شركة هيونداي الكورية

سيارات

استمع الي المقالة
0:00

​تُعدّ شركة هيونداي موتورز (Hyundai Motor Company) اليوم واحدة من أبرز شركات صناعة السيارات على مستوى العالم، ومثالًا ساطعًا على قصة النجاح الصناعي الكوري الجنوبي. لم تقتصر رؤية هيونداي على مجرد تصنيع السيارات، بل هدفت إلى تقديم قيمة استثنائية وموثوقية عالية بأسعار تنافسية، وهو ما مكّنها من حجز مكانة متقدمة بين عمالقة الصناعة.

​البدايات والتأسيس

​تعود جذور هيونداي إلى عام 1947، حيث أسسها “تشونغ جو-يونغ” في العاصمة سيول، لكنها لم تبدأ في مجال صناعة السيارات مباشرة، بل كانت شركة مقاولات وإنشاءات. في عام 1967، انطلقت “شركة هيونداي موتورز” رسميًا في مجال السيارات، وكان أول إنتاجها هو سيارة “كورتينا” بالتعاون مع شركة فورد الأمريكية. لم يلبث المؤسس أن قرر المضي قدمًا في بناء سيارة كورية خالصة بتقنيات محايدة، فكانت “بوني” (Pony) عام 1975 التي اعتمدت على محركات ميتسوبيشي وبعض المصممين الأوروبيين، لتكون أول سيارة كورية يتم تصديرها.

​الانطلاقة نحو العالمية والثقة

​خلال الثمانينيات والتسعينيات، بدأت هيونداي في ترسيخ أقدامها في أسواق رئيسية مثل كندا وأستراليا. ولكن النقلة النوعية جاءت في القرن الحادي والعشرين عندما وضعت الشركة استراتيجية جريئة للارتقاء بالجودة والموثوقية. كانت أبرز مظاهر هذه الثقة هو طرح برنامج الضمان لمدة 10 سنوات أو 100,000 ميل (أو ما يعادلها في مختلف الأسواق) في الولايات المتحدة، وهو ما كان سابقة في عالم صناعة السيارات، وساهم بشكل كبير في تبديد أي شكوك حول جودة مركباتها ورفع نسبة مبيعاتها بشكل هائل.

​الابتكار والمستقبل الأخضر

​لم تكتفِ هيونداي بما وصلت إليه، بل أصبحت رائدة في مجال الابتكار والتنقل المستقبلي. منذ عام 2011، دخلت الشركة رسميًا وبقوة مجال السيارات الهجينة والكهربائية بمركبات مثل سوناتا هايبرد ولاحقًا عائلة “أيونيك” (IONIQ) المخصصة بالكامل للسيارات الكهربائية. كما أن مصنعها في أولسان بكوريا الجنوبية يُعتبر الأكبر في العالم لإنتاج السيارات من حيث القدرة السنوية. اليوم، تسعى هيونداي لتكون “شريكًا دائمًا” للعملاء، وتركز على تطوير تقنيات القيادة الذاتية، والاتصال، والمركبات التي تعمل بالهيدروجين، مما يؤكد أنها ليست مجرد صانع سيارات، بل رائدة في تقديم حلول التنقل الشاملة والمستدامة للمستقبل.