“حكم مناداة الأب باسمه: نظرة فقهية وتربوية”

إسلاميات

استمع الي المقالة
0:00

حكم مناداة الإنسان لوالده باسمه مجردًا: نظرة فقهية

تعتبر علاقة الوالدين بأبنائهم من أعظم العلاقات الإنسانية، وقد أكد الإسلام على أهمية البر بالوالدين وتوقيرهما. ومن مظاهر بر الوالدين اختيار الكلمات الطيبة في مخاطبتهم. لذلك، يطرح سؤال حول حكم مناداة الابن لوالده باسمه مجردًا، أي بدون أي لفظ تكريم أو احترام.

الأدلة الشرعية:

لم يرد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يمنع مناداة الابن لوالده باسمه. ومع ذلك، هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى ضرورة احترام الوالدين واختيار الكلمات الطيبة في مخاطبتهم:

  • القرآن الكريم:

    • قال تعالى: “وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” (الإسراء: 23). هذه الآية تدل على أهمية اختيار الكلمات الطيبة واللائقة في مخاطبة الوالدين.
    • أمر الله تعالى ببر الوالدين في آيات كثيرة، وهذا البر يشمل اختيار الكلمات الطيبة والاحترام.
  • السنة النبوية:

    • روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أفضل الأعمال الصالحة بر الوالدين”.
    • روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله أمر بصلة الرحم، وذكر الوالدين خيراً”.

آراء العلماء:

أجمع جمهور العلماء على أن من الواجب على الأبناء برّ والديهم واحترامهم، وأن من مظاهر هذا البر اختيار الكلمات الطيبة في مخاطبتهم. وقد اختلف العلماء في تفسير معنى “قول كريم” في الآية الكريمة، ولكنهم اتفقوا على أن مناداتة الوالد باسمه مجردًا لا تدل على التكريم والاحترام الكامل.

أسباب استحباب عدم مناداة الوالد باسمه مجردًا:

  • التوقير والاحترام: مناداة الوالد بلقب مثل “أبي” أو “والدي” تعبر عن التوقير والاحترام له.
  • السنة النبوية: قدوة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مخاطبة الوالدين بالكلمات الطيبة.
  • العرف الاجتماعي: العرف الاجتماعي في معظم المجتمعات يدعو إلى احترام الكبار وتوقيرهم.

الخلاصة:

بينما لا يوجد نص صريح يحرم مناداة الوالد باسمه، إلا أن الأدلة الشرعية والعرف الاجتماعي تشير إلى أن اختيار الكلمات الطيبة والمحترمة في مخاطبة الوالدين هو الأفضل والأكثر استحبابًا. ومن ثم، فإن مناداة الوالد بلقب مثل “أبي” أو “والدي” هو أكثر تعبيراً عن الاحترام والتقدير له.