دراسة بريطانية تكشف آليات حماية النظر من تلوث الجسيمات الدقيقة في الشباب

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

جودة الهواء وصحة العين: دراسة بريطانية تكشف آليات حماية النظر من تلوث الجسيمات الدقيقة في الشباب

 

أكدت دراسة بريطانية حديثة على وجود صلة مُباشرة بين التعرض المُستمر لتلوث الهواء وجودة النظر، خاصة لدى صغار السن. تُظهر النتائج أن خفض مُستويات الملوثات لا يعود بالفائدة على الجهاز التنفسي فحسب، بل يُحسن صحة العين ويحمي شبكيتها من التلف المُبكر. يكمن السر في الأثر الفسيولوجي للمُلوثات الدقيقة على الأنسجة الحساسة للعين.


 

1. آليات تأثير تلوث الهواء على الجهاز البصري

 

تُوضح الدراسة أن الجسيمات الدقيقة، وعلى رأسها PM2.5 وأكاسيد النيتروجين (NO2) الناتجة عن عوادم السيارات، تُؤثر على العين عبر آليتين رئيسيتين:

  1. الإجهاد التأكسدي والالتهاب المُزمن: تُعتبر مُلوثات الهواء مواد مُهيجة قوية تُؤدي إلى إطلاق الجذور الحرة. هذا يُسبب التهاباً مُزمناً في سطح العين وطبقات الشبكية الداخلية. يُضعف الالتهاب المُستمر الأوعية الدموية الدقيقة (Microvasculature) في الشبكية، وهي المسؤولة عن تغذية خلايا البصر.
  2. الضرر الوعائي (Vascular Damage): الجسيمات الدقيقة جدًا (PM2.5) قادرة على اختراق الرئتين والدخول إلى مجرى الدم. بمُجرد وصولها إلى الدورة الدموية، يُمكن أن تُسبب تلفاً لبطانة الأوعية الدموية في كل أنحاء الجسم، بما في ذلك الأوعية الدموية الدقيقة التي تُغذي الجزء الخلفي من العين.
  3. التأثير المُباشر على القرنية: التعرض المُباشر للمُلوثات يزيد من جفاف العين والتهابات السطح (مثل التهاب الملتحمة)، مما يُؤدي إلى إجهاد بصري مُتكرر.
  4. تأخير تنكس الشبكية: تشير النتائج إلى أن حماية الأوعية الدقيقة للعين في مرحلة الشباب يُساهم في تأخير أو منع تطور أمراض تُصيب الشبكية لاحقاً في العمر، مثل التنكس البقعي (AMD).
  5. حماية الجهاز العصبي البصري: يُعتقد أن خفض التعرض للملوثات يُقلل من السمية العصبية التي يُمكن أن تُؤثر على المسارات البصرية المُتصلة بالدماغ، مما يُساهم في وضوح وحدة الإبصار.

 

2. توصيات الخبراء لصغار السن

 

تُشدد الدراسة على أن مرحلة الطفولة والمراهقة هي مرحلة حاسمة لنمو الجهاز البصري. لذلك، فإن أي تحسن في جودة الهواء في هذه الفترة يُمكن أن يُترجم إلى فوائد طويلة الأمد تُقلل من الحاجة للنظارات أو خطر الإصابة بأمراض الشبكية في الكبر.


خاتمة

إن تحسين جودة الهواء لا يجب أن يُعالج فقط كقضية رئوية، بل كأولوية لحماية واحدة من أهم حواس الإنسان. كل خطوة للحد من الانبعاثات هي استثمار مُباشر في الرؤية الواضحة للأجيال القادمة.