بأبحاثنا نصنع المعجزات
مع بداية دخول فصل الشتاء، الذي أصبح شتاء أقرب إلى الشتاء الذي كنا نشاهده في أوروبا.. وتغير حالة الطقس بشكل سريع في الآونة الاخيرة، مما جعل معظم رؤساء العالم يهتمون بفكرة التغير المناخي، والعمل على الحفاظ قدر المستطاع على استقرار الطقس..
فقد شاهدنا في مصرنا الحبيبة على مدار السنوات الأخيرة أن موجة غير مسبوقة من السيول قد ضربت أكثر من محافظة مصرية، وتسببت في خسائر كبيرة «بشرية ومادية»، وقطعت طرقًا، وأغلقت مدارس، ودمرت منازل، وشردت المئات وتسببت في غيرها من الكوارث، شاهدناها جميعًا على مدار الأعوام الماضية.
وهنا أود أن أناشد الحكومة المصرية الموقرة: تعلمون جيدًا أن «السيول» التي دمرت وشردت «المصريين» تنتظرها دول كثيرة في العالم، وتعتبرها «مصدر الخير»، دول كثيرة تستعد للسيول وتنتظر الأمطار حتى تخزنها وتستخدمها بطرق عديدة في مجالات عديدة.
معظم دول العالم تستفيد من مياه الأمطار التي تهطل عليها وتنتظرها بفارغ الصبر كل عام ولا تشكل لها أي مشكلة أو تهديد أو خسائر، حيث تجري المياه فورًا في مصارف استقبال الأمطار التي يتم إنشاؤها في جميع الأماكن، وتتم إعادة استخدامها في زراعة الأراضي الصحراوية واستصلاح مزيد من الأفدنة.
لماذا لا نتعلم الدرس ونفكر خارج الصندوق؟ وننتظر «الكارثة» حتى نتحرك، ونحاول السيطرة ولو على جزء قليل منها؟ لماذا لم يتم إنشاء مخازن ومصارف لمياه السيول والأمطار في العديد من المحافظات، ويتم استخدامها بعد ذلك في زراعة الأراضي الصحراوية واستصلاح مزيد من الأفدنة وتشغيل المصانع، في ظل شح المياه المنتظر بعد بناء العديد من السدود على نهر النيل.
فالنيل الوارد إلينا من إثيوبيا هو تجميع للأمطار التي تهطل على هضبة الحبشة، ومن الممكن تجميع مياه الأمطار التي تسقط على مصر وتقدر بحوالي ملياري متر مكعب، وهي كمية ليست هينة يمكن أن توفر المياه لآلاف الأفدنة، من خلال حقنها في المياه الجوفية في الصحراء.
مصر بها آلاف الأفكار الموجودة بالفعل داخل الجامعات المصرية من أبحاث علمية حقيقية تشرح وتقترح كيفية الاستفادة بشكل أو بآخر من هذه النعمة، التي أصبحت تنزل علينا كل عام.. لماذا لا نفتح الباب لتلقي رسائل وأفكار الشباب ومشاركة جموع المصريين في المشاكل، ومتابعة الأفكار المطروحة لحلها؟.. أرى كثيرًا من التعليقات المهمة والأفكار الجيدة، ولكن لا أرى أي تحرك من الحكومة لتنفيذها على أرض الواقع.
الشعب المصري «خيرة أهل الأرض»، وكذلك أطيب الشعوب، ويسهل احتواءه بطرق عديدة وبسيطة، وأسهلها التواصل المباشر من خلال الحوارات المباشرة ومؤتمرات الشباب المختلفة، والسماح لهم بمشاركة أفكارهم وسعيهم لحل المشاكل التي تواجهها مصر «الحكومة» ويصعب حلها، بعيدًا على الشاشات. التواصل المباشر مع الشباب الناضج مثلما يحدث في «المؤتمر الوطني للشباب»، التواصل المباشر من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، ومتابعتها باهتمام والرد عليها وتنمية الفكرة.
المقصود أن الشباب لديهم أفكار عديدة لمواجهة الكوارث وطاقات جبارة للمشاركة في حلولها، وينتظرون فتح الباب أمامهم.. افتحوا الباب وشاركوا الشعب في أفكارهم وحلولهم لمواجهة «كارثة» السيول في محافظات مصر المختلفة، حتى تتحول من كارثة إلى نعمة ورخاء.
l