تنظيم الأسرة
كتب : دكتور هيثم بدران
إنّ تنظيم الأسرة هو عبارة عن احتياطات أو إجراءات محددة يقوم بها الأفراد من أجل تنظيم عملية الإنجاب، وتحديد مسافة زمنية بين كل طفل، وتُفيد هذه العملية الأم والأسرة كثيراً، فهي تُريح جسد الأم.
وتُعيد إليها النشاط والحيوية، وهناك العديد من الطرق التي يتم اتباعها من أجل تنظيم الأسرة، وسنتطرق في هذا المقال إلى الحديث عن فوائد تنظيم الأسرة لكل من الأطفال، والعائلة، والمجتمع، إضافة إلى الوسائل المستخدمة لذلك.
فوائد تنظيم الأسرة للأطفال
من أهم فوائد تنظيم الأسرة على الأطفال هي قلة مُعدلات وفيات الأطفال حديثي الولادة، ووفياتهم قبل الولادة، إضافة إلى قلة مُعدلات ولادة الأطفال الذين يُعانون قلة في الوزن.
ومن الفوائد الأخرى تقليل نسبة إصابة الأطفال بالأمراض المعدية، وتقليل الإصابة بسوء التغذية، وتقليل نسبة التشوّهات الخلقية، والعقلية، واكتفاء الأطفال من الرضاعة الطبيعية، ومنحهم الاهتمام الكافي والحب والرعاية.
فوائد تنظيم الأسرة للعائلة
ينشر تنظيم الأسرة طاقة إيجابية بين أفراد العائلة، حيث يُحسّن الصحة الجسمية، والصحة النفسية للأفراد، ويُقلل الأعباء التي تقع على كاهل الوالدين، سواء أكانت أعباء تربوية، أم اقتصادية، أم اجتماعية، كما تتوفر فرص الرعاية الكافية للطفل، كالرعاية الصحية، والتعليم، والتغذية، والترفيه.
فوائد تنظيم الأسرة للمجتمع
من الفوائد العائدة على المجتمع نتيجة تنظيم الأسرة تحسين الوضع الصحي والغذائي في المجتمع، وتقليل نسبة البطالة، بالتالي الحد من الفقر، والحفاظ على البيئة من خلال خفض نسبة الطلب على الموارد الطبيعية، وتقليل العبء على الخدمات العامة، مثل الماء، والسكن، والكهرباء، وذلك يُسهم في توزيع أفضل للموارد وزيادة سرعة التنمية القومية، ومنها تزيد مُعدلات الدخل القومي للأفراد.
وسائل تنظيم الأسرة
– وسائل طبيعية: تتمثل في العزل والوعي أثناء فترة الخصوبة.
– الإرضاع: في هذه الوسيلة يتم انقطاع الحيض نتيجة للرضاعة الطبيعية، ويتم استعمالها بعد عملية الولادة فوراً، لكن تقل فاعليتها بعد مرور ستة أشهر.
والحقيقة أنه لا يمكن الاعتماد على هذه الوسيلة منفردة لتنظيم الأسرة.
-وسائل حديثة: تتمثل في الوسائل الهرمونية التي تشتمل على هرمونات مُعينة بنسب مُحددة.
وتعتمد في عملها على المبيضين من أجل إيقاف الإباضة بشكل مؤقت، ومن أشكالها حبوب منع الحمل، والحقن، والأقراص، والغرسات تحت الجلد.
– الوسائل الرحمية (اللولب): يتم وضع هذه الوسائل داخل الرحم، وهي تمنع التقاء الحيوان المنوي بالبويضة، بالتالي تمنع حدوث عملية الإخصاب، ويتواصل تأثير هذه الوسائل ما دامت ثابتة في مكانها، وعند التخلص منها تحدث عملية الإخصاب.
– الوسائل المهبلية: يتم وضع هذه الوسائل بداخل المهبل، حيث توقف حركة الحيوانات المنوية داخله أو تقتلها، فلا يقدر الحيوان المنوي على الوصول إلى البويضة، ومن هذه الوسائل الكريمات والدهون.
– وهناك وسائل أخرى تستخدم عند الضرورة القصوى، إذا كانت السيدة تعاني من مرض مزمن، لدرجة أن الحمل قد يؤثر على حياتها، وهي قطع وفصل قناة فالوپ، بحيث نقطع الطريق على لقاء البويضة والحيوان المنوي، هذه الطريقة تعتبر تعقيماً نهائياً، ولا تستطيع السيدة بعدها أن تحمل بصورة طبيعية.
– يشارك الزوج في تنظيم الأسرة إما باستخدام الواقي الذكري، وهي وسيلة آمنة مع ضرورة التأكد بعض انتهاء العلاقة أن الواقي سليم، ولا يوجد به أي قطع، وإذا حدث لا بد من إخطار الطبيب فوراً لاستخدام وسيلة أخرى داعمة.
– هناك أيضاً وسيلة أخرى، لكنها تؤدي إلى تعقيم نهائي أيضا، ولا يمكن أن ينجب الرجل بعدها بصورة طبيعية، وهي قطع الحبل المنوي، بحيث نقطع طريق الخروج من الخصية أمام الحيوان المنوي.
– هناك وسائل منع حمل يتم استخدامها في حالات الطوارئ، ونلجأ إليها في حال وجود لقاء زوجي مفاجئ مع عدم اعتماد الزوجة على أي وسيلة بصورة منتظمة أو في حال حدوث قطع في الواقي الذكري كما أسلفنا.
يتم استشارة الطبيب المتخصص في الوسيلة المناسبة لكل حالة، حيث إنه لا تصلح كل الوسائل لكل السيدات.
هناك وسائل محددة تناسب السيدات حديثي الزواج، وهناك وسائل أخرى تناسب السيدات اللاتي وضعن عدد غير قليل من الأطفال، هذا على سبيل المثال.
يقوم الطبيب بدراسة حالة السيدة بالتفصيل من حيث التاريخ المرضي لها أو للأسرة، إضافة إلى الفحص بالموجات فوق الصوتية، لتقييم حجم الرحم.
وما إذا كان به أي تغيرات قد تؤثر على اختيار الوسيلة، يتم بعد ذلك مناقشة الزوجين في الوسائل المتاحة التي تحقق أعلى نسبة نجاح مع ضمان معدل أمان بالنسبة إلى السيدة.
ليس بالضرورة أن تنجح كل الوسائل مع كل السيدات، ربما تختار سيدة وسيلة تنظيم أسرة، لكن لا ترتاح لاستخدامها، لذلك يتسنى علينا اختيار نوع آخر يحقق لها الرضا التام.
لا يوجد وسيلة تحقق منع الحمل بنسبة ١٠٠% كل وسيلة لها نسبة خطأ معروفة، أعلى الوسائل أمان هو اللولب الهرموني، ويمنع الحمل بنسبة ٩٩،٨% وهي تعتبر نسبة رائعة.
الشباب المقبلين على الزواج الراغبين في تنظيم الأسرة لفترة ما ولكن من الضروري جداً القيام بإجراء فحوصات راغبي الزواج قبل استخدام أي وسيلة، في بعض الأحيان يتم اكتشاف وجود خلل ما في أي من الزوجين، مما يوفر علينا الوقت ويتيح فرصة العلاج المبكر.
يتم تداول بعض المعلومات المغلوطة، مثل أن أقراص منع الحمل لا تستخدم فوق سن الأربعين، أو أن لها مدة استخدام محددة بعدها لا يجوز استخدامها، وهذه معلومات للأسف لا يجانبها الصواب.
نسأل الله السلامة للجميع