لويس فيتون : من حامل حقائب إلى صاحب أشهر ماركة عالمية.
كتب : سارة بدران
أنطـــلق وهــو فقـــــير من قــــريته إلى بــاريس ٤٠٠ كيلومتر سـيراً على الأقدام ليحقق حلمه فأصــبح ملك الأنــاقة وصانع حقائب أوجيني (زوجة الإمبراطور نابليون الثالث).
لويس فيتون إلى اليوم هي من أشهر الماركات العالمية في صناعة المنتجات الجلدية، الأحذية، الأزياء والملابس، التي تمتاز بجودة عالية مقارنة بمثيلاتها من المنتجات الأخرى.
انه لويس فيتون او لوي فيتون “بالفرنسية” بطل قصتنا نموذج يحتذى به، كان قد مرّ بصعوبات شديدة خلال حياته، لكن بسبب طموحه وإصراره الكبير على النجاح استطاع الوصول لما يصبو إليه، وترك بصمة كبيرة في عالم الأزياء.
ولد لويس فيتون في الرابع من أغسطس عام 1821 في قرية فقيرة تبعد عن باريس مسافة 400 كيلومتر، لعائلة فقيرة وضعها المالي متدهور إلى أبعد الحدود، وكان والده يعمل نجاراً، ومن هنا أصبح لدى هذا الشاب طموح وإصرار على النجاح، حيث أيقن أنّ نجاحه سيبدأ من باريس.
من هذه الفكرة انطلق لويس إلى باريس سيراً على الأقدام، لأنه لم يكن يمتلك أجرة العربة التي ستوصله إلى مدينة الأحلام، وفعلاً مضى في طريقه واضعاً نصب عينيه تحقيق أحلامه وأهدافه، لكنه لم يكن يعلم بأنه سوف يؤسس لإمبراطورية عالمية لأغلى وأشهر ماركة حقائب في العالم، وهنا نتساءل كيف وصل إلى هذا النجاح الباهر؟
منذ أن وصل لويس فيتون إلى باريس بدأ في عمله كحامل لحقائب المسافرين الأثرياء، وكان هذا العمل لا يحقق له ما يريده فعلاً ومكسبه قليل جداً، لكنّ هذا الوضع السيئ لم يثنه عما يريده في تحقيق أهدافه في هذه المدينة، وكان يعمل بإتقان شديد، ويساعد كل من يحتاج أن يحمل الحقائب في السفر مقابل أجر بسيط يساعده في توفير قوت يومه من طعام وشراب.
واستمر لويس على هذا الوضع سنتين، ومن ثمّ عمل لدى متجر مختص بصناعة الحقائب، واشتهر بطل قصتنا بالعمل الجاد وإتقانه للمهنة التي وكل لها، واستفاد من خبرته السابقة في حمل حقائب المسافرين الأثرياء، أنّ للحقائب التقليدية عيوباً، لهذا استأذن صاحب المتاجر، وبدأ بعرض أفكاره في صناعة الحقائب بطريقة أجمل وسهلة الحمل وأقوى وعيوب أقل، وانتشرت هذه النوعية من الحقائب بشكل كبير جداً في فرنسا، وأصبحت مطلوبة كثيراً.
خلال عمل لويس في صناعة الحقائب تميّز بأفكاره، وبدأ في تحقيق شهرة كبيرة في باريس، مما دفع أوجيني (زوجة الإمبراطور نابليون الثالث) بتعيينه كصانع خاص للحقائب، قام مباشرة لويس فيتون بافتتاح متجره الذي ما لبث أن حقق نجاحاً باهراً، وانهالت الطلبيات عليه كموج البحر.
من هنا نستطيع القول، إنّ التجارب العديدة التي مرّ بها لويس من حمل الحقائب والعمل لدى صانع الحقائب، جعلت منه شخصية فريدة من نوعها وتاريخ كبير وعريق، بحيث استطاع تطوير الحقائب، وأصبحت صناعته الخاصة به وماركة عالمية على مر التاريخ.
والنجاح الحقيقي الذي حققه هو مشاركته في المعرض الدولي عام 1867، وهنا زاد الطلب على منتجه بشكل غير محدود.
وفي عام 1875 كانت هذه أفضل سنة له، حيث إنّه قام بتصميم حقيبة غير عادية ومختلفة تماماً عما هو مطروح في الأسواق، هذه الحقيبة فيها من الجيوب والفتحات والأزرار، وهناك أماكن لحفظ الأوراق الخاصة، وأماكن للمال والمستندات. وتعتبر هذه النوعية من الحقائب طفرة في ذلك الزمان.
وفي عام 1885 افتتح أول فرع في لندن، وبدأت الشركة تتوسع بأعمالها، وتأتي إليها الطلبات من كل حدب وصوب دولياً.
وفي عام 1892 توفي المبدع والمؤسس الأول لشركة لويس فيتون قبل أن يرى توسع شركته وتصدرها قائمة الماركات العالمية.
بعد وفاة المؤسس الأول لشركة لويس فيتون استلم ابن لويس فيتون (جورج) زمام الأمور في الشركة بعد وفاة والده، وأكمل ما بدأه المؤسس الأب وأكمل الطريق، وبسبب أنّ الابن هو من الجيل الجديد في حقبته، لذا أصبحت الأفكار متجددة وأكثر تقنية ومتانة.
وأصبح هناك انتشار أكبر وإنتاجية أعلى بسبب الطلب الكبير من مختلف البلدان على المنتجات الفريدة من نوعها، وزادت المنافسة بين الشركات، لكن لم تستطع أي شركة الوصول إلى نفس مستوى شركة لويس فيتون، بمنتجاتها المقدمة إلى المسافرين الأثرياء من حيث المستوى والذوق الرفيع.
وعندما توفي الابن جورج استلم الإدارة من بعده ابنه جاستون عام 1936 حتى عام 2000، وأصبح النجاح أكبر وزاد تنوع المنتجات وزادت الأرباح بشكل كبير، وتعتبر ماركة لويس فيتون إلى يومنا هذا من أغلى عشر ماركات عالمية.