رجيم البروتين..الفوائد والأضرار المحتملة

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

رجيم البروتين: الفوائد والأضرار المحتملة

شهد رجيم البروتين أو “الحمية الغنية بالبروتين” رواجًا كبيرًا في السنوات الأخيرة كطريقة فعالة لإنقاص الوزن وبناء العضلات. تعتمد هذه الحمية بشكل أساسي على زيادة استهلاك البروتين مع تقليل الكربوهيدرات والدهون في بعض الأحيان. ورغم فوائده الملحوظة، إلا أن له جانبًا آخر يتضمن أضرارًا محتملة يجب الانتباه إليها.

فوائد رجيم البروتين

1. الشعور بالشبع وتقليل الشهية: يُعد البروتين أكثر المغذيات الكبرى إشباعًا. فتناول كميات كافية من البروتين يساعد على الشعور بالامتلاء لفترات أطول، مما يقلل من الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية ويساهم في تقليل إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة. هذا التأثير يعود جزئيًا إلى تأثير البروتين على هرمونات الشبع مثل الببتيد YY (PYY) والجلوكاجون شبيه الببتيد-1 (GLP-1).

2. الحفاظ على الكتلة العضلية وتعزيز حرق الدهون: عند اتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن، قد يفقد الجسم الكتلة العضلية بالإضافة إلى الدهون. البروتين ضروري للحفاظ على العضلات، خاصة أثناء فترات تقييد السعرات الحرارية. وجود كتلة عضلية أكبر يعني معدل أيض أعلى، مما يساعد الجسم على حرق المزيد من السعرات الحرارية حتى في حالة الراحة، وبالتالي تعزيز فقدان الوزن وحرق الدهون.

3. تعزيز عملية الأيض (التمثيل الغذائي): يتطلب هضم البروتين طاقة أكبر من هضم الكربوهيدرات أو الدهون. تُعرف هذه العملية بالتأثير الحراري للطعام (TEF). لذلك، فإن اتباع نظام غذائي غني بالبروتين يمكن أن يزيد من إجمالي حرق السعرات الحرارية اليومي، مما يساهم في إنقاص الوزن.

4. تحسين التحكم في سكر الدم: بالنسبة لبعض الأشخاص، خاصة مرضى السكري من النوع الثاني أو أولئك المعرضين لخطر الإصابة به، يمكن أن يساعد رجيم البروتين في تحسين التحكم في مستويات السكر في الدم، حيث أن البروتين لا يرفع سكر الدم بنفس سرعة الكربوهيدرات.

أضرار رجيم البروتين المحتملة

1. الإجهاد على الكلى: الإفراط في تناول البروتين، خاصة على المدى الطويل، قد يشكل عبئًا على الكلى، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل كلوية موجودة مسبقًا. فالكلى هي المسؤولة عن تصفية فضلات البروتين، والكميات المفرطة يمكن أن تزيد من حمل العمل عليها.

2. نقص المغذيات: إذا كان رجيم البروتين يعتمد بشكل كبير على البروتينات الحيوانية ويقلل بشدة من الكربوهيدرات والفواكه والخضروات، فقد يؤدي ذلك إلى نقص في بعض الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية الهامة. هذا النقص يمكن أن يسبب مشاكل صحية مثل الإمساك، التعب، وضعف الجهاز المناعي.

3. مشاكل الجهاز الهضمي: قد يعاني بعض الأشخاص من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الإسهال بسبب التغير في تناول الألياف والدهون.

4. رائحة الفم الكريهة (الكيتوزية): في بعض أنواع رجيم البروتين التي تكون منخفضة جدًا في الكربوهيدرات (مثل حمية الكيتو)، قد يدخل الجسم في حالة الكيتوزية، مما يؤدي إلى إنتاج أجسام الكيتون التي يمكن أن تسبب رائحة فم كريهة مميزة.

5. خطر الإصابة بأمراض القلب (في حالة الإفراط في البروتين الحيواني): إذا كان التركيز في رجيم البروتين على مصادر البروتين الحيواني عالية الدهون المشبعة والكوليسترول (مثل اللحوم الحمراء الدهنية)، فقد يزيد ذلك من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل. من الأفضل اختيار مصادر البروتين الخالية من الدهون أو قليلة الدسم، بالإضافة إلى البروتينات النباتية.

الخلاصة: يمكن أن يكون رجيم البروتين أداة فعالة لإنقاص الوزن وتحسين تكوين الجسم، لكن يجب اتباعه بحذر وتوازن. من الضروري استشارة أخصائي تغذية قبل البدء بأي نظام غذائي صارم لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية اللازمة وتجنب أي أضرار صحية محتملة، خاصة إذا كنت تعاني من أي حالات طبية سابقة. التوازن والاعتدال هما مفتاح النجاح في أي نظام غذائي صحي.