حكم العودة للصلاة بعد انقطاع طويل

إسلاميات

استمع الي المقالة
0:00

حكم العودة للصلاة بعد انقطاع طويل

ردًا على سؤال من سيدة تقول إنها لا تواظب على الصلاة، ولا تلتزم بها إلا خلال شهر رمضان، كما تهمل الأذكار اليومية، وتتمنى أن تعود إلى طريق الالتزام والتقرب إلى الله، أوضح الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الخطوات التي يمكن أن تساعدها على العودة للصلاة والالتزام الديني.

 

حكم العودة للصلاة بعد انقطاع طويل

خلال تصريحات تلفزيونية، قال الدكتور علي فخر إن الخطوة الأولى هي أن تسأل السائلة نفسها: لماذا تلتزم بالصلاة في رمضان فقط؟ مؤكدًا أن الصلاة ليست مجرد عادة موسمية، بل هي ركن أساسي من أركان الإسلام، وهي الوسيلة التي تربط الإنسان بربه، ولا يجوز التهاون أو الانقطاع عنها.

 

كيف نغرس عادة الصلاة؟

وأوضح أن من يريد العودة للصلاة ويجد صعوبة أو نسيانًا، عليه أن يجعل الصلاة أولوية في حياته. فعند سماع الأذان، يجب ترك ما في اليد والتوجه مباشرة للصلاة. ومع الاستمرار على هذا السلوك لمدة أسبوع، تترسخ الصلاة في النفس وتصبح عادة يومية لا يمكن الاستغناء عنها.

 

التركيز على الفرائض أولًا

وشدد أمين الفتوى على أهمية التركيز على أداء الفرائض أولًا، قبل الانشغال بالنوافل أو السنن، ثم يمكن بعد ذلك التدرج في قراءة القرآن الكريم والمداومة على الأذكار. فبناء الالتزام الديني السليم يبدأ من الأساس القوي، وهو المحافظة على الصلوات الخمس المفروضة.

 

الأزهر للفتوى يوضح كيفية قضاء الصلوات الفائتة

كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر صفحته الرسمية على فيسبوك عن كيفية قضاء الصلوات الفائتة.

وقال إن المحافظة على أداء الصلاة في وقتها قربةٌ عظيمة من أحب الأعمال إلى الله؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، عَلَى وُضُوئِهَا، وَمَوَاقِيتِهَا، وَرُكُوعِهَا، وَسُجُودِهَا، يَرَاهَا حَقًّا لِلَّهِ عَلَيْهِ، حُرِّمَ عَلَى النَّارِ». [أخرجه أحمد]

وتابع: من فاتته صلاة بسبب نوم أو نسيان أو غيرهما؛ يجب عليه أن يصلّيَها متى استطاع أداءها؛ لما رواه أَنَس بْن مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ». [متفق عليه]

وأشار إلى أنه يجوز قضاءُ فوائت الصلوات المكتوبة في أي وقت من اليوم والليلة، ولا كفارة لها إلا قضاؤها.

 

قضاء الصلوات الفائتة بطريقة سهلة
من ترك الصلاة بغير عذرٍ عليه التوبة والاستغفار من ذلك الذنب، قَضاءُ الفوائت واجبٌ ولو كانت لمدة طويلة بلغت سنوات ؛ لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِك رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : ” إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا ، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا ، فإن الله يقول : {وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِي} [طه: 14]، هكذا قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية.

وأشار إلى أن الأصل أن يقضيَ الإنسانُ ما عليه من فوائتَ ؛ لأنها واجبةٌ على الفور ؛ بمعنى أنه كلما وجد وقتًا ، فعليه أن يقضيَ فيه ما فاته ولا ينشغلَ بسننٍ أو نوافلَ ؛ إذ الواجب مُقدَّم على المندوب والمستحب ؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قَالَ : ” شَغَلَنَا الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ الخَنْدَقِ عَنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فِي القِتَالِ مَا نَزَلَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى : {وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَ} [الأحزاب: 25]، فَأَمَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِلَالًا فَأَقَامَ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا لِوَقْتِهَا ، ثُمَّ أَقَامَ لِلعَصْرِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا ، ثُمَّ أَذَّنَ لِلْمَغْرِبِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا ” . وهذا مذهب الجمهور.

ويرى الحنفيَّةُ جوازَ صلاة السنن الراتبة التي لها أجرٌ منصوصٌ عليه في الشرع مع قضاء ما عليه من فوائت .