حرب السينما
نعم إنها السينما الأكثر تأثيرًا فى تشكيل ثقافة وآراء الجمهور عن الموضوعات المختلفة حول العالم.. السينما التى استطاعت أن تصنع وتقدم لنا أبطالًا خارقين، وجعلتنا ننبهر بدول أخرى لم نرها ولم نر الواقع الحقيقى لها، لكننا انبهرنا بها.. هى نفس السينما التى شوهت العرب والمسلمين فى العالم أجمع، واستطاعت أن تزرع فى نفوس الجمهور الغربى الخوف والفزع من العرب، ومن الثقافة العربية بشكل عام.
وهنا أود أن أشير إلى أن من يظن هذه الرسائل والأفلام ما هى إلا صدفة، فقد جانبه الصواب؛ لأن كل هذه الرسائل هى رسائل مقصودة وموجهة وممولة من كيانات تدرس وتكتب وتنفذ خطتها، على غرار هوليوود بأذرعتها المختلفة ما بين مارفيل وديزنى ويونيفيرسال وباراماونت، التى لا تشوه فقط شكل العرب فى الغرب، إنما ترسخ لمفاهيم جديدة بعيدة كل البعد عن عادات وتقاليد العرب.
ولا يمكن أن ننسى المنصات الجديدة، مثل netflix وDisney، والتى كما شاهدنا جميعًا تريد من خلال محتواها تسويق أفكار شاذة ومحتوى موجه.
الصنّاع وشركات صناعة المحتوى
انتقلت هذه الحرب إلينا بصناعة محتوى يهدم الهوية المصرية ويشوهها، ويرسم صورة ذهنية خاطئة عن مصر؛ حتى فى أذهان أشقائنا العرب أنفسهم.. وظهر الألمانى وعبده موتة وقلب الأسد، وغيرها من الأفلام، إلى جانب مسلسلات رمضان التى تحتاح إلى مقالات لسرد ما بها من تشويه للواقع المصرى.
وهنا يأتى دور الدولة المصرية، الدور الذى انتظرت وجوده بشكل كبير.. وبالفعل تم إنشاء منصات إلكترونية لترد على الغزو الفكرى، وأصبحت لدينا شركات صناعة محتوى محترمة ترسم وتأصل الهوية المصرية، من خلال أعمال تعيد انتماءنا لبلدنا الحبيب.. أعمال تذكرنا بالتضحيات التى قدمها، وما زال يقدمها أبطالنا.. أبطال يجسدون ملاحم وطنية تحدث كل يوم بالفعل، على غرار مسلسل الاختيار، وفيلمىّ الممر، وكيرا والجن، الذى رسم الأخير صورة ملحمية جميلة حدثت عام ١٩١٩.
في النهاية.. أود أن اقول إن كل هذه التحركات هى تحركات قوية من دولة تعى حجم التحديات التى تواجهها فى كل المجالات، وعندها المقدرة على صد أى هجوم عليها بأشكاله المختلفة.