دقوا الشماسي .. الصيف ابتدى

إيفينت, هام

0:00

دقوا الشماسي .. الصيف ابتدى.

ذكريات نجوم زمان مع رأس البر وعطلة يوسف وهبي في باريس.

غادة عبد الرازق وياسمين صبري في اليونان والسقا وكرارة في الساحل.

موقف لا ينسى لهند رستم في المصيف وأشهر أغنيات الصيف.

كتب : أيمن سليم

يعتبر فصل الصيف من أنشط فصول العام، ودائماً ما يُخرج حماساً ملحوظاً في نفوس جميع الناس، ومنذ قديم الأزل والإجازة الصيفية شيء يقدسه الجميع، وينتظره الناس من العام إلى العام، حتى في العصر الفرعوني كان الفراعنة يختارون المدن الساحلية أو النيلية، لقضاء عطلتهم على شواطئها في هذا الوقت من كل عام.

وفي الأربعينيات بدأ المصريون في تحويل أماكن بعينها إلى شواطئ ونزهات ترفيهية، مثل محافظة الفيوم، حيث توجد الشلالات وبحيرة قارون، وكانوا يلجأون لصيد البط كأحد وسائل الترفيه التقليدية هناك.

نجوم زمن الفن الجميل لهم باع كبير في قضاء العطل الصيفية، التي كانت تتناقل أخبارها الجرائد والمجلات بشغف كبير وقتها.

وتحظى بمتابعة كبيرة من جماهيرهم، منذ بداية شهرة كوكب الشرق أم كلثوم، وحرصت على أن يكون رأس البر مصيفها المفضّل، التي جعلت منه ملتقى للأدباء والمثقفين وكبار الشخصيات ليعملوا في أجواء وكواليس ترفيهية تساعدهم على الإبداع في أغانيهم على شاطئ بحر بورسعيد، تحديدًا رأس البر داخل محافظة دمياط.

وليس أم كلثوم وحدها التي كانت تفضّل مصيف رأس البر، كذلك تحية كاريوكا وليلى فوزي وزهرة العلا، وأيضًا أسمهان التي لاقت حتفها إثر حادث أليم أودى بحياتها أثناء رحلتها من القاهرة إلى رأس البر لقضاء عطلة صيفية سريعة.

أما يوسف وهبي فاختار مصيف باريس بعد انتهائه من أحد عروض مسرحياته وجد نفسه أنه على بعد خطوات من شواطئ مارسيليا، فقرر أن يتمتع هو وأفراد فرقته بهذه الشواطئ الساحرة، مردداً “أهو أرحم من حريق يوليو في مصر”، الذي كان مواكباً لنفس التوقيت.

بينما كان شاطئ مرسى مطروح من المصايف الجميلة الساحرة، بخاصة بعدما غنّت له ليلى مراد أغنية في فيلم، وتم تصويرها على صخرة كبيرة، ما زالت موجودة حتى الآن في شاطئ الغرام بمرسى مطروح.

وما زالت تجذب الناس، حيث يذهبون إلى هناك، ليروا صخرة ليلى مراد، وأصبح هذا الشاطئ ملجأ لكل العشاق ومحبي الجمال.

أمّا الجميلة مريم فخر الدين فكانت تقوم بتأجير شقة بمنطقة سيدي بشر بوسط الإسكندرية، لقضاء أشهر الصيف بها هي وابنتها إيمان وزوجها المخرج محمود ذو الفقار، في حين أن وحش الشاشة فريد شوقي وزوجته هدى سلطان كانا يفضلان مصيفاً خاصاً بهم بالمعمورة.

حيث كان لفريد شوقي طقوس خاصة في كل صيف، فهو لا يحتمل ارتفاع درجات الحرارة، وبمجرد أن يأتي الصيف يشد الرحال إلى كابينته بالمعمورة لقضاء الصيف كاملاً مع زوجته وأولاده مها وناهد.

وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر في صيف عام 1956، تم نشر موقف طريف حدث مع الفنانة الكبيرة هند رستم التي نشأت في الإسكندرية، وحكت هند رستم أن ذات مرة صارحها أحد الشباب الذي ينتمي إلى أسرة غنية ومعروفة في الإسكندرية بحبه بعد أن قابلها على الشاطئ.

وعندما يئست هند من مطاردات هذا الشاب المعروف الذي عرفت أنه فسخ لتوه خطبته مع إحدى الفتيات أبدت تجاوبها معه، وأعطته عنوان منزلها حتى يذهب ليطلب يدها من والدها، وفي الموعد المحدد ذهب الشاب إلى العنوان الذي أعطته له هند رستم.

لكنه فوجئ بأن خطيبته السابقة هي التي تقف أمامه وأصابتها وأصابته الدهشة، وصرخ كل منهما في وجه الآخر، وبعد الصدمة الأولى تحدثا وتقاربا من جديد، وكانت هند رستم تعرف الفتاة خطيبة الشاب الأولى.

