باحثون: الطيور المهاجرة تنقل سلالات جديدة من الإنفلونزا إلى أمريكا الشمالية

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

باحثون: الطيور المهاجرة تنقل سلالات جديدة من الإنفلونزا إلى أمريكا الشمالية

أظهرت دراسة بحثية موسعة أن الطيور المهاجرة تُعد أحد أهم العوامل التي ساهمت في انتشار الإنفلونزا مؤخرًا في أمريكا الشمالية، حيث تعمل هذه الطيور كناقل طبيعي لعدد كبير من الفيروسات، بما فيها السلالات المتحولة ذات القدرة العالية على الانتشار بين الحيوانات. وفقًا لنتائج التحليل التي شملت آلاف العينات من مناطق مختلفة، تبين أن الفيروسات المرتبطة بالطيور البرية هي الأكثر انتشارًا خلال موجة التفشي الحالية.

تتنقل الطيور المهاجرة عبر مسارات تمتد لآلاف الكيلومترات، ما يجعلها قادرة على نقل الفيروسات بين قارات متعددة دون أن تظهر عليها أعراض مرضية واضحة. هذه القدرة تجعل رصد المرض مهمة معقدة، خاصة أن الطيور المصابة تتواجد في تجمعات كبيرة قرب الأنهار والسهول الساحلية، وهي المناطق التي شهدت أعلى نسب إصابات بين الحيوانات البرية والدواجن.

وتشير الدراسة إلى أن بعض الفيروسات المتحولة التي وصلت إلى أمريكا الشمالية جاءت من مسارات هجرة تمر عبر شمال أوروبا وشرق آسيا. ومع اختلاط الطيور البرية مع الدواجن المحلية، يزداد خطر انتقال الفيروس إلى مزارع الدواجن، مما يشكل تهديدًا اقتصاديًا كبيرًا ويزيد احتمالية انتقال العدوى إلى الإنسان في حال تطور الفيروس.

يوصي الباحثون بضرورة تعزيز أنظمة المراقبة البيولوجية للطيور المهاجرة، واستخدام تقنيات تتبع حديثة تساعد في توقع مناطق الخطر قبل وصول موجات الهجرة. كما يشددون على ضرورة التعاون الدولي بين مؤسسات الصحة والبيئة من أجل وضع استراتيجيات فعالة للحد من تفشي الأمراض المرتبطة بالطيور.

هذه النتائج تؤكد أن فهم حركة الطيور البرية أصبح جزءًا أساسيًا من خطط الاستعداد للأوبئة، خاصة مع ازدياد معدل التحورات الفيروسية في السنوات الأخيرة.