دراسة حديثة تكشف دور الطيور البرية في تفشي الإنفلونزا بأمريكا الشمالية
كشفت دراسة علمية جديدة أن الطيور البرية لعبت دورًا أساسيًا في انتشار موجات الإنفلونزا الأخيرة في أمريكا الشمالية، مما أثار قلقًا كبيرًا لدى الباحثين وخبراء الصحة. فالطيور المهاجرة تُعد من أهم الناقلين الطبيعيين لفيروسات الإنفلونزا، خاصة الأنواع المتحورة التي تنتقل بسرعة عالية بين الحيوانات وقد تصل في بعض الحالات إلى البشر.
أوضح الباحثون أن مسارات الهجرة الطويلة لهذه الطيور جعلتها حلقة وصل مثالية لنشر الفيروسات بين القارات. حيث تنتقل بعض السلالات من آسيا وأوروبا إلى أمريكا الشمالية مع بداية مواسم الهجرة السنوية. خلال هذه الرحلات، تختلط الطيور البرية مع أنواع أخرى من الطيور المحلية، مما يسمح بانتقال العدوى وتكوين بيئة خصبة لتحور الفيروس.
وأكدت نتائج الدراسة أن أكثر المناطق تأثرًا هي المناطق الساحلية والبحيرات الكبيرة التي تعتبر مناطق تجمع للطيور. كما تشير البيانات إلى أن الطيور المائية، مثل البط والإوز البري، تحمل نسبًا أعلى من الفيروس مقارنة بالأنواع الأخرى. هذه الأنواع قادرة على حمل الفيروس دون ظهور أعراض واضحة، مما يجعل اكتشافه صعبًا ويزيد من سرعة انتشاره.
ويرى الخبراء أن مراقبة الطيور البرية وتحليل عينات منها أصبح ضرورة ملحّة لتوقع موجات التفشي المستقبلية. إذ يمكن لفيروسات الإنفلونزا المنتقلة عبر الطيور أن تتطور إلى سلالات أشد خطورة، وقد تنتقل إلى الدواجن أو الثدييات الأخرى مسببة خسائر اقتصادية وصحية كبيرة.
تشدد الدراسة على أهمية التعاون بين الجهات البيطرية والصحية لرصد التحورات الجديدة قبل انتشارها الواسع، مع تعزيز خطط الوقاية للحفاظ على الصحة العامة ومنع ظهور أوبئة محتملة.














