

​المحور الثاني: التنوع الموضوعي والتعاونات الفنية

​احتوى الألبوم على مجموعة من الأغاني العاطفية التي تتراوح بين الدراما العميقة والخفيفة، مع استعانة تامر حسني بكوكبة من الأسماء اللامعة في صناعة الموسيقى:

​الأغاني الدرامية والرومانسية:

تضمنت أغنيات مثل “مابجيش بالطريقة دي” و”حبيتها يا ناس” و”أحلى كلام”. هذه الأغاني هي المنطقة الآمنة لتامر حسني، حيث يقدم فيها أداءً عاطفياً مألوفاً للجمهور، مستخدماً مقامات موسيقية مثل النهاوند والكُرد، التي غالباً ما تخدم المشاعر الحزينة أو الحالمة. لكن بعض النقاد رأوا أن هذا الجزء الرومانسي جاء “مستهلكاً” في مفرداته وتركيبته اللحنية، مكرراً لنجاحات سابقة دون تقديم إضافة جوهرية على مستوى الكلمات.

​التعاونات:

تعاون الألبوم مع شعراء وملحنين وموزعين بارزين مثل تامر حسين، محمد عاطف، أحمد زعيم، بلال سرور، وسام عبد المنعم، ويحيى يوسف. ساعد هذا التنوع في منح بعض الأغاني مثل “سوحنا” (التي لام فيها النقد سطحية الصياغة) بناءً لحنياً جيداً رغم تقليدية الفكرة، وتوزيعات موسيقية اعتمدت على الإيقاعات السريعة وقوالب الـ R.B. و EDM.

​المحور الثالث: النقد والتقييم النهائي

​على الرغم من النجاح التجاري المعتاد لأعمال تامر حسني، فإن ألبوم “عشأنجي” واجه بعض الانتقادات النقدية التي رأت أنه “صُنع على عجل”، وأن الكلمات والألحان في جزء كبير منه لم تخرج عن دائرة التوقعات المألوفة. الألبوم لم يندمج بقوة في المشهد الموسيقي المصري المتغير، وبدا وكأنه يعتمد على “تحرك مضمون وثابت” يضمن النجاح دون مغامرة فنية حقيقية أو تجديد جذري في التوزيعات.

​ومع ذلك، يظل “عشأنجي” تأكيداً على ذكاء تامر حسني في إدارة أعماله الفنية والتسويقية، ونجاحه في خلق أغنية رئيسية جدلية تجذب الجمهور. في المحصلة، الألبوم هو توليفة متوازنة ترضي قاعدة تامر حسني الجماهيرية العريضة، وتؤكد استمراريته في المشهد الغنائي، وإن كانت تستدعي تساؤلات حول مستقبله الفني ومدى استعداده للخروج من المنطقة الآمنة.