تأثير شرب القهوة يوميًا على الكبد .. هل هي صديق أم عدو؟

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

تأثير شرب القهوة يوميًا على الكبد: هل هي صديق أم عدو؟

تُعتبر القهوة من المشروبات الأساسية في حياة الملايين حول العالم، ولا يكاد يمر يوم دون أن يتناولها البعض. لكن، مع تزايد الاهتمام بالصحة، يبرز سؤال مهم: ما هو تأثير شرب القهوة يوميًا على أحد أهم أعضاء الجسم، وهو الكبد؟ الإجابة قد تكون مفاجئة للكثيرين، حيث تشير الأبحاث العلمية إلى أن القهوة ليست مجرد مشروب منعش، بل يمكن أن تكون لها فوائد كبيرة على صحة الكبد.

1. الوقاية من أمراض الكبد:

أظهرت العديد من الدراسات أن شرب القهوة بانتظام يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض الكبد المزمنة، بما في ذلك تليف الكبد (Cirrhosis) وسرطان الكبد. تُعزى هذه الفوائد إلى المركبات النشطة الموجودة في القهوة، مثل مضادات الأكسدة وحمض الكلوروجينيك. هذه المركبات تساعد على حماية خلايا الكبد من التلف الناتج عن الالتهابات والإجهاد التأكسدي. يُعتقد أن القهوة تُبطئ من تقدم الأمراض الكبدية لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكبد.

2. تأثيرها على إنزيمات الكبد:

يُمكن أن يؤثر شرب القهوة أيضًا على مستويات إنزيمات الكبد في الدم. في بعض الحالات، يُمكن أن تُشير المستويات المرتفعة من إنزيمات الكبد إلى وجود تلف أو التهاب في الكبد. وقد وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام لديهم مستويات أقل من هذه الإنزيمات مقارنة بغيرهم. وهذا يُعتبر مؤشرًا إيجابيًا على أن القهوة قد تساعد في الحفاظ على صحة الكبد.

3. تقليل تراكم الدهون:

في حالات مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، حيث تتراكم الدهون في الكبد، يُمكن أن يكون لشرب القهوة تأثير إيجابي. تُشير بعض الدراسات إلى أن القهوة قد تساعد على تقليل تراكم الدهون في خلايا الكبد، وتحسن من حساسية الجسم للأنسولين، مما يقلل من خطر تطور المرض.

4. هل هناك أي أضرار؟

على الرغم من الفوائد الكبيرة، يجب الانتباه إلى أن الإفراط في تناول القهوة قد لا يكون مفيدًا. فالمشروبات المضاف إليها كميات كبيرة من السكر أو الكريمة يمكن أن تزيد من السعرات الحرارية وتساهم في زيادة الوزن، وهو ما يُعد عامل خطر للإصابة بمرض الكبد الدهني. كما أن الاستهلاك المفرط للكافيين يمكن أن يسبب مشاكل مثل الأرق، والقلق، وزيادة في معدل ضربات القلب.

في الختام، تشير الأدلة العلمية إلى أن شرب القهوة باعتدال (حوالي 3-4 أكواب يوميًا) يمكن أن يكون له تأثير وقائي على صحة الكبد. ومع ذلك، يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب، خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة، للتأكد من أن القهوة مناسبة لحالتهم.