
رأيت بعيني..
مستقبل مصر العظمي!
العاصمة الإدارية الجديدة ؟!
ثلاث كلمات، تقرأها أو تسمعها، خلال ثلاث ثوان، لكن مضمونها يحمل إنجازا عظيما، يسجله التاريخ كأحد أعظم المشروعات بمصر.
قد تبدو هذه المقدمة حماسية أو عاطفية، لكنها في الواقع تعبر عن جهد خارق لإنجاز المشروع في موعده المحدد ووفقا للمواصفات القياسية العالمية خلال أشهر محدده، والمتوقع بدأ إنتقال الموظفين إليها قبل نهاية هذا العام.
وأنا في طريقي إلي العاصمة الإدارية كانت تدور في ذهني أسئلة عديدة، روج لها المغرضون وقوي الشر التي تتمني زوال النعم!.
كانت هذه القوي تردد أكاذيب حول أهمية المشروع، وأن الأفضل إعطاء الأولية لمشروعات أخري. كذلك تساءلت بخبث: كيف تستطيع مصر تدبير تكاليف المشروع الباهظة؟!.
حرصت علي معرفة الحقيقة كاملة، والتي تتلخص في أن قيادتنا الحكيمة أدركت أن مصر قادرة علي تنفيذ هذا المشروع العملاق، في نفس الوقت الذي تنجز فيه ألآف من المشروعات الأخري المهمة.
إنشاء العاصمة الجديدة ليس ترفا، خاصة إذا عرفنا أن عدد سكان مصر سيصل الي حوالي ١٦٠ مليون نسمة في عام ٢٠٥٠، يحتاجون إلي مدن جديدة، مثل العاصمة الجديدة، التي تخفف الضغط علي القاهرة الكبري.
وهو ما يكلفنا الكثير الآن. وفقا لتقديرات البنك الدولي فإن إزدحام المرور يكلف مصر حوالي ٥٧ مليار جنيه، تزداد سنة بعد أخري مما يتطلب إنشاء مدن جديدة تستوعب الملايين ويخفف الضغط علي العاصمة.
إن تكاليف إنشاء المرحله الأولي من العاصمة الجديدة ، والذي يقدره اللواء أحمد زكي عابدين، رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة بحوالي٧٠٠ – ٨٠٠ مليار جنيه، فإن المفاجأة التي لا يعرفها الكثيرون أن الحكومة لن تتحمل جنيها واحدا لإتمام المشروع!.
أكد ذلك بيان رسمي لوزارة المالية، أوائل هذا العام، يشير إلي أن تمويل إنشاء مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، يتم خارج ميزانية الدولة، وبشكل مستقل ومنفصل، بفضل نجاح الدولة في إيجاد قيمة إقتصادية للأرض المقام عليها المشروع.
وتحويلها إلي مصدر للتمويل، بحيث تستخدم هذه القيمة الإقتصاديه الناتجة عن بيع الأراضي للمستثمرين، في تمويل عمليات الإنشاء ودفع مستحقات المقاولين.
تقديرات القيادة السياسية كانت صائبة، ويدل علي ذلك تهافت المستثمرين، الذي أصبح واقعا ملموسا، ويتوقع الإنتهاء من المرحلة الأولي من المشروع التي تشمل ٤٠ ألف فدان، أي ما يعادل مساحة دولة سنغافورة، في وقت قريب، وبالفعل سيبدأ نقل موظفي الوزارات إلي العاصمة الجديدة، قبل نهاية هذا العام.
أصحبكم الآن في جولة سريعة، في العاصمة الجديدة، وهي تشغل مساحة مربعة، ضلعها ٢٤ كيلومترا. تبعد عن وسط القاهره ب ٦٠ كيلومترا، ونفس المسافة تقريبا عن مدينة السويس. للعاصمة الجديدة موقع فريد، تؤدي إليه طرق عديده، ويربطها قطار كهربائي حديث بمناطق أخري.
تجولت في كافة أرجاء العاصمة الجديدة، إلتقيت بالمسئولين والمقاولين والمهندسين والعمال. كان الجميع يتحدثون بحماس ويشعرون بالفخر، لأنهم يشاركون في مشروع قومي من الطراز الأول.
الحديث عن العاصمة الجديدة متشعب لذلك سوف أكتفي بسطور قليله عن بعض المشروعات التي تم إنجازها أو تلك التيط يتم إنشائها قريبا ومنها:
* مسجد الفتاح العليم، الذي يعد واحدا من أكبر المساجد في العالم وله ٤ مآذن، ويشغل ١٠٦ فدانا.
* مركز مصر الثقافي الإسلامي، ومسجد مصر الذي يتسع ل ١٠٧ ألف مصل.
* كاتدرائية ميلاد المسيح، والتي تضم كنيسة تتسع لألف مصل.
* مركز المؤتمرات، الحي الحكومي، مبني البرلمان، رئاسة الجمهورية و مجلس الوزراء.
* الأحياء السكنية التي يبلغ عددها ٢٢ حيا، المدينة الطبية، المدينة الرياضية، الحديقة المركزية، المدينة الترفيهية وغيرها.
* طرق حديثة تربط المدينة ويبلغ طولها ١٩٤ كيلومترا.
* البرج الأيقوني، أعلي برج في أفريقيا إرتفاعه ٣٨٥ مترا ويتوسط حي الأعمال.
* مدينه أوليمبيه ومستشفي عالمي.
* النصب التذكاري، علي الطراز الفرعوني، وقد سجلت أسماء الله الحسني علي أعمدته، وجانب من تاريخ مصر وتحيط به مساحات خضراء حوالي ٥٧ ألف متر مربع.
* ساحة الشعب، وسط العاصمة، حيث نجد سارية ترتفع ١٨٥ مترا، أعلاها يرفرف علم مصر خفاقا، معلنا عصر مصر العظمي.
إستمرت جولتي في العاصمة الجديدة ساعات طويلة، لم أشعر خلالها بالأرهاق، لأن العاملين بالمشروع نقلوا إلي طاقة إيجابية، جعلتني أرغب في رؤية كل منطقه بالمدينة الذكية الجديده.
ما يتحقق الآن هو المرحلة الأولي من المشروع العملاق، الذي يصل في نهايته إلي ١٨٠ ألف فدان، تستوعب ٦.٥ مليون نسمه، يعيشون في مدينة ذكيه يتوسطها نهر أخضر، ولا تزيد المباني فيها عن ٤٠ في المائه من المساحه، والباقي مساحات خضراء تضفي علي العاصمه بهاء ندخل بها عصر مصر العظمي.
والله الموفق.













