ظاهرة السعال الليلي.. الجاذبية والالتهاب يُفقدانك النوم

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

ظاهرة السعال الليلي.. الجاذبية والالتهاب يُفقدانك النوم

يعتبر السعال الليلي من أكثر الأعراض المزعجة التي تنهك المصابين بنزلات البرد أو الحساسية، فبينما يهدأ الجسم استعداداً للراحة، يشتد السعال بشكل غامض ليحرمك من النوم العميق. إن معرفة السبب وراء هذه الظاهرة الليلية هو الخطوة الأولى للسيطرة عليها.

لماذا تزداد الكحة تحديداً في الليل؟

ليست المشكلة في أن الكحة تصبح أقوى فعلياً في الليل، بقدر ما هي تهيئة عوامل فيزيائية وبيولوجية تجعلها أكثر حدة وتأثيراً. يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية وراء تفاقم السعال الليلي في ثلاث نقاط أساسية:

1. دور الجاذبية و”التنقيط الأنفي الخلفي” (Postnasal Drip):

هذا هو السبب الأكثر شيوعاً. عندما تكون واقفاً أو جالساً طوال اليوم، تبتلع الإفرازات المخاطية بشكل طبيعي أو يتم تصريفها عبر الأنف. لكن بمجرد الاستلقاء، تتغلب الجاذبية على هذا التصريف، وتتجمع الإفرازات والمخاط الزائد من الجيوب الأنفية في الجزء الخلفي من الحلق والحنجرة. هذا “التنقيط” يثير السعال بشكل متواصل ليلًا كمحاولة من الجسم لتطهير مجرى الهواء، مما يؤدي إلى نوبات طويلة ومجهدة.

2. الارتجاع المعدي المريئي (GERD):

يُعد ارتجاع الحمض المَعِدي المريئي سبباً شائعاً ومخفياً للسعال الليلي المزمن. عندما تستلقي، يصبح من السهل على حمض المعدة أن يرتد إلى المريء. هذا الحمض يمكن أن يهيج النهايات العصبية في المريء، مما يطلق منعكس السعال. كما يمكن أن يصل الحمض إلى الحلق والحبال الصوتية، مسبباً التهاباً يزيد من الرغبة في السعال، وغالباً ما يكون هذا السعال جافاً.

3. جفاف الجو وتهيج مجرى الهواء:

غرف النوم، خاصة تلك التي تستخدم فيها أجهزة التدفئة أو التبريد بشكل مباشر، غالباً ما يكون فيها الهواء جافاً. الهواء الجاف يهيج الحلق وممرات التنفس، ويزيد من جفاف الأغشية المخاطية الحساسة، مما يجعلها أكثر عرضة للتهيج ويحفز السعال. بالإضافة إلى ذلك، فإن المهيجات المحتملة في غرفة النوم، مثل الغبار أو وبر الحيوانات الأليفة أو العطور، تتركز أكثر في الجو المغلق ليلاً وتفاقم أعراض الحساسية أو الربو.

نصائح بسيطة للسيطرة الفورية على الكحة الليلية

يمكنك تطبيق هذه الإجراءات البسيطة للمساعدة في تهدئة السعال واستعادة القدرة على النوم:

الطريقة المنزلية كيفية التطبيق الفائدة الأساسية
رفع الرأس استخدم وسادة إضافية أو ارفع رأس السرير بضعة سنتيمترات (باستخدام كتل خشبية مثلاً تحت أرجل السرير). تمنع الجاذبية المخاط من التجمع في الحلق وتقلل من ارتجاع حمض المعدة.
جهاز الترطيب شغّل جهاز ترطيب (Humidifier) في غرفة النوم. يُضيف الرطوبة إلى الهواء، مما يقلل من جفاف الحلق والتهيجات في الممرات الهوائية.
العسل الدافئ تناول ملعقة صغيرة من عسل النحل (أو مذابة في ماء دافئ أو شاي أعشاب) قبل النوم مباشرة. العسل يغلف الحلق ويهدئه، وله خصائص طبيعية مضادة للالتهاب والسعال. (لا يُعطى للأطفال دون سنة).
الغرغرة بالماء المالح قم بالغرغرة بكوب من الماء الدافئ المضاف إليه نصف ملعقة صغيرة من الملح قبل التوجه إلى السرير. تقلل من التهاب الحلق، وتخفف من المخاط، وتقلل من تهيج مجرى الهواء.

إذا استمر السعال لأكثر من ثلاثة أسابيع أو كان مصحوباً بأعراض أخرى مثل الحمى أو ضيق التنفس أو خروج دم، يجب استشارة الطبيب لتحديد السبب الجذري.