وعرفت أنها استأجرت هي وأسرتها بيتاً جديداً، ففكرت في هذه الحيلة، حتى تتخلص من مطاردة الشاب لها، وبالفعل توقف الشاب عن مطاردة هند رستم، وبعد أشهر فوجئت به يزورها هو والفتاة ليشكراها أنها وفقت رأسين في الحلال، بعد أن عادت المياه إلى مجاريها وتزوجا بالفعل.

أما النجوم الحاليون فيفضلون أماكن مختلفة لقضاء العطلة الصيفية للهروب من جو القاهرة، فتفضّل النجمة غادة عبد الرازق قضاء الصيف ما بين المالديف واليونان وبين الساحل الشمالي، تحديدًا داخل فيلتها بمراسي وأيضًا النجم أمير كرارة والنجم أحمد السقا.

حيث أصبح الساحل الشمالي مكان يلجأ له أغلب النجوم الحاليين، بينما تفضل النجمة ريم البارودي والنجمة فيفي عبده شرم الشيخ، ومع بداية عقد مهرجان الجونة بشكل سنوي أصبحت الجونة مصيفًا أساسيًا للعديد من النجوم، حيث يسافر النجوم إلى هناك لحضور فعاليات المهرجان بشكل فني والتمتع أيضًا بأجواء الجونة الجميلة.

فيما تحرص النجمة ياسمين صبري على السفر إلى اليونان والنجم أحمد فهمي وزوجته النجمة هنا الزاهد يفضلان قضاء الصيف على جزيرة سيشل، فيما سافرت هذا العام للمرة الأولى النجمة الصاعدة مايان السيد إلى زانزبار، وقامت بتجربة الباراشوت، وقفزت من الطائرة بحماس شديد.

وكانت حريصة على توثيق أغلب لحظات إجازتها الصيفية لمشاركة جمهورها ومتابعيها، كما فعلت النجمة السورية نسرين طافش، وحرصت على توثيق صور عديدة من إجازتها على جزر المالديف.

السماء والبحر والهواء الطلق لا تخلو عادة من الدندنة، فهناك الكثير من الأغاني التي تحدثت عن الصيف، ودائمًا ما يستمع إليها المصيفون في كل مكان حتى الآن، وأشهرها بالطبع أغنية (دقوا الشماسي) التي غناها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ داخل أحداث فيلم (أبى فوق الشجرة).

وأيضاً جارة القمر فيروز غنّت (حبيتك بالصيف)، وغنت (صيف يا صيف)، ومن الأغاني الحديثة أغنية (يعدى الصيف) لفرقة كايروكي، وأغنية (ابتدى الصيف) لفرقة واما، لكن أشهر مطرب يستمع إليه المصريين عادة في فصل الصيف هو الهضبة عمرو دياب.

فمنذ فترة التسعينيات ومع بداية تألقه وأصبح شيئاً أساسياً بالنسبة للجمهور حضور حفل عمرو دياب في الصيف من كل عام، وأشهر هذه الحفلات حفل العجمي، الذي أحياه عام 1996، واستمر بعدها عمرو دياب لسنوات يقيم حفلاته الصيفية في العجمي، التي كانت تتميز بحشد كبير من قبل المصيفين من الإسكندرية بأكملها.

وباقي المحافظات ومع دخول الألفينيات بدأ عمرو دياب يغنى في أماكن صيفية مختلفة، مثل الغردقة والساحل الشمالي والجونة، وحتى الآن ما زالت حفلاته تمثل عشقاً خاصاً لكل المصيفين في أي مكان يتواجد به حفل له.

وهناك أغان أخرى ليس لها علاقة بالصيف، لكنها أصبحت ترتبط بالصيف بشكل أساسي مثل أغنية (3 دقات) للمطرب أبو التي تم طرحها ضمن فعاليات مهرجان الجونة.

وأيضًا أغنية (ملطشة القلوب) للمطرب مصطفى شوقي، التي حققت نجاحًا كبيرًا فور طرحها بفصل الصيف قبل عامين، وكذلك هناك أفلام ارتبطت بفصل الصيف مثل (شاطئ المرح – أبي فوق الشجرة – قبل زحمة الصيف – إجازة صيف – الزواج على الطريقة الحديثة – البنات والصيف).

ورغم اختلاف توقيت صدور هذه الأفلام على مدار السنين فإنها لا تنسى، لأنها تم تصويرها على شواطئ مصرية مختلفة شجّعت الجمهور وجذبته لرؤيتها على أرض الواقع، وليس فقط في دور العرض السينمائية.

مهما اختلفت الأماكن والأزمنة يبقى لفصل الصيف معزة خاصة في قلوبنا، وذكريات كثيرة لا يمكن نسيانها تظل في ذاكرتنا طوال الحياة.