خالد العناني.. أول مصري وعربي على رأس اليونسكو

اهم الاخبار

استمع الي المقالة
0:00

خالد العناني.. أول مصري وعربي على رأس اليونسكو

انتصار جديد لحضارة تعلّم العالم معنى الثقافة

في لحظةٍ استثنائية من تاريخ الثقافة المصرية والعربية، دوّى اسم خالد العناني داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، حين أعلن المجلس التنفيذي انتخابه مديرًا عامًا للمنظمة بأغلبية غير مسبوقة، ليصبح أول مصري وعربي، وثاني إفريقي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس اليونسكو عام 1945.

فوز العناني لم يكن مجرد إنجاز دبلوماسي أو انتصار انتخابي، بل هو رسالة رمزية من العالم إلى مصر: تلك الأرض التي علمت البشرية الكتابة، وبنت أول مكتبة، وحملت مشعل الحضارة منذ آلاف السنين.

فوز كاسح يُعيد رسم الحضور المصري في المحافل الدولية

في أجواء من الفخر والترقب، حصل الدكتور خالد العناني على 55 صوتًا من أصل 57 دولة عضوًا في المجلس التنفيذي، وهو أعلى عدد من الأصوات يحققه أي مرشح لهذا المنصب عبر تاريخ المنظمة. هذه النتيجة الساحقة لم تأتِ من فراغ؛ بل كانت ثمرة تاريخ من العمل الثقافي والدبلوماسي والفكري، جسّد فيه العناني رؤية مصر المنفتحة على العالم، وسعيها الدائم لحماية التراث الإنساني وتعزيز قيم الحوار والسلام.

السيسي: فوز يجسد مكانة مصر الحضارية

الرئيس عبد الفتاح السيسي كان أول المهنئين، معبّرًا في منشور على صفحته الرسمية عبر “فيسبوك” عن فخره بهذا الإنجاز التاريخي، قائلاً:“أتقدم بخالص التهنئة للدكتور خالد العناني بمناسبة فوزه الكاسح في انتخابات المجلس التنفيذي لليونسكو وحصوله على 55 من أصل 57 صوتًا، وانتخابه مديرًا عامًا للمنظمة، في إنجاز تاريخي يضاف إلى سجل مصر الدبلوماسي والثقافي وإلى إنجازات الشعوب العربية والإفريقية.”

وأضاف الرئيس:“هذا الفوز المستحق يجسد مكانة مصر الحضارية، ويؤكد قدرة أبنائها على القيادة في المحافل الدولية، ويعكس ثقة العالم في الكفاءات المصرية التي تجمع بين العلم والخبرة والتفاني.”

العناني.. الأكاديمي الذي حمل عبق التاريخ إلى العالم

الدكتور خالد العناني ليس غريبًا عن المشهد الثقافي العالمي. فهو عالم آثار ومؤرخ مصري من طرازٍ خاص، تولى وزارة السياحة والآثار، وأشرف على مشاريع كبرى أعادت مصر إلى صدارة المشهد العالمي في حفظ التراث، من بينها افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية ونقل المومياوات الملكية في مشهد مهيب أبهر العالم.

 

بعقله الأكاديمي وروحه الدبلوماسية، استطاع العناني أن يكون صوتًا للثقافة المصرية الحديثة — ثقافة تُجيد الحوار وتؤمن بالانفتاح وتحتفي بالتنوع الإنساني. واليوم، يحمل إلى اليونسكو إرث حضارة تمتد جذورها إلى فجر التاريخ، ليضعه في خدمة المستقبل.

دعم عربي وإفريقي واسع

وزير الخارجية المصري السفير بدر عبد العاطي عبّر عن امتنانه لكل الدول العربية والإفريقية التي دعمت ترشح مصر، مؤكدًا أن هذا الفوز هو “احتفاء بإسهامات مصر والعالمين العربي والإفريقي الثقافية والفكرية الممتدة عبر آلاف السنين”. كما شدد على أن اختيار العناني “يعكس ثقة العالم في مصر ودورها التاريخي كجسر حضاري بين الشرق والغرب”.

رسالة مصر إلى العالم

من قلب باريس، حيث مقر اليونسكو، يتجدد حضور مصر كصاحبة رسالة خالدة: “بالعلم نبني، وبالثقافة نحمي، وبالحضارة نُلهِم.” ففوز خالد العناني ليس فوزًا لشخص، بل لحضارة كاملة — حضارة لا تزال تُضيء طريق الإنسانية منذ آلاف السنين، وتستمر اليوم عبر أبنائها الذين يرفعون اسمها في أعلى المحافل الدولية.